دعا أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط في اجتماعات وزراء خارجية الدول العربية التحضيرية للقمة العربية، إلى وقف نزيف الدم في سوريا وإنهاء الحرب، وطالب الدول العربية بأن يواجهوا "أكبر أزمة تشهدها المنطقة".
واعتبر أبو الغيط في كلمة ألقاها أمام وزراء الخارجية العرب، أن "الأزمات الكبرى سواء في سوريا أو في البؤر الأخرى للصراعات في اليمن وليبيا (..) تشكل تهديدات خطيرة للامن القومي العربي"، وذلك يتطلب من الدول العربية "العمل بكل سبيل ممكن من اجل تفعيل الحضور العربي" في تلك الأزمات. وأضاف "لا يصح في رأيي أن يبقى النظام العربي بعيداً عن أكبر أزمة تشهدها المنطقة في تاريخها الحديث، وأعني بذلك المأساة السورية، لايصح أن ترحل هذه الازمة الخطيرة إلى الاطراف الدولية والاقليمية يديرونها كيفما شاؤوا ويتحكمون بخيوطها وفق مصالحهم". وأكد أن "على النظام العربي ان يجد السبيل للتدخل الناجع من اجل ايقاف نزيف الدم في سوريا وانهاء الحرب والتوصل الى تسوية للازمة على اساس بيان جنيف1- وقرار 2254 الصادر عن مجلس الأمن، وبما يحفظ لسوريا وحدتها وتكاملها الإقليمي ويضمن للشعب السوري تحقيق تطلعاته المشروعة".
من جانبه، قال وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، في كلمة بعد تسلم بلاده رئاسة مجلس وزراء الخارجية العرب "نمتلك اليوم، ونحن نجتمع فرصة لاستعادة المبادرة والتوافق على سياسات، يمكن أن تضعنا على الطريق نحو احتواء الأزمات وتجاوز التحديات". وأضاف "صحيح أن بيننا اختلافات في الرؤى والسياسات. لكن تجمعنا أيضاً توافقات (...) فنحن نتفق على مركزية القضية الفلسطينية، وعلى أن رفع الظلم والاحتلال عن الأشقاء الفلسطينيين على أساس حل الدولتين شرط لتحقيق الأمن والاستقرار الإقليميين". وتابع "ونتفق أن الكارثة السورية جرح يجب أن يتوقف نزيفه عبر حل سلمي يلبي طموحات الشعب السوري، ويحمي وحدة سورية وتماسكها واستقلالها وسيادتها ونريد حلا في اليمن وفق قرارات الشرعية الدولية ومخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية، ونسعى لاستعادة السلام في ليبيا وفق حل سياسي يستند إلى اتفاق الصخيرات، ويحقق المصالحة الوطنية".
وتشهد القمة الحالية مشاركة الأمم المتحدة ممثلة بأمينها العام أنطونيو غوتيرس، بالإضافة إلى المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، الذي قدم شرحاً للوزراء العرب حول مفاوضات جنيف بشأن سوريا. ولاحقاً التقى دي ميستورا مع أبو الغيط في اجتماع منفرد، بحسب ما قال المتحدث باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية محمود عفيفي.
وأشار عفيفي أن "أبو الغيط أكد للمبعوث الأممي أهمية التواصل معه بشكل مستمر لإحاطته بمختلف مستجدات العملية التفاوضية في جنيف، أخذا في الاعتبار أن دور الجامعة العربية لا غنى عنه في التعامل مع الأزمة السورية والجهود الجارية لتسويتها، وذلك باعتبار أنها أزمة عربية بالأساس". وأضاف "أبو الغيط استمع خلال اللقاء لعرض من المبعوث الأممي لأخر تطورات العملية التفاوضية الجارية في جنيف تحت إشراف الأمم المتحدة بهدف حلحلة الأزمة في سوريا والجهود التي يبذلها دي ميستورا لتقريب وجهات النظر بين هذه الأطراف، إضافة إلى تقييمه لتطورات الأزمة في سوريا بشكل عام ومواقف الفاعلين الدوليين الرئيسيين منها".
وأقرّ وزراء خارجية الدول العربية في اجتماعهم التحضيري، الإثنين، للقمة العربية الـ28 التي تنعقد الأربعاء في الأردن، مسودة البيان الختامي للقمة تحت عنوان "إعلان عمان". وبحسب التسريبات، فإن "إعلان عمان" سيتضمّن 17 بنداً يتطرق إلى أبرز القضايا العربية، أهمها الملف السوري والقضية الفلسطينية والحرب على الإرهاب.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها