الإثنين 2017/05/01

آخر تحديث: 13:02 (بيروت)

لماذا لا يتوقف "جيش الإسلام" بعد انهائه "تحرير الشام"؟

الإثنين 2017/05/01
لماذا لا يتوقف "جيش الإسلام" بعد انهائه "تحرير الشام"؟
مصادر مقربة من "جيش الإسلام": إنهاء "تحرير الشام" هو "قرار خارجي" مرتبط بـ"محاربة الإرهاب" وليس "شأناً داخلياً" (انترنت)
increase حجم الخط decrease
جابت مظاهرات للأهالي، الأحد، مناطق متعددّة في الغوطة الشرقية، للتعبّير عن رفضهم للاقتتال الحاصل بين الفصائل العسكرية، إلا أنها تعرضت لإطلاق نار من عناصر "جيش الإسلام" ما أدى إلى وقوع إصابات في صفوف المدنيين.

اتجه المتظاهرون من بلدات جسرين وسقبا وكفربطنا إلى بلدة حمورية، وانضم إليهم هناك متظاهرون من بلدات أخرى، وتجمعوا عند مقرات "جيش الإسلام"، مطالبين بوقف إطلاق النار، ومن ثم أكملوا مظاهراتهم إلى مدينة عربين، حيث تعرضوا فيها لإطلاق نار من آخر حواجز "جيش الإسلام" عند ساحة عربين، وفق ما ذكره مصدر محلي من سقبا لـ"المدن".
ولم ينفِ "جيش الإسلام" الاتهامات الموجهة إليه بإطلاق النار على المتظاهرين، ولكنّه قال في بيان صادر عنه، الأحد، إنه "لا أوامر صدرت من قيادة الجيش بكافة مستوياتها بهذا التصرف الخاطئ وتمت إحالة من اقترف هذا الفعل للقضاء لينال جزاءه". واعتذر "جيش الإسلام" في بيانه عن "إطلاق النار" من عناصره، متعهداً بمتابعة حال من أصيبوا وتقديم كافة الخدمات الطبية اللازمة لهم.

مصدر محلي قال لـ"المدن": "لا أتوقع أن يهدىءاعتذار جيش الإسلام عن إطلاق النار نفوس المدنيين في الغوطة الشرقية، لا سيما سكان القطاع الأوسط، لأنهم ينتظرون منه النزول عند مطالبهم بوقف الاقتتال ووقف اقتحام بلدات القطاع الأوسط بذريعة القضاء على هيئة تحرير الشام". وقال المصدر إن "جيش الإسلام" أعلن عن معركة لاستئصال "هيئة تحرير الشام" من الغوطة الشرقية، وهو ما تم بداية، ولكن معاركه امتدت لتطال مقرات "فيلق الرحمن" ومناطق سيطرته في كفربطنا وزملكا وسقبا، علماً أن هذه المناطق ليس فيها أي تواجد لـ"هيئة تحرير الشام".

الناطق الرسمي باسم "فيلق الرحمن" وائل علوان، قال لـ"المدن": "معارك جيش الإسلام لم يكن هدفها قتال تحرير الشام، وإنما جعلها ذريعة، فمنذ اللحظات الأولى من معاركه أقدم على الاعتداء على مقرات وعناصر فيلق الرحمن، ومنها بلدات خالية تماماً من الهيئة". وأشار علوان إلى أن "فيلق الرحمن يدرك جيداً أن هيئة تحرير الشام وأمثالها ليست مشاريع ثورية، وجاءت بفكرها من خارج سوريا لتتسلق الثورة السورية وتقيم مشاريع لا تتناسب مع الثورة السورية والمجتمع السوري". وتابع: "ولكن لا يمكن أن تستنزف المناطق المحاصرة بقتال تحرير الشام ما يسمح للنظام بالضغط على الغوطة الشرقية وسلب مناطق منها وتشديد حصاره عليها وازدياد معاناة المدنيين فيها".

بيانات من فصائل الغوطة الشرقية وفعاليات مدنية اعتبرت "جيش الإسلام" "معتدياً" وطالبته بالتوقف عن عمليته العسكرية داخل الغوطة، إلا أن الناطق باسم "هيئة أركان جيش الإسلام" حمزة بيرقدار، رفض تلك الاتهامات، وأكد لـ"المدن"، أنهم عازمون على استئصال "تحرير الشام" من الغوطة الشرقية، لأن آثار بقائها لا تختلف عن بقاء "داعش" على وجه الأرض. ورفض بيرقدار الاتهامات الموجهة لـ"جيش الإسلام" بـ"دعشنة" كل مخالف له، مشيراً أن كل من تم توقيفهم في "حملة داعش" و"حملة القضاء على المفسدين في الغوطة" تمت وفق مذكرات قضائية تدينهم بجرائم وفق إثباتات ووثائق.

ولكن علوان تساءل: "لماذا يستمر جيش الإسلام في الاقتحامات وتقطيع أوصال الغوطة الشرقية إذا كان هدفه تحرير الشام فقط، علماً أنه أعلن القضاء على 70 في المئة من تحرير الشام في الساعات الأولى لمعركته التي بدأت الجمعة 28 نيسان؟".

وبحسب تسريبات من مقربين لـ"جيش الإسلام" لـ"المدن"، فإن إنهاء "هيئة تحرير الشام" هو "قرار خارجي"، مرتبط بـ"محاربة الإرهاب" وليس "شأناً داخلياً"، كما كان عليه حال الاقتتال الداخلي بين الفصائل في العام الماضي.

وإذا كان القرار خارجياً فإن آثار "الاقتتال الداخلي" شديدة على أبناء الغوطة الشرقية، إذ فُقدت "الموضوعية" في تغطية ناشطي وإعلاميي الغوطة الشرقية للأحداث، وتأثرت المعلومات الواردة منهم وفقاً لمواقفهم من الفصائل، أو لأماكن تواجدهم وعدم قدرتهم على مخالفة الرأي "العسكري" السائد. وكذلك فإن بعض مقاتلي الفصائل العسكرية يرابطون في "الاقتتال الداخلي" على جبهات مدنهم وبلداتهم، أي أن المقاتل يقتل ابن بلده، وهو ما سيترك "شرخاً اجتماعياً" في المستقبل القريب أو البعيد، وفق ما ذكره مصدر محلي لـ"المدن".

وبين الاقتتال الحالي وآثاره يتخوف أهالي الغوطة الشرقية من فقدان مزيد من الأراضي لصالح مليشيات النظام، التي استغلّت الاقتتال المنصرم وسيطرت قبل عام بالتمام على "سلة غذاء الغوطة" المتمثلة في القطاع الجنوبي، وتكثّف اليوم عملياتها العسكرية ضد أحياء دمشق الشرقية.

ورغم تصدي المعارضة لعمليات النظام في أحياء القابون وتشرين وبرزة الدمشقية، وتمكنهم من قتل وأسر عناصر للنظام، وتدمير آليات له، إلا أن الاقتتال أضعف نقاطهم في تلك الجبهات. والمؤازرات من الغوطة الشرقية إلى القابون متوقفة رغم نفي "المجلس المحلي لحي القابون" في بيان له، ما يشاع عن إغلاق ممر المؤازرات العسكرية والإنسانية.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها