الأربعاء 2017/04/19

آخر تحديث: 12:17 (بيروت)

عملية عسكرية في ضواحي حلب..تمهد لزيارة الأسد؟

الأربعاء 2017/04/19
عملية عسكرية في ضواحي حلب..تمهد لزيارة الأسد؟
مقاتلون من فصائل المعارضة في حلب (خالد الخطيب - أرشيف)
increase حجم الخط decrease
تعرّضت ضواحي حلب الغربية والشمالية، ليل الثلاثاء-الأربعاء، إلى قصف عنيف من قبل المقاتلات الروسية. واستهدف القصف بالقنابل العنقودية، والصواريخ، والقنابل الفراغية المحمولة بالمظلات، كلاً من بلدات حريتان وحيان، وبيانون، وكفرحمرة، ومنطقة أسيا، والليرمون، وعندان التي كان لها الحصة الأكبر من عدد الغارات التي تجاوزت 15 غارة جوية شمال حلب، في حين طال القصف أكثر من 25 بلدة وموقعاً غرب حلب، وخصوصاً في الراشدين والمنصورة، والبحوث العلمية، وتل الشيخ عقيل، ودارة عزة، وأورم الكبرى، التي وقعت فيها مجزرة مروعة راح ضحيتها ستة أشخاص من عائلة واحدة معظمهم أطفال.


وهذه هي المرة الأولى، منذ نهاية العام الماضي، التي تشهد فيها ضواحي حلب هذا التصعيد الروسي، الذي ترافق مع قصف نفذته مليشيات النظام بأكثر من 2000 قذيفة مدفعية وصاروخية، وبـ"صواريخ الفيل". واستهدف القصف المدفعي والصاروخي أربعة محاور رئيسية في الشمال والغرب على أطراف المدينة، والتي كانت هدفاً للتقدم البري للنظام والمليشيات.


وسبق لقوات النظام ومليشيا "حزب الله" اللبناني، أن حاولت التقدم، في 10 نيسان/ أبريل، باتجاه الزاوية الشمالية الغربية من المدينة، انطلاقاً من معاقلها في بلدتي نبل والزهراء شمال عندان، بهدف فرض حصار محكم على الضواحي الشمالية التي تضم سبع مناطق وبلدات تسيطر عليها المعارضة إلا أنها فشلت في هجومها وتكبدت خسائر كبيرة تجاوزت 25 قتيلاً قرب جبل عندان، ما اضطرها هذه المرة لاتباع تكتيك جديد وإشغال أكثر من محور غرباً وشمالاً على أطراف المدينة، والاستعانة بشكل أكبر بالقصف الروسي.


أعنف الهجمات التي شنها النظام والمليشيات انطلقت بعد منتصف ليل الاثنين-الثلاثاء، وشملت محوري  تل شويحنة، والبحوث العلمية، والمنصورة، والراشدين الشمالية في شمال غرب المدينة، وفي الوقت نفسه حاولت المليشيات التقدم باتجاه خربة عندان في أطراف مدينة عندان الشمالية الغربية من جهة الجبل، واستمرت المعارك العنيفة صباح الثلاثاء، وعادت بعد فترة هدوء نسبي لتشتعل من جديد مساءً، و استمرت حتى فجر الأربعاء.


قائد غرفة "عمليات الراشدين" النقيب أمين ملحيس، أكد لـ"المدن"، أن مليشيات النظام زجت بمئات العناصر في معركتها لكي تحرز تقدماً في جبهات المنصورة، وشويحنة، مستفيدة من الدعم الجوي المتواصل من قبل المقاتلات الحربية الروسية وطائرات الاستطلاع  التي كانت تحلق باستمرار  خلال الساعات ال48 الماضية، وتستهدف بقنابلها خطوط المعارضة الأولى وتحصيناتها، وكان الهدف الأبرز للمليشيات هو منطقة شويحنة نظراً لارتفاعها وتوسطها منطقة هضاب واسعة تسيطر عليها المعارضة.


ولفت النقيب ملحيس إلى أن و"حدات حماية الشعب" الكردية سمحت لمليشيات النظام بالدخول إلى بلدة باشمرا، التي تم إخلاؤها من سكانها الأكراد مطلع نيسان/أبريل، وهي تقع على تماس مباشر مع مناطق تخضع لسيطرة المعارضة قرب قبتان الجبل شمال غربي حلب، وبذلك باتت مليشيات النظام تشرف على محور عمليات واسع من الجهة الشمالية لريف حلب الشمالي، وهذا يعطيها الأفضلية في توسيع عملياتها خلال الأيام المقبلة، لتشمل المناطق القريبة من كفر بسين وقبتان الجبل غرب عندان، وتتخلص من عقدة الجبهة الضيقة والعثرة التي كانت تلاقي فيها مقاومة كبيرة في جبل عندان ومنطقة الخربة.


وأوضح ملحيس "إلى الآن ما يزال وضع مقاتلي الفصائل جيداً بالرغم من الكثافة النارية الكبيرة التي تنهال على نقاطهم، وقد تم إفشال تقدم مليشيات النظام، وقتل في المعارك التي دارت في جبهات المنصورة ومناطق قرب شويحنة أكثر من 30 عنصراً بينهم ضابطان، الأول برتبة ملازم والثاني برتبة عميد ركن، وهو العميد علي ديب من بلدة دريكيش". وهدأت وتيرة المعارك بين الطرفين فجر الأربعاء، بينما بقي القصف المدفعي والصاروخي مستمراً نحو مواقع المعارضة.


وتتمتع مناطق الضواحي الغربية والشمالية بقوة جبهاتها، وصعوبة التقدم فيها بالنسبة للنظام، وربما استحالته إن لم يتبع سياسة الأرض المحروقة، والاستعانة بالقصف الروسي بشكل مكثف، ويعود ذلك لكثرة المقاتلين من أبناء هذه المناطق و المنتمين لفصائل معارضة عديدة، من بينها حركة "أحرار الشام الإسلامية"، و"فيلق الشام"، و"فرقة الصفوة"، و"لواء الحرية الإسلامي"، و"جيش إدلب الحر"، بالإضافة لوجود المئات من أبناء هذه البلدات شمال وغرب حلب في صفوف "هيئة حرير الشام"، التي تشكل حركة "نورالدين زنكي"، و"جبهة فتح الشام" عمودها الفقري. وهناك كتائب محلية في بلدات مثل عندان وحيان في الشمال قرب بلدتي نبل والزهراء تعمل بشكل شبه منفرد.


ويرافق هذا التصعيد الجديد في ضواحي حلب ضخ إعلامي كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، وتروج الشبكات المحلية في أوساط الموالين لاقتراب المعركة الحاسمة التي من شأنها العمل على تأمين المدينة من خلال السيطرة على الضواحي القريبة، وإشعال جبهة ريف حلب الجنوبي وبسط السيطرة على طريق حلب-دمشق الدولي.


ودخل مفتي الجمهورية أحمد بدرالدين حسون على خط الترويج هذا، حيث تزامنت العملية العسكرية مع زيارة المفتي إلى مديرية الأوقاف في حلب، واجتمع بقيادة الأمن والمليشيات في المدينة، وزار قبر نجله سارية، الذي اغتيل نهاية عام 2011. وألمح حسون إلى المعركة التي يجري الترويج لها بالقول "هناك مفاجآت سوف تشهدها حلب قريباً لم ترها منذ ست سنوات"، وبحسب موالين علقوا على تصريحات حسون، فإنه من بين هذه المفاجآت زيارة مقررة قريباً للرئيس السوري بشار الأسد إلى حلب.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها