السبت 2017/03/25

آخر تحديث: 16:32 (بيروت)

ديميستورا يستقيل في نيسان..ويلح على وقف النار

السبت 2017/03/25
ديميستورا يستقيل في نيسان..ويلح على وقف النار
يقوم خلاف حاد حالياً، حول السلة ذات الأولوية للنقاش في "جنيف-5" (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease
قالت "قناة العربية"، نقلاً من مصدر رسمي رفيع المستوى في "الأمم المتحدة"، السبت، أن المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، سيقدم استقالته في منتصف نيسان/إبريل، لـ"أسباب شخصية". ومن بين المرشحين لخلافة دي ميستورا، وزيرَ الخارجية البوسني السابق حارث سيلاديتش، الذي يجيد العربية، أو رئيسة منظمة حظر الأسلحة الكيماوية سيغريد كاغ، التي "نجحت" في تجريد النظام من سلاحه الكيماوي بقرار دولي.

وفي المؤتمر الصحافي الذي عقده دي ميستورا، عقب لقائه بوفدي المعارضة والنظام، السبت، قال إنه ناقش مع وفد المعارضة "سلّة مكافحة الإرهاب"، وطلب منهم تقريراً تفصيلياً عن "المعارك التي خاضوها ضدّ الإرهاب". وأضاف: "بعد ذلك ناقشنا معهم المفاهيم القانونية المتعلقة بالحكم، في سياق الانتقال السياسي، استناداً إلى القرار 2254". وفي ما يخص الأوضاع على الأرض، اعتبر دي ميستورا أنّ العمليات العسكرية عبارة عن "هجمات وهجمات مضادّة"، في إشارة إلى عدم وجود جدوى منها. وأضاف: "كافة الوفود اتفقت على الوجود هنا، ولم يهدّد أحد بالانسحاب، وهذا يدل على وجود نضج لديها". وقال دي ميستورا، أن الاجتماعات تناولت "جوهر" المحادثات وليس جدول أعمالها.

وكان دي ميستورا، قد قال الجمعة، إنه لا يتوقع معجزات ولا حتى انهياراً للمفاوضات. وقال إن التركيز في محادثاته مع وفد "الحكومة السورية" كان بشأن الوضع الأمني، في حين تمت مناقشة الانتقال السياسي في البلاد مع وفد المعارضة السورية.

وأكد دي ميستورا أنه ينبغي على روسيا وإيران وتركيا، عقد المزيد من المحادثات، بشأن "وقف إطلاق النار" في سوريا، في أقرب وقت ممكن، من أجل السيطرة على الوضع "المقلق" على الأرض. وعقدت روسيا وإيران وتركيا، سلسلة اجتماعات في أستانا عاصمة كازاخستان، بغرض ضمان "وقف إطلاق النار". ويُعتبر موقف الموفد الدولي، بشأن محادثات أستانة، محاولة لإعطاء زخم إلى مسار مفاوضات جانبي برعاية روسية، الأمر الذي كرّس روسيا كمفاوض وحكم في الوقت نفسه. وكانت المعارضة المسلحة قد رفضت حضور جولة مباحثات "أستانة-3" الأخيرة، في ضوء عدم التزام روسيا بـ"وقف إطلاق النار".

ولا يتوقع أن تحقق جولة المباحثات الحالية في جنيف تقدماً، وكذلك "محادثات وقف إطلاق النار" في أستانة. وكانت الجولة السابقة من المفاوضات في "جنيف-4" قد أسفرت عن "جدول أعمال" للجولة الحالية، يشمل أربعة موضوعات: الدستور والانتخابات والحكم و"مكافحة الإرهاب".

ويقوم خلاف حاد حالياً، حول السلة ذات الأولوية للنقاش في "جنيف-5"، رغم عرض الأمم المتحدة بحثهم على التوازي. فمناقشة "الحرب على الإرهاب" ستكون أولوية رئيس وفد النظام في المحادثات، وهو الذي وصف، الجمعة، كل المعارضين ومؤيديهم بأنهم "إرهابيون". في حين تواصل المعارضة الضغط باتجاه تحقيق انتقال سياسي في سوريا.

ويشارك المبعوث الدولي في القمة العربية في الأردن، التي ستعقد الإثنين، ليطلع القادة العرب على نتائج المفاوضات في "جنيف-5". وكان "ناشطات وناشطون سوريات وسوريون" قد توجهوا بـ"رسالة إلى اصحاب الجلالة والفخامة والسمو"، تنشر "المدن" نصها:


"تحية الثورة والحرية

يتوجه هذا الخطاب اليكم وانتم في مؤتمر قمة عربية جديد، آملا أن يفتح لقاؤكم صفحة جديدة في السياسات العربية، تعبر عن تطلعات امتكم المتشوقة إلى اصلاح احوالها، وبلوغ اوضاع تتخذ فيها مواقف تتسم بالاستقلالية والكرامة، تجاه الدول الاجنبية، التي لا بد ان تعيد النظر في حساباتها من قضايانا ومصالحنا، بفضل ما ستتخذونه من قرارات وخطوات تنفيذية تؤسس تضامنا عربيا فاعلا، يريد مواطنوكم أن يغدو حقيقة ملموسة في حياة دولكم وشعوبكم، وأن لا يبقى مجرد كلمات منمقة سرعان ما تبددها رياح الخلافات العربية-العربية، وتدخلات الخارج، التي لن تردع من دون صحوة ضميرية عندكم كقيادات مسوولة تعكسها سياسات مشتركة واجراءات واضحة يمليها تصميمكم على دحر مخاطر جمة تحدق بما بقي من الجسد العربي، بعد أن اسقطت مصر العزيزة على قلب كل عربي في بئر يبدو خروجها منها صعبا في المدى المنظور، ودمرت العراق وسوريا، ووصلت علاماتها إلى بلدان الخليج واليمن: ذلك الموقع من الجسد العربي، الذي يعني سقوطه انهيار العرب وذهاب ريحهم وايغال جميع بلدانهم في خراب يعلم الله وحده متى تخرج منه، بينما يزهر ويورق استعمار ايران لاربعة من بلداننا، ويعود الاحتلال الروسي والفارسي إلى المشرق، وتشرق اسرائيل وتغرب دون ان تجد من يجرؤ على النظر إليها، بعد أن قوض النظام الاسدي دولة ومجتمع سوريا وشطبهما من معادلات القوة معها لأمد غير منظور، فلا عجب أن اخذت تتصرف وكأنها قوة تستطيع فرض سطوتها على منطقتنا إلى عقود قادمة، ليس فقط من خلال انفرادها بقوة متفوقة، بل كذلك بما أنزلته من خراب ودمار بدولنا ومجتمعاتنا قوى طائفية وفاسدة، تابعة ومنعدمة الشرعية، تمسك اليوم بخناق دمشق وبغداد وتغتصب اليمن ولبنان، بدعم من سادتها في طهران، الذين يستأنفون معركة انتهت بهزيمته قبل خمسة عشر قرنا، يجددونها اليوم لظنهم ان انتصارهم فيها تضمنه غفلتنا كعرب وخلافاتنا، فهل سننصاع لهم ام سنواجههم ونفوت عليهم فرص الانتشاء باوهامهم وغرورهم، ونفهمهم بالقرارات التي ستتخذونها أن خروجهم من العراق وسوريا واليمن ولبنان صار مطروحاً بصورة جدية على جدول اعمال امتنا السياسي، التي صممت على منازلتهم في اوطانها كما في ايران نفسها، حيث يسوم الملالي اخوتكم في الاحواز أشد العذاب ويخضعونهم لاقسى اضطهاد قومي وعنصري، ويقضون على مقومات وجودهم في ارضهم، العربية. وليكن في علمكم، اصحاب الجلالة والفخامة والسمو، أن من تتحاشون مواجهتهم لن يتوقفوا عن مواجهتكم إلا مرغمين، وأنكم لن تنجوا إلا بقدر ما تتخذونه من خطوات تنفيذية تترجم تصميمكم على قهرهم وكسر ارادتهم.


اصحاب الجلالة والفخامة والسمو

قال تولستوي الكاتب الروسي العظيم، في احدى رواياته: إن هناك اوقاتا تكون فيها راحة الضمير ضربا من النذالة. ليس قول تولستوي موجها اليكم بالطبع، لأننا نعلم أن ضمائر معظمكم غير مرتاحة لما يجري في سوريا من مجازر مروعة ومذابح ابادية، لكننا نطالبكم ان تشكلوا هيئة لدى جامعة الدول العربية تلاحق مرتكبي الجرائم حكام دمشق، وتعمل لتقديمهم إلى محكمة الجنايات الدولية بقرار من الامم المتحدة تقترحه الهيئة وتنال موافقتها عليه. صحيح أن بينكم من وقف ضد جرائم الاسد وايران وروسيا منذ بدأ قتلتهم بارتكابها، ولكن بربكم، إلم يحن الوقت للتحقيق وقف نهائي وحاسم لابادة شعب شقيق لكم ولتدمير ما اقامه من عمران طيلة إلاف السنين؟ وكيف ستحولون دون وصول الاجرام الى بلدانكم إذا لم تسلموا مقعد سوريا في الجامعة العربية إلى ممثلي شعبها الحقيقيين، ومثله مقعدها في الامم المتحدة، وكيف ستتفادون المصير السوري دون تشكيل لجنة عربية عليا تكونون اعضاء فيها تدرس وتلبي حاجات السوريين داخل وخارج وطنهم، وتساعدهم على انقاذ هويتهم التي قرر النظام الاسدي القضاء عليها، وبلوغ حل سياسي يطبق وثيقة جنيف والقرارات 2118 و2254، عبر ضغوط تمارسونها على روسيا وأميركا، إلى جانب تزويد الجيش الحر بما يحتاج اليه من سلاح حديث يرد عن شعبه السحق اليومي الذي يتعرض له، ويواجه بتحد جيشي روسيا وايران ومليشيات المرتزقة اللبنانيين والعراقيين والافغان والباكستانيين، ويطردهم من وطنه بالقوة، ان رفضوا مغادرته طوعيا بقرار تتخذونه ويسعون لاحاطته بدعم دولي. لا داعلي لتذكيركم باخواتكم واخوتكم في مخيمات اللجوء والتهجير، وبضرورة تخصيص موازنة قومية تمول تعليم اطفالهم، وامدادهم بما يحتاجون اليه من غذاء ودواء وكساء وسكن، ونرجوا أن تتذكروا أن دعم شعب سوريا هو واجب قومي نثق انكم لستم بحاجة إلى من يبين لكم اهمية الاستجابة له بصورة منظمة ومستمرة، إلى ان يخرج اخوتكم من محنتهم.

اصحاب الجلالة والفخامة والسمو

ما نطالبكم به سيساعد بناتكم وابنائكم على الدفاع عن دول وشعوب امتهم، ضد دجالي طهران الذين يعتدون على الاسلام وقيمه الرحمانية والانسانية السمحاء. وهو دعوة للتصدي المشترك والحاسم لعدو غزا جيشه ومرتزقته بلداننا وقرر توسيع غزوه وايصاله إلى كل مكان من وطننا التربي، ولا هدف له غير حماية اوطانكم وشعوبكم ايضا من التمزيق والتهجير والقتل تحت التعذيب وبالبراميل المتفجرة والاسلحة الكيماوية، على غرار ما حدث ويحدث يوميا في سوريا؟ دعونا إذاً نضع ايدينا في ايدي بعضنا البعض وندافع عن امتنا في سوريا، التي يتوقف مصير العرب على معركتها، فإن انتصر قتلة شعبها بارهابييهم ومرتزقتهم  تشجعوا واعتقدوا أن هزيمة العزب غدت ممكنة بل وحتمية. أما إذا انقذنا ما بقي من دولة ومجتمع في سوريا، انقذنا في الوقت نفسه كل بلد بل ومواطن عربي، ووضعنا بلداننا وامتنا العربية على طريق الاستقلال والحرية، وضمنا امن وسلامة اوطانها.

اصحاب الجلالة والفخامة والسمو

لا نريد منكم اعلانات عاطفية او كلامية، لأنها لن توقف قتل اطفالنا وامهاتنا وآبائنا. ولا نريد كلمات بل افعالا توقف زحف الموت علينا اليوم وعليكم غدا، فزودونا بما يحمي وجودنا ووجودكم من عون، واذا كانت "عاصفة الحزم" تحمي اليمن منذ عامين، فإن نسمة منها تكفي لانتصار عاصفة البطولة التي يبديها السوريون في مواجهة من استدعاهم الاسد إلى بلادنا من وحوش وقتلة ايران ولبنان والعراق وافغانستان وباكستان واوزبكستان وروسيا وبلدان اميركية لاتينية وافريقية كثيرة، وتكفي لاخراج شعبنا في يوم غير بعيد من مقتلة يرفض هؤلاء الغزاة والمرتزقة وقفها.

اصحاب الجلالة والفخامة والسمو

نتمنى لمؤتمركم النجاح في التصدى لظروف عصيبة، لم يسبق لأي مؤتمر قمة عربية ان واجه ما يماثلها، شرط تجاوزها انخراطكم الفاعل في المسألة السورية، التي لا يجوز ان تكون مسألة برانية بالنسبة لأي منك، سواء طبقنا عليها معايير الانتماء القومي أم القيم الانسانية. اخرجوا سوريا من نار الحقد والطغيان التي تحرق شعبها، كي لا يبقى لكم من السياسة غير الندم!".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها