الأحد 2017/05/14

آخر تحديث: 16:58 (بيروت)

مناورات اسرائيلية قرب لبنان وسوريا: درء لتوغل "حزب الله"

الأحد 2017/05/14
مناورات اسرائيلية قرب لبنان وسوريا: درء لتوغل "حزب الله"
هذه المناورات تقوم على نقل المعركة إلى الجانب الآخر من الدولة العبرية (Getty)
increase حجم الخط decrease
أفردت الصحافة الإسرائيلية في أعداداها الصادرة، الأحد، مساحة للحديث عن التدريبات العسكرية للجيش الإسرائيلي على طول الحدود مع سوريا ولبنان، والتي انطلقت منذ ساعات الصباح، بالتوازي مع مناورات عسكرية أميركية على طول الحدود الأردنية-السورية.

وبينما تتعامل اسرائيل مع هذه المناورات كما لو أنها أجواء حرب حقيقية، تمنع فيها الرقابة العسكرية على الإعلام الإسرائيلي الحديث عن تفاصيل هذه المناورات، وهدفها الدقيق، وطبيعة الأسلحة التي يتم استخدامها، فإن معظم الصحف ووسائل الإعلام الإسرائيلية اتسمت بالعمومية في حديثها عن هذه المناورات التي وصفتها "بالاعتيادية".

وبالنظر إلى هذه المناورات فإنها تُجرى على مدار أربعة فصول في السنة، الأمر الذي يُشير إلى أنها اعتيادية من حيث الإجراء، ولكن يوجد ما وراءها في ظل المناخ الإقليمي السائد وارتباطاً بما يجري خلف الحدود مع سوريا بشكل خاص.

مصادر عسكرية اسرائيلية تقول إن هذه المناورات ليست جديدة وهي تطبيق لسياسة اسرائيل الدائمة منذ عشر سنوات بالنسبة لحدودها مع لبنان، إذ تحاول جاهدة أن لا تسمح بتكثيف تواجد قوات حزب الله على الحدود، بالتوازي مع سياسة تنتهجها على الجانب الآخر من الجولان السوري المحتل منذ 6 سنوات، إذ تحارب أي فرصة لتواجد عناصر حزب الله أو الحرس الثوري الإيراني قرب الحدود مع سوريا.

مصادر "المدن" قالت إن المناورات الإسرائيلية الجارية "تُحاكي مهاجمة قوة عدوانية للعمق الإسرائيلي فتدخل وتتوغل، ثم تقوم وحدات عسكرية اسرائيلية متخصصة بالتصدي لها ومواجهتها"، ولذا فإن هذه المناورات تقوم على أساس جهد يقوم به جيش الإحتلال الإسرائيلي لنقل المعركة إلى "الجانب الآخر من الدولة العبرية"، وهي إشارة إلى أن تل ابيب لا يمكن أن تحتمل أي تهديد عسكري، خاصة على ضوء التهديدات المستمرة من قبل أمين عام حزب الله حسن نصر الله بأن المعركة ستكون في الداخل الإسرائيلي، ولربما في منطقة الجليل الأعلى.

اسرائيل تدرك أن هذه المناورات لا تأخذ أكثر من قالبها الإعتيادي فهي لم ترفع أهبة الاستعداد في الجبهة الشمالية بل ظلّت على طبيعتها، غير أنها تبقى في الوقت ذاته ضمن "الوقاية الإستباقية" التي تبني عليها نظريتها الأمنية التقليدية، لاسيما وأنها ترى في هذه الأثناء أن الحدود مع لبنان أقل خطورة، في ظل تواجد أكثر من عشرة آلاف عنصر من قوات الأمم المتحدة بالإضافة إلى الجيش اللبناني، الأمر الذي يُبعد حدوث خطر من جهة لبنان. بَيدَ أنها ترى أن الخطر الأكبر يكمن في الجهة السورية، ولذلك يتعاظم الحرص الإسرائيلي على تلافي أي خطر مُفترض متمثل بسيناريو اختراق عناصر حزب الله لمنطقة الجولان.

وأفاد مصدر مُطلع من فلسطينيي 48 لـ"المدن" أن الجيش الإسرائيلي يستخدم في مناوراته هذه بالدرجة الأولى سلاح الدبابات، وصواريخ أرض-أرض، وصواريخ أرض-جو، بالإضافة إلى أسلحة أخرى تحاول اسرائيل جاهدة على أن تكون سرية، ولكن يبدو أنها تجمع ما بين السلاح التقليدي وغير التقليدي، بحيث يُمكن التعامل من خلالها بسلاسة مع مقاتل حزب الله المفترض (المتوغّل) من مسافة قريبة ومن دون إرباك وبسيطرة تامة.

وبالعودة إلى الجهة الإسرائيلية المقابلة للبنان حيث الجليل، فإن اسرائيل حرصت استراتيجياً على بناء المستوطنات بشكل متباعد وليس ملتصق ولعل "كريات شمونة" تعتبر أكبر مجمع لمستوطنات صغيرة غير ملتصقة، حتى يُقلل ذلك عدد سقوط قتلى وجرحى في صفوف المستوطنين قدر الإمكان في أي عملية قصف من حزب الله، وفي الوقت ذاته يُمكن إرباك أي قوة مقتحمة لإتاحة هامش واسع لان تكون مكشوفة ولا تحتمي بسهولة وسط مستوطنات ملتصقة.

ورغم ذلك، تُشكل منطقة الجليل مصدر خوف للإسرائيليين، فبينما اشتكى في أوقات سابقة مستوطنون يقطنون في تلك المنطقة من أصوات تحت الأرض، بسبب "فوبيا" حفر حزب الله لأنفاق تمتد إلى العمق الإسرائيلي، جاءت الأجهزة الإسرائيلية المختصة لتتأكد أنه لا وجود لأي شيء من هذا القبيل.

وتأتي هذه المناورات الإسرائيلية بالتزامن مع مناورات عسكرية أميركية على طول الحدود الأردنية-السورية، ولعل الرابط المشترك الوحيد بينهما يكمن فقط من الناحية الإستراتيجية المتمثلة بضرورة تحييد حزب الله والحرس الثوري الإيراني ولجمهما عبر إيجاد مناطق آمنة عدة.

في هذا السياق، كان وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي قد أكد لنظيره الروسي سيرغي لافروف، الجمعة، أن المملكة لا تريد "منظمات إرهابية ولا ميليشيات مذهبية" على حدودها مع سوريا في إشارة إلى الجهاديين وحزب الله.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها