الثلاثاء 2017/05/16

آخر تحديث: 12:09 (بيروت)

النظام يُسيطر على القابون وتشرين..وعينه على برزة

الثلاثاء 2017/05/16
النظام يُسيطر على القابون وتشرين..وعينه على برزة
خلال يومين من فتح النفق خرج أكثر من 2000 مدني من الغوطة الشرقية إلى القابون (انترنت)
increase حجم الخط decrease
أعلنت قوات النظام والمليشيات الموالية، الإثنين، انتهاء العمليات العسكرية في أحياء دمشق الشرقية، وفرض السيطرة عليها بالكامل، بعد إخلاء آخر دفعة من الأهالي "الراغبين" بالخروج إلى الشمال السوري، وانسحاب من لا يرغب بالتهجير أو "التسوية" إلى الغوطة الشرقية عبر النفق الأخير الذي يسيطر عليه "فيلق الرحمن".

وقالت مصادر مطلعة لـ"المدن"، إن "فيلق الرحمن" فتح النفق أمام مئات المدنيين الراغبين بالخروج من الغوطة الشرقية إلى حي القابون الدمشقي، بقصد اللحاق بحافلات التهجير والاتجاه نحو الشمال السوري. وخلال يومين من فتح النفق خرج أكثر من 2000 مدني إلى القابون، بينهم إعلاميون بارزون ومسؤولون في فعاليات مدنية وطبية. وظلّ النفق مفتوحاً أمام المدنيين الراغبين بالخروج، حتى بعد مسير الحافلات، وقبل وصول قوات النظام إلى مكان النفق الذي يربط الحي بالغوطة الشرقية. أحد الخارجين من الغوطة إلى القابون، قال إنه وصل إلى الحي فوجد عناصر من قوات النظام بانتظاره، وعندما علموا أنه قادم من الغوطة الشرقية طلبوا منه العودة إلى الغوطة أو الخضوع إلى "تسوية محلية". وبما أن لا حافلات متبقية لتقلهم إلى الشمال، عاد 6 شباب أدراجهم إلى الغوطة، فيما اختار العشرات من أبناء الغوطة الشرقية، رجالاً ونساءً، البقاء في القابون لـ"تسوية أوضاعهم".

وكان مفترضاً أن تتم عملية الإخلاء من القابون في دفعة واحدة، الأحد 16 أيار/مايو، إلا أن تدفق الناس عبر النفق من الغوطة الشرقية، بالإضافة إلى سكان أحياء تشرين والقابون، حال دون التوقف عن الإخلاء، بسبب تجمع مئات المدنيين بانتظار الإجلاء نحو الشمال السوري.
مصدر في وزارة المصالحة، أكد لـ"المدن"، أن أعداد الذين تم إخلاؤهم حتى الآن هي 5176 شخصاً من الغوطة الشرقية وأحياء تشرين والقابون، خرجوا في أربع دفعات، فيما تمت "تسوية أوضاع" أكثر من 500 شخص، على مدار الأسبوع الماضي، وتسلم  حوالي 170 قطعة سلاح فردي، من بعض العناصر الذين "سووا أوضاعهم".

المصدر أكد نقل العشرات من القابون إلى دمشق، الإثنين، وإجراء "مصالحة محلية" لهم، قبل أن يعود إلى الحي من يود البقاء فيه أو العيش في دمشق، وعرضت "الإقامة في مراكز الإيواء" على الخارجين من الغوطة الشرقية. مصادر متطابقة أكدت حدوث اعتقالات بحق شبان خرجوا من الغوطة الشرقية إلى القابون، بعد إنطلاق الحافلات. وقد وثقت "المدن" بعد تواصلها مع فعاليات أهلية، فقدان أثر 4 شباب؛ ثلاثة منهم من بلدة عربين والرابع من حي القابون. فيما أصرّ مصدر الوزارة أن لا أوامر لاعتقال أي انسان، وأن من بقي في القابون اختار "تسوية وضعه"، سواء كان من أبناء الحي أم من خارجه. إلا أن المصدر أشار إلى أن مسألة "البقاء في فرع أمني لليلة أو ليلتين، للتسوية أمر طبيعي".


(المصدر: LM)

وأكدت مصادر أهلية مقتل قائد العصابة التي قامت بإطلاق النار على المدنيين في القابون أثناء إخلاء الدفعة الثانية التي خرجت الأحد، على يد عناصر من "فيلق الرحمن" قبل انسحابهم من الحي. فيما تمكن "جيش الإسلام" من التوصل إلى عقد اتفاق مع "فيلق الرحمن"، يقضي بمرور عناصره المنسحبين من الأحياء الشرقية عبر نفق "الفيلق"، صباح الإثنين، باتجاه بلدات الغوطة الشرقية ومنها إلى مدينة دوما، بعد تقديم ضمانات من "الفيلق" بعدم التعرض لهم. مصادر إعلامية قالت إن المفاوضات اشترطت على عناصر "جيش الإسلام" تسليم سلاحهم إلى "الفيلق" قبل مرورهم من النفق، فيما رفضت مصادر من "الجيش" و"الفيلق" التصريح حول الموضوع.

وكعادة إعلام النظام، فقد اتجه إلى تصوير بعض الشوارع التي لم تُهدم في أحياء القابون، وإجراء مقابلات مع بعض الأهالي الذين اختاروا البقاء في الحي، مستغلاً خروج الناس من الغوطة الشرقية، ليروي قصصاً مخترعة حول هروب المدنيين من بطش "العصابات المسلحة" إلى مناطق "الجيش العربي السوري" بعد "إعادة الأمن والأمان" إليها. وتجاهل إعلام النظام الأحياء التي سويت بالأرض، بالكامل، بعد استهدافها بآلاف الصواريخ والقذائف والخراطيم المتفجرة.

وفي السياق، شهدت "ضاحية الأسد" شمالي العاصمة دمشق احتفالاً كبيراً، اطلق فيه الرصاص، وسارت عشرات السيارات ومئات المواليين وعناصر المليشيات المسلحة، في موكب، فرحاً بـ"تطهير" القابون وتشرين، و"عودة الأمان" إلى المنطقة التي "أذاقتهم ويلات القذائف"، بحسب تعبيرهم.

وبقي حي برزة معزولاً لوحده شرقي دمشق، محاطاً بمناطق احتلتها قوات النظام والمليشيات الموالية، ولم يطرح موضوع "المصالحة" في برزة حتى الآن بشكل جدي، وكل ما جرى هو ترحيل "الغرباء" عن الحي، وبعض من أبنائه الراغبين في الخروج. وتوقفت عمليات الإخلاء من برزة، بعد الدفعة الثانية من أصل ثمانية، انتظاراً لتنفيذ بند إطلاق سراح معتقلات الحي لدى أجهزة النظام الأمنية. ومن المتوقع أن يتم استئناف الترحيل مطلع الأسبوع المقبل، ليبقى الغموض محيطاً بـ"مصالحة" برزة، مع رفض القائمين عليها الاعتراف بوجود اتفاق مع النظام، ونفي احتمال القيام بعمل عسكري باتجاه مواقع النظام.

وتقول مصادر عسكرية مطلعة أن خطة النظام القادمة ستتضمن التفاوض على خروج مئات "المسلحين" من أحياء دمشق الجنوبية، بعد الانتهاء بالكامل من الأحياء الشرقية بما فيها حي برزة. وذلك بالتزامن مع عمل عسكري قد يستهدف حي "جوبر" ليكون آخر معقل للمعارضة المسلحة في عمق دمشق.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها