الثلاثاء 2017/03/28

آخر تحديث: 13:31 (بيروت)

التحقيق حول العلاقات مع روسيا يطال صهر ترامب

الثلاثاء 2017/03/28
التحقيق حول العلاقات مع روسيا يطال صهر ترامب
التحقيق سيتطرق للقاء بين كوشنير ومدير مصرف روسي مقرّب من بوتين. (Getty)
increase حجم الخط decrease
يمثل جاريد كوشنير، صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب وكبير مستشاريه، أمام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأميركي، في سياق تحقيقاتها في قضية علاقات فريق ترامب مع روسيا، والدور الروسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية.

وسيقدّم كوشنير إفادته للجنة نظراً لدوره في ترتيب لقاءات بين ترامب وزعماء أجانب، وبحسب مسؤول في البيت الأبيض فإن كوشنير "تطوّع" للتحدث مع لجنة مجلس الشيوخ التي يرأسها السيناتو ريتشارد بور.

في هذا الإطار، كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، في تقرير نُشر الإثنين، أن تحقيقات اللجنة ستتطرق إلى لقاء جمع كوشنير بمدير مصرف "فنيشيكونومبنك" سيرغي غوركوف المُقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وهذا اللقاء الذي لم يُعلن عنه من قبل، جرى بتدبير من قِبَل السفير الروسي لدى الولايات المتحدة سيرغي كيسلياك. وبحسب الصحيفة، فإن كوشنير والسفير الروسي التقيا في أوائل شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، حين كان كوشنير عضواً في فريق ترامب الانتقالي. وبعد هذا اللقاء، أوفد كوشنير ممثلاً للقاء ثانٍ مع كيسلياك، بطلب من الأخير، وبعد ذلك بأيام التقى كوشنير بغوركوف.

من جهته، أكد الكرملين أنه لم لم يكن على علم بلقاء قيادة مصرف "فنيش ايكونومبنك" الروسي مع صهر دونالد ترامب. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف "جرت هناك عشرات الاجتماعات، بينها الاجتماع مع شركة السيد كوشنير، هذا عمل تجاري عادي.. في هذه الحالة، هذا نشاط مصرفي والمصرف يوسع برنامجه للتنمية.. وبطبيعة الحال، إنه عمل روتيني، إذا جاز التعبير، إدارة العمليات حق حصري لإدارة المصرف".

ومصرف "فنيش ايكونومبنك" مملوك مع قِبَل الحكومة الروسية، وهو مذكور على لائحة العقوبات الأميركية على روسيا، على خلفية احتلالها القرم الأوكرانية. وبحسب مجلة "فورين بوليسي"، فإن عميل المخابرات الروسية يفجيني بورياكوف عمل متخفياً في الولايات المتحدة كمصرفي لدى "فنيش ايكونومبنك". أما رئيس الوزراء الروسي ديميتري ميدفيديف، المتورّط في شبهات فساد أشعلت تظاهرات ضخمة في روسيا الأحد، فهو أحد أعضاء اللجنة الإشرافية على المصرف.

وكان كوشنير الوسيط الرئيسي بين ترامب والحكومات الأجنبية خلال الحملة الانتخابية في 2016، ويلعب حالياً هذا الدور في البيت الأبيض. لكن اتصالاته مع روسيا هي التي تخضع للتحقيق حالياً، وسط شكوك عن "تواطؤ" بين فريق حملة ترامب والكرملين.

وقال المسوؤل في البيت الأبيض لوكالة "رويترز"، إنه "طوال فترة الحملة الانتخابية والمرحلة الانتقالية، عمل جاريد كوشنر كنقطة الاتصال الرسمية الأساسية مع الحكومات والمسؤولين الأجانب"، وأضاف "نظراً لهذا الدور، تطوّع للتحدث مع لجنة بور لكنه لم يتلق تأكيداً حتى الآن"

رئيس اللجنة، قال من جهته، في بيان مشترك مع مع شريكه الديموقراطي السناتور مارك وورنر، إن قرار كوشنير المثول أمام اللجنة "يدل على استقلاليتها"، مضيفاً أن "كوشنير لن يكون بالتأكيد آخر شخص تستدعيه اللجنة للإدلاء بإفادته، لكننا نتوقع منه أن يكون قادراً على إعطاء أجوبة على أسئلة جوهرية طرحت في سياق تحقيقنا".

وانتقد ترامب مجدداً التحقيقات التي يجريها الكونغرس في مجلسي النواب والشيوخ، وقال عبر حسابه في "تويتر"، إن "قصة ترامب وروسيا خدعة"، داعياً أعضاء الكونغرس إلى "التركيز بدلاً من ذلك" على منافسته الديموقراطية في الانتخابات وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون.

وبالإضافة إلى لجنة بور، تجري لجنة الاستخبارات في مجلس النواب، برئاسة الجمهوري ديفن نونيس، الذي عمل في فريق ترامب الانتقالي، تحقيقاً حول العلاقة بين فريق ترامب وروسيا. ويواجه نونيس انتقادات من المعسكر الديموقراطي، الذي شكك بحيادية اللجنة نظراً لإطلاعها ترامب على مسائل متعلقة بالتحقيق.

ودعت زعيمة كتلة الديموقراطيين في مجلس النواب نانسي بيلوسي إلى إقالة نونيس من رئاسة لجنة التحقيق، معتبرة إنها "لا تتمتع بالمصداقية". ودعت بيلوسي رئيس مجلس النواب، الجمهوري بول راين، إلى "الإصرار على أن ينسحب الرئيس نونيس من التحقيق حول ترامب وروسيا فوراً".

وانضم إلى موقفها نظيرها في مجلس الشيوخ تشاك شومر وكذلك رئيس الديموقراطيين في لجنة التحقيق التابعة لمجلس النواب آدم شيف. وقال شومر أمام مجلس الشيوخ إن "الرئيس نونيس أخفق في العمل ويبدو إنه مهتم بحماية الرئيس أكثر من البحث عن الحقيقة"، وأضاف "لا يمكن أن يتولى شخص رئاسة تحقيق محايد إذا كان منحازاً لأحد الطرفين".

وكان نونيس قد أبلغ ترامب، في وقت سابق الأسبوع الماضي، إن اتصالاته قد تكون تعرّضت للتنصت من قِبَل إدارة سلفه باراك اوباما، في سياق جمع أجهزة الاستخبارات معلومات عن أشخاص يشتبه بأنهم عملاء أجانب.

وإلى جانب تحقيقات الكونغرس، يواجه الرئيس الأميركي مزيداً من الضغط مع إجراء مكتب التحقيقات الفدرالي، "اف بي آي"، تحقيقاً حول تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية وإمكان حدوث "تواطؤ" بين موسكو وفريق حملة ترامب.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها