الإثنين 2017/03/27

آخر تحديث: 15:36 (بيروت)

مؤرخ روسي: لا مغفرة لنا أمام الله والشعب السوري

الإثنين 2017/03/27
مؤرخ روسي: لا مغفرة لنا أمام الله والشعب السوري
اندريه زوبوف (zubov.info ©)
increase حجم الخط decrease

في الذكرى السادسة للثورة السورية، نشر المؤرخ الروسي الكبير أندريه زوبوف، على حسابه الشخصي في "فايسبوك"، شهادة اعتذار من سوريا والشعب السوري، قل نظيرها في تاريخ روسيا المليء بالحروب ضد ثورات الشعوب وانتفاضاتها. فليس من صدفة أن قضت روسيا على كل ثورات شعبها هي نفسها، بدءاً من ثورة 1905 وانتهاء بانتفاضة العام 2011. وروسيا، التي أنتجت وتنتج الكثير من العظماء في تاريخ البشرية، عجزت وتعجز عن إنتاج روسيا عظيمة، اللهم سوى في إنتاج الحروب والسلاح وأدوات القتل والدمار.

"المدن" تنشر نص شهادة اعتذار زوبوف مترجماً عن الروسية:

في مثل هذه الإيام، لست سنوات خلت، اندلعت الثورة السورية. وقد بدأت سلمية كلياً ولمدة ثمانية أشهر، بل ولعشرة أشهر لم تطلق طلقة واحدة. ولو أن روسيا كانت قد دعمت في ذلك الحين، ليس الدكتاتور الأسد، بل دعمت شعب سوريا، لكانت حالت دون تدخل إيران في الثورة السورية بهدف تحويل سوريا إلى مقاطعة إيرانية، وتطويق إسرائيل، الهدف الرئيسي لكراهية الملالي. وأنا، كمستشرق ومؤرخ للأنظمة السياسية، على ثقة، بأن سوريا كان من شأنها أن تكون اليوم دولة ديموقراطية علمانية متعددة الأديان، ومثالاً للشرق الأوسط كله.

لكن الكرملين أسقط هذه الإمكانية، وذلك بمساندته الأسد وإيران في الأمم المتحدة بدايةً، ومن ثم بالسلاح، و بالقوات المسلحة لاحقاً. وسوريا الآن هي أرض غارقة بالدماء، طحنت الصواريخ حجرها وبنيانها. إنها بلد تراثي عظيم يندثر، وشعب يُساق إلى اليأس. وكل هذا بسبب سياسة بوتين. كان من شأننا أن نستحق إكليل غار كمصلح عظيم، لكننا، بدلاً من ذلك، استحقينا لعنةً كقاتل وشريك قاتل.

منذ أيام ألقيتُ محاضرة عن افلاطون والأفلاطونية الحديثة. لقد كانت سوريا آنذاك، في القرن الثالث قبل الميلاد، أحد مراكز العصور القديمة الرئيسية للفكر العلمي والفلسفي، وللثقافة اللاهوتية والكلمة في الفنون. إن الشعب السوري العظيم كان ليستحق، أكثر من العديد من شعوب أوروبا، أن يتحكم بحياته ومصيره. لكننا نحن نُحيل هذه البلاد إلى حقل رماية للقذائف والصواريخ الروسية.

كم أشعر بالسوء، بأننا ما زلنا نصبر حتى الآن على مغامرات نظام بوتين الدموية. ونحن ليس لنا من مغفرة أمام الله والشعب السوري".


ترجمها إلى العربية الزميل بسام المقداد

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها