وفي كلمة أمام "المؤتمر الدولي للسلام" الذي تنظمه مشيخة الأزهر، أكد البابا فرنسيس أنه "ما من عنف يمكن أن يرتكب باسم الله". وأضاف "لنكرر معاً من هذه الأرض، أرض اللقاء بين السماء والأرض، وأرض العهود بين البشر وبين المؤمنين، لنكرر لا قوية وواضحة لأي شكل من أشكال العنف والثأر والكراهية يرتكب باسم الدين أو باسم الله". وتابع "لنؤكد سوياً استحالة الخلط بين العنف والايمان، بين الايمان والكراهية، ولنعلن معاً قدسية كل حياة بشرية ضد أي شكل من أشكال العنف الجسدي أو الاجتماعي أو التربوي أو النفسي"
وتعد مشاركة البابا في مؤتمر الأزهر إعادة قوية للعلاقات بين الأزهر والفاتيكان، التي شهدت توتراً في السنوات العشر الماضية، على خلفية تصريحات للبابا السابق بنديكتوس السادس عشر في أيلول/سبتمبر 2006 ربط فيها بين الإسلام والتطرف. كما أعلن الأزهر تجميد العلاقات مع الفاتيكان إلى أجل غير مسمى، على خلفية دعوة البابا بنديكتوس إلى حماية المسيحيين في مصر بعد تفجير انتحاري استهدف كنيسة في الاسكندرية.
وخلال لقاء مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، دعا بابا الفاتيكان إلى "الاحترام غير المشروط لحقوق الانسان غير القابلة للمساومة كالحق في المساواة بين كافة المواطنين وحق حرية الدين والتعبير دون أدنى تمييز". وقال بالعربية "الدين لله والوطن للجميع"، وسط تصفيق من الحضور.
وأفادت وكالة "فرانس برس" أن السلطات المصرية شددت تدابيرها الأمنية في محيط كل كنائس البلاد، خشية تعرضها لأي اعتداء أثناء زيارة البابا، كما أغلقت كل المنطقة المحيطة بالسفارة البابوية حيث ينزل البابا، أمام حركة السير، وانتشر فيها العديد من عناصر الشرطة والجيش.
ولاحقاً، زار البابا فرنسيس الكنيسة البطرسية الملاصقة لكاتدرائية الأقباط الأرثوذكس في القاهرة، حيث قتل 29 شخصاً في هجوم انتحاري تبناه تنظيم "الدولة الإسلامية" في كانون الأول/ديسمبر الماضي. وأعقب هذا التفجير اعتداءان انتحاريان ضد كنيستين قبطيتين أوقعا 45 قتيلاً في التاسع من نيسان/أبريل الحالي.
وشارك البابا فرنسيس والبابا تواضروس في صلاة مسكونية في الكنيسة البطرسية التي جرى ترميمها حديثاً بعد تفجير 9 نيسان/أبريل، وجلس الأثنان والى جوارهما رؤساء كل الطوائف المسيحية في مصر، فيما كان الكورال الكنسي ينشد الترانيم .
وفي كلمة قصيرة في الكاتدرائية المرقسية، قال البابا فرنسيس إنه "تم مؤخراً وللأسف إراقة دم بريء لمصلين عزل وبقسوة.. آلامكم هي أيضاً آلامنا. إن دماءهم الزكية توحدنا".
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها