الإثنين 2017/03/27

آخر تحديث: 13:43 (بيروت)

الموساد يجند مخبرين فرنسيين في عملية عن سوريا

الإثنين 2017/03/27
الموساد يجند مخبرين فرنسيين في عملية عن سوريا
العملية مكّنت اسرائيل من اثبات أن التعاون العلمي بين الاتحاد الأوروبي وسوريا استخدم لدعم برنامج الأسلحة الكيماوي (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease
نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، الإثنين، مقالاً بعنوان: "تقارير عن تحويل الموساد لجواسيس فرنسيين إلى عملاء مزدوجين بعد عملية مشتركة في سوريا"، نقلاً عن تقرير داخلي للمخابرات الفرنسية، نشرت مقاطع منه صحيفة "لوموند" الفرنسية، وكشف عن جهود لـ"الموساد" لتطوير علاقات مع مخبرين فرنسيين "إلى نقطة تتجاوز خط تحويلهم إلى عملاء مزدوجين".

تقرير المراجعة نصح بالتحقيق مع رئيس المديرية العامة للأمن الداخلي حتى العام 2012 الفرنسي برنارد سكوارسيني، في شبهة الابقاء على روابط غير مصرح بها ولا مبلغ عنها، مع رئيس مكتب "الموساد" في باريس في ذلك الوقت د.ك.

وخلفية ذلك كانت عملية مشتركة قام بها "الموساد" و"وكالة مكافحة التجسس" الفرنسية، في العام 2010 لجمع معلومات استخبارية عن خطط الحرب الكيماوية لدى الرئيس بشار الأسد. العملية المسماة "راتافيا" (اسم لمشروب) هدفت إلى تجنيد مهندس سوري رفيع كان من المفترض أن يذهب إلى فرنسا للقيام بتدريبات إضافية في الكيمياء، وأيضاً للمساعدة في تجنيد مهندسين آخرين.

"الموساد" والعملاء الفرنسيين عقدوا اجتماعات عمل، مستخدمين اسماء مستعارة، كما العادة. العملاء الفرنسيون، المنتمون إلى ثلاث وحدات "مكافحة تجسس" مختلفة، كانوا مسؤولين عن العملية في باريس، بينما عملاء "الموساد" اتخذوا على عاتقهم تأمين "الحبكة" التي ستُمكّنُ الهدف السوري من مغادرة البلد بغرض الدراسة وتجنيد آخرين في العاصمة الفرنسية.

وبحسب التقرير، استغل الاسرائيليون العملية لملاحقة عدد غير محدد من العملاء الفرنسيين كي يخدموا كمصادر استخبارية لإسرائيل.

أحد العملاء الفرنسيين تحت الرقابة، شوهد وهو يذهب إلى شقة رئيس مكتب "الموساد" في باريس لتناول الغداء في أحد ليالي الجمعة. ولاحقاً، أبلّغ العميل مرؤوسيه إنه سيذهب إلى دبي في عطلة، بينما في الحقيقة سافر مع عائلته إلى إسرائيل، حيث قضى وقتاً مع عملاء "الموساد" من دون إذن ومن دون أن يُبلّغ عن لقاءاته لاحقاً.

بالإضافة إلى ذلك، فإن مبالغ مالية مشبوهة وضعت في حسابات مصرفية لأولئك العملاء الفرنسيين، الذين كانوا فاعلين في عملية "راتافيا".

التقرير الداخلي دعا إلى تحقيقات أوسع لفهم الضرر الذي حدث لجهاز الاستخبارات الفرنسي.
"لوموند" نشرت أيضاً تفاصيل عن عملية "راتافيا". وادعت الصحيفة أن "الموساد" نجح في تجنيد المهندس السوري واستحصل على معلومات منه حول مخزون أسلحة الأسد الكيماوي.

العملية مكّنت اسرائيل من اثبات أن التعاون العلمي بين الاتحاد الأوروبي وسوريا استخدم لدعم برنامج الأسلحة الكيماوي للأسد، ما قاد إلى وقف الاتفاقية مع السوريين في العام 2011.

وبحسب الصحيفة، مصلحة "الموساد" في بناء علاقات مع الجواسيس الفرنسيين فُضحت لأن وكالات استخبارات فرنسية مختلفة، مسؤولة عن أمن المعلومات، كانت تبقي عملاءها تحت المراقبة وقامت بتصويرهم مع عملاء "الموساد".

وقالت الصحيفة إن جميع عملاء "الموساد" المتورطين قد تمّ التحقق من اسمائهم الحقيقية. فرنسا قدمت شكوى رسمية، واثنان من الديبلوماسيين الاسرائيليين في السفارة الإسرائيلية في باريس غادروا مواقعهم وعادوا إلى اسرائيل. رئيس مكتب "الموساد" في باريس أيضاً عاد إلى اسرائيل بعد الشكوى الفرنسية.

كما أن سكوارسيني، الخاضع حالياً للاستجواب أخبر المحققين أنه التقى العملاء الاسرائيليين "بالصدفة". وقبل وقت من انكشاف القصة، قاد سكوارسيني تحقيقاً داخلياً للتقصي عما إذا كان "الموساد" يحاول تجنيد عملاء فرنسيين كمصادر معلومات.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها