خلافات إخوان مصر ترمي فارين إلى السودان في الشارع

أزمة جديدة تضاف إلى أزمات جماعة الإخوان المسلمين في مصر، بعد اتهام مجموعة من شبابها لقيادات الجبهة التاريخية "محمود عزت ومحمود حسين وابراهيم منير"، بطرد شبان فرّوا من مصر إلى السودان من مساكنهم الخاصة في السودان.

وبحسب شهادات الشبان المطرودين، فإن قيادات إخوانية مصرية مقيمة في السودان، وتخضع لولاء جبهة القائم بأعمال المرشد محمود عزت، طردتهم من السكن المخصص لهم، وذلك على خلفية انتقادات وجهوها لعمل القيادة التاريخية وتعاطيها مع الأوضاع التي تمر بها الجماعة وخياراتهم السياسية، وطالبوها بمراجعة المسار السياسي للجماعة، وما أسموه سلسلة الأخطاء منذ ثورة 25 يناير/كانون الثاني.

أحد الشبان المطرودين ويدعى أحمد حسن، قال إن رسالة وصلتهم "من قيادات الإخوان قبل شهرين، مفادها أن من يرى الجماعة تسير فى الطريق الصحيح فهو معنا، ومن يرى أن هناك أخطاء فعليه ترك الجماعة". وأضاف "من حوالى شهرين أو شهر ونص تم إبلاغنا من خلال قيادات بالجماعة إن فيه مجموعة من الشباب هيخلوا السكن خلال 4 أيام ولما سألنا السبب قالوا: انتم تبع جبهة محمد كمال".

أما محمد طلبة، وهو أحد الشبان الذين طردوا من السكن أيضاً فقال: "فوجئنا للأسف بطردنا ورمينا فى الشارع، والقيادات تقول إننا للأسف بنشرب مخدرات ونمشي مع بنات ونشرب سجائر".

وانتشرت صور شبان منتشرين على قارعة الرصيف أمام إحدى البنايات، وهم مجموعة من الأشخاص الذين تركوا الإسكندرية نتيجة ملاحقات أمنية إلى السودان، في حين ذكرت مصادر أن حادثة الطرد هذه ليست الأولى، إذ تكررت أكثر من مرة منذ انقسام الجماعة بين جبهتي عزت، وعضو مجلس الشورى محمد كمال.

في المقابل، قالت مصادر محسوبة على جبهة عزت إن السكن مجاني وخاص بمنظمة خيرية تابعة لدولة خليجية، قررت أن تبتعد عن الخلافات الداخلية الإخوانية، وطلبت من الجميع مغادرة السكن، خوفاً من تصاعد المشاكل بين الطرفين والتأثير عليها كمنظمة خيرية، وليس للقيادات التابعة لجبهة عزت، دور في طرد أحد من السكن، وهو ما نفته المصادر المحسوبة على جبهة كمال.

مصدر من خارج ثنائية عزت-كمال، وكان قد أقام في وقت سابق في البناء الذي شهد واقعة الطرد، نفى لـ"المدن" الروايتين، وقال إن الطرفين "يتبادلان الكذب واختلاق الوقائع"، وإن الراوية الحقيقية هي أن المسؤولين التابعين لجبهة عزت، جهزوا لأنفسهم ولأشخاص تابعين لهم سكناً بديلاً عن السكن الذي كان يحتضن الجميع، وعند انتهاء تحضيرات الانتقال إليه تركوا الآخرين.

مؤسس شبكة "رصد" الإخبارية التابعة للجماعة عمرو فراج، قال في تعليق على الحادثة: "لو عندك كلب وعايزه يعمل حاجة بتجبره وتمنع عنه لأنك متحكم فيه.. وصل بينا الحال للأسف إن أبناء الجماعة واللي ضحوا بحياتهم وأمنهم وارتباطهم بأهاليهم ييجي اليوم اللي الجماعة تتحكم فيهم بنفس الأسلوب، كأن انتا عايش جوه سجن، زي ما كنت متضايق من الإخوان أنهم طردوا الشباب متضايق من الشباب إنهم سمحوا لنفسهم يقعدوا طوال الفترة دي تحت تحكم أي حد تاني غير نفسهم مالياً".