الخميس 2017/04/27

آخر تحديث: 12:33 (بيروت)

موسكو تدعو اسرائيل لاحترام سيادة سوريا..ولا تنكر علمها بالغارة

الخميس 2017/04/27
موسكو تدعو اسرائيل لاحترام سيادة سوريا..ولا تنكر علمها بالغارة
مستودعات الذخيرة المستهدفة مسؤولة عن إمداد كبريات المليشيات المدعومة من إيران (انترنت)
increase حجم الخط decrease
استهدفت إسرائيل مستودع ذخيرة يستخدمه "حزب الله" في قاعدة جوية بالقرب من مطار دمشق الدولي، فجر الخميس، وأفادت وسائل إعلام عديدة أن الاستهداف جرى باستخدام صواريخ من دون اختراق الطيران للأجواء السورية.

مراسل "المدن" رائد الصالحاني أكد أن الضربة لم تستهدف سرب طيران ولا خط غاز، كما نُشر في بعض وسائل الإعلام، وأشار إلى أن مطار دمشق المدني لم يتعرض لأي ضرر، وأن إصابات دقيقة استهدفت مستودعات ذخيرة تابعة لكبرى المليشيات الإيرانية في سوريا. وتم في الضربة تدمير شحنة ذخيرة كانت قد وصلت الى القاعدة في 8 نيسان/إبريل بإشراف ضباط ايرانيين تمركزوا في محيط الغوطة الشرقية من جهة المطار.

ومستودعات الذخيرة المستهدفة مسؤولة عن إمداد كبريات المليشيات المدعومة من إيران. الصالحاني أكد أن مليشيا "حزب الله" تتسلم تذخيرها من تلك المستودعات لكن لا مقرات لها هناك، في حين أن المليشيات العراقية موجودة في المنطقة المحيطة بالمطار.

وفي ما اعتبر أنه تأكيد على وقوف إسرائيل وراء الضربة الجديدة في سوريا، قال وزير المواصلات وشؤون الاستخبارات الإسرائيلية يسرائيل كاتس، إن "الحادثة في سوريا تلائم تماماً سياستنا منع تعزيز القوة العسكرية لحزب الله". وأضاف "في كل مرة تصلنا معلومات استخباراتية عن نية لنقل سلاح متقدم لحزب الله سنتحرك".

وفي أول تعليق روسي على الحادثة، دانت وزارة الخارجية الروسية الضربة الإسرائيلية ووصفتها بأنها "عمل عدواني"، كما دعا الكرملين إسرائيل إلى احترام السيادة السورية والامتناع عن أي خطوات من شأنها أن تزيد التوتر في المنطقة. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتيري بيسكوف، خلال مؤتمر صحافي، إن روسيا تطالب كافة الدول بالامتناع "عن أي خطوات تؤدي للتصعيد في هذه المنطقة المضطربة، وندعو إلى احترام سيادة الجمهورية العربية السورية التي نؤيدها كدولة موحدة سياسياً وجغرافياً وذات سيادة".

ولم يقدم بيسكوف إجابة واضحة عندما سأله أحد الصحافيين عما إذا كانت إسرائيل قد أبلغت الجانب الروسي بالضربة قبل وقوعها، واكتفى بالقول "فعلاً، هناك تبادل للمعلومات بين روسيا وإسرائيل عبر مختلف القنوات، وهناك حوار مستمر بين هيئتي الأركان".

في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع السورية في بيان "تعرض أحد المواقع جنوب غربي مطار دمشق الدولي فجر اليوم إلى عدوان إسرائيلي سافر بعدة صواريخ أطلقت من داخل الأراضي المحتلة ما أدى إلى حدوث انفجارات في المكان نتج عنها بعض الخسائر المادية. إن هذا العدوان الذي يأتي كمحاولة يائسة لرفع معنويات المجموعات الإرهابية التي تنهار تحت ضربات قواتنا المسلحة لن يثنينا عن مواصلة حربنا على الإرهاب وسحقه".

مراسل "المدن" في فلسطين أدهم مناصرة، قال إن وسائل الإعلام الإسرائيلية استخدمت عبارة موحدة في الحديث عن الضربة هي "وقوع إنفجارات بالقرب من مطار دمشق الدولي" من دون نسبها بشكل واضح إلى الجيش الإسرائيلي.

وإذا كانت إسرائيل تقف فعلاً خلف هذا الهجوم، فهذا يعني أن منظومة الدفاع الجوية للنظام لم تتصدَ للصواريخ أو الطائرات، على عكس ما حدث في الضربة الجوية الإسرائيلية على مستودعات إيرانية في محيط تدمر، في آذار/مارس. حينها استخدم النظام منظومة "S-200" لاعتراض الصواريخ، من دون تحقيق إصابات، وتوعد بأن القصف الإسرائيلي لن يمر من دون ردّ.

صوت الانفجار سُمِعَ في دمشق والغوطة الشرقية، وشوهدت أعمدة الدخان واللهب من مسافات بعيدة. وكالة "رويترز" نقلت عن "مصدر بالمخابرات في المنطقة" قوله، إن ضربة إسرائيلية أصابت الخميس مستودعاً لتوريد الأسلحة، تديره جماعة "حزب الله" اللبنانية قرب مطار دمشق حيث يتم إرسال إمدادات منتظمة من طهران على طائرات تجارية وطائرات شحن عسكرية. وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه إن المستودع يتعامل مع كميات كبيرة من الأسلحة التي ترسلها إيران جوا بانتظام. وأضاف أن المستودع يستقبل جزءاً كبيراً من الأسلحة التي يتم توريدها لمجموعة من الفصائل المسلحة التي تدعمها إيران، على رأسها جماعة "حزب الله".

تلفزيون المنار التابع لـ"حزب الله" قال إن انفجاراً ضخماً وقع قرب مطار دمشق الدولي في ساعة مبكرة من صباح الخميس ورجّح أنه ناتج عن ضربة جوية إسرائيلية. وقال إن المعلومات الأولية تشير إلى أن الضربة خلفت خسائر مادية فقط ولا خسائر بشرية، وإنها استهدفت "خزانات الوقود ومستودعاً".

المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي قال بدوره: "لا يمكننا التعليق على مثل هذه التقارير". 

وكانت وكالة "رويترز" قد نقلت عن وزير المواصلات وشؤون الاستخبارات الإسرائيلية قوله، الأربعاء، إن إسرائيل تسعى إلى "تفاهم" مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، على وجوب عدم السماح لإيران بإقامة موطئ قدم عسكري دائم في سوريا. وقال الوزير إسرائيل كاتس، في مقابلة أثناء زيارة إلى الولايات المتحدة إنه يستغل أيضاً لقاءاته مع مسؤولي البيت الأبيض وكبار المشرعين للضغط من أجل فرض مزيد من العقوبات الأميركية على إيران و"حزب الله"، المدعوم من طهران، والتي تساند الرئيس السوري بشار الأسد. وقال كاتس: "أريد التوصل إلى تفاهم.. اتفاق بين الولايات المتحدة وإسرائيل... لعدم السماح لإيران بنشر قوات عسكرية بشكل دائم في سوريا... جوية أو برية أو بحرية". وأضاف أن هذا ينبغي أن يكون جزءاً من أي اتفاق دولي في المستقبل لإنهاء الحرب الأهلية السورية الدائرة منذ نحو ست سنوات.

وتعتبر إسرائيل أن نقل أي أسلحة متطورة لـ"حزب الله" في سوريا خط أحمر، ما دفعها منذ العام 2013 لتنفيذ ضربات جوية أو قصف مدفعي على مواقع سورية.

في مايو/أيار 2013، قصفت طائرات إسرائيلية ثلاثة مواقع في منطقة الديماس في ريف دمشق، استهدفت صواريخ إيرانية كانت في طريقها إلى "حزب الله"، ثم استهدفت في الشهر ذاته مواقع عسكرية بالقرب من جبل قاسيون في العاصمة دمشق.

واستهدف مطار دمشق بغارات اسرائيلية في كانون الاول/ديسمبر 2014. ولاحقا قصفت الطائرات الإسرائيلية مطار المزة العسكري في دمشق. واستهدفت مبنى سكنياً في منطقة جرمانا بريف دمشق قتلت فيه القيادي في "حزب الله" سمير القنطار. وفي نهاية عام 2015، أدت غارة إسرائيلية على القنيطرة إلى مقتل جهاد مغنية، نجل القائد العسكري السابق في "حزب الله" اللبناني عماد مغنية، وستة من قادة الحزب.

وفي آذار/مارس استهدفت اسرائيل قواعد عسكرية في محيط مدينة تدمر، ودمرت فيها مئات الصواريخ بحسب ما قاله مسؤول إسرائيلي كبير الثلاثاء. القصف على محيط تدمر في محافظة حمص السورية تسبب برد من قوات النظام باستخدام صواريخ أرض-جو.

وكان وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان، قد قال في آذار، إن الجيش الإسرائيلي يقوم فقط بشن غارات في سوريا لثلاثة أسباب: عندما تتعرض إسرائيل لإطلاق نار، ولمنع عمليات نقل أسلحة، ولتجنب "قنبلة موقوتة" أي إحباط تهديد وشيك بهجمات ضد إسرائيل من قبل مجموعات على حدودها.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها