الأراضي الفلسطينية تتوحّد في إضراب شامل دعماً للأسرى

إلتزمت الأراضي الفلسطينية بإضراب شامل، الخميس، تضامناً مع إضراب عن الطعام يخوضه مئات المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية منذ 11 يوماً، بقيادة الأسير مروان البرغوثي، عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" المعتقل منذ 2002.

وأُغلقت المحال التجارية في شوارع القدس الشرقية وتوقفت حركة النقل العام في قطاع غزة ومدينة رام الله، حيث أغلق شبان العديد من الطرق الرئيسية بالحجارة والإطارات المشتعلة منذ ساعات الصباح.

وهذه المرة الأولى، منذ سنوات، التي تشهد فيها الأراضي الفلسطينية إضراباً شاملاً لكل مناحي الحياة.

وقال رئيس اتحاد الغرف التجارية في فلسطين، خليل رزق، لوكالة "رويترز" إن هذا الإضراب يأتي "إسناداً ودعماً لإخواننا وأبنائنا الأسرى في سجون الاحتلال في ظل هذا الإضراب المميز عن الطعام".

وأضاف رزق أن القطاع الخاص الفلسطيني لعب دوراً كبيراً في توحيد الإضراب في جميع المحافظات الفلسطينية، وقال إن هذا الإضراب "رسالة عامة للعالم أجمع أن هناك مشكلة حقيقية. أبناؤنا دخلوا في الخطر. هذا اليوم الحادي عشر للامتناع عن الطعام بشكل كامل".

رئيس "نادي الأسير الفلسطيني" قدورة فارس أكد من جهته أن الإضراب الشامل تم الالتزام به في الضفة الغربية وقطاع غزة، مضيفاً أن "هذا مؤشر على وحدة الشعب الفلسطيني خلف الحركة الأسيرة".

في غضون ذلك، طالبت منظمات مدنية فلسطينية بعثة الاتحاد الأوروبي في الأراضي الفلسطينية بالتدخل لدى السلطات الإسرائيلية لإنهاء الظروف الصعبة للمعتقلين.

وجاء في رسالة وقعتها "هيئة العمل الوطني والأهلي" في القدس، و"لجنة أهالي أسرى القدس" و"نادي الأسير الفلسطيني"، وسُلّمت الخميس إلى بعثة الاتحاد الأوروبي في رام الله، أنه "لا يجوز لكم كبعثة أن تستمروا في دور المراقب لما يجري وما يرتكب من جرائم بحق أسرانا في سجون الإحتلال ومعتقلاته".

وتزامن تسليم الرسالة مع اعتصام شارك فيه العشرات من ذوي المعتقلين رفعوا فيه صوراً للمعتقلين، قبالة مقر البعثة في حي الشيخ جراح بالمدينة.

وكُتب في الرسالة أنه "يجب أن لا تبقى إسرائيل دولة فوق القانون الدولي تخرقه وتمارس العربدة والبلطجة متى شاءت بدعم ومساندة من حكوماتكم"، وأضافت "إن قيامكم بدوركم وواجباتكم في نزع فتيل الأزمة وتخفيف حالة الإحتقان وفقدان الثقة لدى أهالي أسرانا وأبناء شعبنا بدور المؤسسات الحقوقية والإنسانية ولا سيما الاتحاد الأوروبي من شأنه أن يعيد جزءاً من هذه الثقة المفقودة".