أيام قد تفصلنا عن كارثة بيئية مروّعة، مع إعلان مهندسين سوريين عملوا في سد الفرات، عن بدء العد التنازلي لانهياره، وتحرير 14 مليار متر مكعب من المياه المحجوزة خلفه، قد تشكل موجة بارتفاع 50 متراً، ستدمر مدينتي الرقة وديرالزور، والمناطق المحيطة بنهر الفرات، وصولاً إلى بابل والأنبار وكربلاء في العراق.
ويقع سد الفرات في مدينة الطبقة، ويبعد عن مدينة الرقة مسافة 50 كيلومتراً، وهو أكبر السدود في سوريا، بطول يصل إلى 5 كيلومترات، وارتفاع 60 متراً، ويحجز خلفة أكبر البحيرات الصناعية في سوريا؛ بحيرة الطبقة "الأسد"، التي يبلغ طولها 80 كيلومتراً، ومتوسط عرضها 8 كيلومترات. والغرض من إقامة السد كانت تنظيم مجرى النهر ومنع حدوث الفيضانات، وتخزين المياه لاستخدامها في الري، ودعم المحاصيل الاستراتيجية كالقمح، وتوليد 880 ميغا واط من الكهرباء، تغذي محافظات الرقة وديرالزور والحسكة وحلب.
المصدر: (LM)
وخلال الأيام الأخيرة كشف مهندسون سوريون عن تعرض السدّ لسلسلة غارات جوية، نتيجة وقوعه في منطقة نزاع بين قوات "داعش" المسيطرة على محافظة الرقة ومدينة الطبقة، وبين "قوات سوريا الديموقراطية" المدعومة من قوات "التحالف الدولي". الغارات أدت إلى وقف أنظمة صرف المياه المتسربة عن العمل، وتدمير غرفة العمليات والتحكم. ومع استمرار الأعمال العسكرية ومنع دخول فنيي الصيانة لإجراء الإصلاحات المطلوبة، وصل منسوب المياه في البحيرة إلى 302.5 متراً عن سطح البحر، وفق ما ذكره المدير الأسبق لمنشأة السد المهندس عبدالجواد السكران، لـ"المدن"، مؤكداً أن هذه النسبة تقترب من المنسوب الأعظمي لتخزين البحيرة، والبالغ 304 متراً فوق سطح البحر. الأمر الذي يهدد السد بالانهيار نتيجة الارتفاع اليومي لمنسوب المياه، وتعطل الرافعة الرئيسية التي تفتح بوابات الضخ، وتدمير غرفة العمليات، ومنع فرق الصيانة والفنيين من الدخول إليه.
المهندس عبدالجواد، أشار إلى عملية اغتيال طالت مدير السد المهندس أحمد حسين، ومدير محطة التحويل حسن الخلف، أثناء محاولتهم تأمين مضخات ومولدات كهربائية لتفادي الكارثة.
وكان ناشطون قد اتهموا "قسد" بقنص المهندسين أثناء محاولتهم الدخول إلى منشأة السد. في حين نفت "سوريا الديموقراطية" ذلك، وأصرت على أن السدّ غير معرض للانهيار.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها