الأربعاء 2017/04/26

آخر تحديث: 19:57 (بيروت)

تحقيق استخباراتي فرنسي: الأسد أمر بقصف خان شيخون بالسارين

الأربعاء 2017/04/26
تحقيق استخباراتي فرنسي: الأسد أمر بقصف خان شيخون بالسارين
أمر استخدام أسلحة كيماوية لا يمكن أن يصدر إلا عن الأسد أو بعض أفراد دائرته الأكثر نفوذاً (Getty)
increase حجم الخط decrease
أكدت الاستخبارات الفرنسية في تقرير نُشر الأربعاء، أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد قد استخدم غاز السارين في الهجوم على بلدة خان شيخون في إدلب في 4 نيسان/ابريل، الذي أدّى إلى مقتل أكثر من 100 شخص، ودفع بالولايات المتحدة إلى توجيه ضربة صاروخية ضد قاعدة "الشعيرات" الجوية السورية.

ويستند التقرير الذي أعدته أجهزة الجيش والمخابرات الفرنسية، ونشرته وكالة "رويترز" بعد أن رُفعت عنه السرية، إلى عينات من موقع الهجوم وعينة دم من أحد الضحايا.

وقال وزير الخارجية الفرنسية جان مارك إيرولت، بعد رفعه نتائج التقرير إلى مجلس الوزراء،  الأربعاء "نعرف من مصدر موثوق أن عملية تصنيع العينات المأخوذة تضاهي الأسلوب المستخدم في المختبرات السورية"، وأضاف أن "هذه الطريقة هي بصمة النظام وهي ما يتيح لنا تحديد المسؤول عن الهجوم. نحن نعرف لأننا احتفظنا بعينات من هجمات سابقة واستطعنا استخدامها للمقارنة".

وذكر التقرير أن النتائج تتطابق مع نتائج عينات حصلت عليها المخابرات الفرنسية، منها قذيفة لم تنفجر، من هجوم تعرّضت له مدينة سراقب في 29 نيسان/ أبريل 2013، اتهمت آنذاك قوى غربية، حكومة الأسد، بتنفيذه.

وأشار التقرير إلى الاشتباه بنحو 140 هجوماً كيماوياً في سوريا منذ 2012، وقال إن أجهزة المخابرات تعلم أن طائرة حربية من طراز "سوخوي 22"، تابعة للحكومة السورية، نفذت 6 ضربات في خان شيخون في 4 نيسان/ابريل، وإن العينات التي استخلصت من الأرض تضاهي مواد مقذوف محمول جواً يحمل ذخيرة مغلفة بالسارين.

وأضاف أن الاستخبارات الفرنسية "تعتقد أن أمر استخدام أسلحة كيماوية لا يمكن أن يصدر إلا عن بشار الأسد أو بعض أفراد دائرته الأكثر نفوذاً"، مؤكداً أن الجماعات المتشددة في المنطقة لا تملك القدرة على شن مثل هذا الهجوم، كما وأن تنظيم "الدولة الإسلامية" لا يتواجد في تلك المنطقة.

وذكر التقرير أنه لا يمكن "التعويل" على تأكيد الأسد بأن الهجوم "مفبرك" نظراً لتدفق أعداد كبيرة من الضحايا خلال فترة قصيرة على مستشفيات سورية وتركية، فضلا عن ظهور أعداد كبيرة من الصور وتسجيلات الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي لأشخاص يعانون أعراض استنشاق غاز سام.

وتتطابق خلاصات التقرير الفرنسي مع تحقيق أجرته منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، أكد أن السارين أو مادة سامة محظورة أخرى استخدمت في خان شيخون.

ويضيف تقرير الاستخبارات الفرنسية أن من بين العناصر التي ظهرت في العينات، مادة الهيكسامين المميزة للسارين، الذي تنتجه الحكومة السورية، قائلاً إن "عملية الإنتاج هذه طورها مركز الدراسات والبحوث العلمية بسوريا من أجل النظام". وتابع أن هناك "شكوكاً خطيرة في ما يتعلق بدقة تفكيك الترسانة الكيماوية السورية واستكمالها وصدقها".

وكانت سوريا قد وافقت في أيلول/سبتمبر 2013 على تفكيك برنامجها للأسلحة الكيماوية بالكامل، بموجب اتفاق مع الولايات المتحدة وروسيا بعد مقتل المئات في هجوم بغاز السارين على مشارف دمشق.

في المقابل، رد الكرملين على التقرير الفرنسي قائلاً إن "السبيل الوحيد لمعرفة حقيقة ما حدث في إدلب هو إجراء تحقيق دولي محايد"، وأضاف المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف "نشعر بالأسف لأن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تعرقل حتى الآن إجراء مثل هذا التحقيق".

من جهة ثانية، نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول دبلوماسي فرنسي كبير قوله إن باريس "أحالت التقرير إلى شركائها وستواصل السعي لإجراء تحقيق". واتهم الديبلوماسي الفرنسي موسكو بـ"محاولة نزع الثقة في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية"، قائلاً إن "هناك مجهوداً دعائياً من جانب روسيا للقول إن عمل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ليس محل ثقة".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها