الجمعة 2017/03/10

آخر تحديث: 13:38 (بيروت)

النظام إلى بيت جن.. و"حزب الله" إلى الحارة

الجمعة 2017/03/10
النظام إلى بيت جن.. و"حزب الله" إلى الحارة
وصل عدد البراميل الملقاة منذ بداية الاسبوع على محيط بيت جن أكثر من 120 برميلاً (انترنت)
increase حجم الخط decrease
استهدفت المعارضة المسلحة، بواسطة قذائف الهاون الثقيل والمدفعية الثقيلة، الخميس، تعزيزات عسكرية لمليشيا "حزب الله" اللبناني، بالقرب من غرفة عملياته في تلال فاطمة في "مثلث الموت"، الواقع بين محافظات دمشق ودرعا والقنيطرة. ويحاول "حزب الله" تعزيز نفوذه في "مثلث الموت"، تحضيراً لحملة عسكرية منه نحو تل الحارة شمال شرقي درعا. المليشيا استقدمت تعزيزات لها من داريا وخان الشيح في الغوطة الغربية.

وتسيطر مليشيات النظام و"حزب الله" على مناطق "مثلث الموت" الواقعة في ريفي دمشق والقنيطرة، في حين تسيطر المعارضة المسلحة على ما تبقى منه في ريف درعا الشمالي.


خريطة مثلث الموت 10 آذار 2017 (LM)

في الوقت ذاته، تقوم المليشيات بتعزيز حشودها العسكرية في "اللواء 68" في كناكر وفرع "الأمن العسكري" في سعسع، في غوطة دمشق الغربية، لبدء حملة عسكرية على بلدتي بيت جن ومزارعها، في جبل الشيخ، عقب انتهاء "المهلة" التي منحتها للمعارضة المسلحة هناك لقبول "المصالحة".

ومع انتهاء "المهلة"، الخميس، قامت قوات النظام بقصف جوي وبري مكثف استهدف بيت جن ومزارعها، بعشرات البراميل المتفجرة. ووصل عدد البراميل الملقاة منذ بداية الاسبوع على محيط بيت جن أكثر من 120 برميلاً، عدا عن مئات القذائف الصاروخية.

وقد قام "تجمع الحرمون" المكون من "جبهة ثوار سوريا" و"أحرار الشام"، باستهداف مواقع قوات النظام في قرى جبل الشيخ، عرنة وحضر، ذات الغالبية الدرزية، بقذائف الهاون، رداً على القصف الذي تتعرض له بيت جن، من تلك القرى.

"المهلة" المنتهية كان قد منحها النظام للأهالي والمعارضة المسلحة في بيت جن، بعدما أرسل لهم وجهاء محليين ينتمون إلى البلدة ويقيمون في مناطق سيطرة النظام لتوقيع "مصالحة" مع النظام. وتقضي شروط "المصالحة" بتسليم المعارضة للبلدة على غرار ما حدث في قرى بيت سابر وبيت تيما. وكان وفد النظام خلال اجتماعه، الأحد الماضي، مع وجهاء بيت جن، قد منح "مهلة" لمدة 5 أيام، ليتسنى خلالها للأهالي وفصائل المعارضة "مراجعة أنفسهم، وقبول المصالحة"، وإلا سيتم تدمير البلدة فوق رؤوسهم، في "معركة حسم"، بحسب وصف وفد النظام.


خريطة جبل الشيخ 10 آذار 2017 (LM)

أهالي بيت جن ومزارعها والمعارضة المسلحة فيها، كانوا قد رفضوا استقبال وفد الوجهاء المبعوث من قبل النظام، وأعلنوا عدم مسؤوليتهم عن حمايته في حال دخولهم البلدة، وأكدوا رفضهم أي عملية "مصالحة" مع قوات النظام، واستمرار المواجهة حتى النهاية.

الوفد المُكلّف من النظام، حمل معه عدداً من بنود "المصالحة"؛ ومنها: فتح الطرقات وادخال "المساعدات" إلى الأهالي، و"تسوية" أوضاع "المطلوبين" لأجهزة النظام الأمنية ولـ"التجنيد الإجباري" مقابل انضمامهم إلى "فوج الحرمون" التابع لقوات النظام المخوّل بالسيطرة على البلدة، وإطلاق سراح معتقلي البلدة، وتهجير من لا يرغب في "المصالحة" مع ذويه إلى محافظة ادلب، ودخول قوات النظام إلى النقاط العسكرية في التلال الحمر وتلة ظهر الأسود، في جبل الشيخ التي سيطر عليها "تجمع الحرمون" مؤخراً.

وقبل انتهاء "المهلة" فعلياً بدأت قوات النظام بقصف جوي وبري مكثف استهدف بيت جن ومزارعها ومغر المير ومنطقة الظهر الأسود ومحيطها، بعشرات البراميل المتفجرة، وقذائف المدفعية الثقيلة. وقام "فوج الحرمون" التابع لمليشيات "الدفاع الوطني" والمتواجد في منطقة بيت سابر، بتضييق الخناق على بيت جن ومزارعها، وإنشاء حواجز جديدة ورفع  سواتر تربية على الطرقات الواصلة بين بيت جن ومحيطها.

قرار النظام بالحسم العسكري في منطقة جبل الشيخ، لا يبدو سهل التحقيق، نظراً لجغرافية المنطقة الصعبة، وتعدد اللاعبين فيها، وسط تأكيد المعارضة لقدرتها على إفشال مخططات النظام وحملاته العسكرية.

وكانت "المصالحة" قد بدأت بشكل رسمي في كانون الأول/ديسمبر 2016، في بلدات جبل الشيخ، ما عدا بيت جن ومزارعها، التي رفضت "المصالحة". عضو "لجنة المصالحات" في ريف دمشق الغربي كنانة حويجي، وهي من الساحل السوري، كانت قد زارت بيت سابر، الإثنين، من أجل "تعزيز المصالحة" و"تطمين" الأهالي حول "جدية" النظام في تنفيذ بنود "المصالحة" بعد مرور أكثر من 3 شهور على دخولها حيّز التنفيذ. وكان النظام قد عقد اتفاقات "مصالحة" مع بلدات بيت سابر وبيت تيما وكفر حور، في جبل الشيخ، إلا أنه وكعادته لم يلتزم بتنفيذ شروطها. فعدا عن أن النظام لم يفرج عن أي معتقل من تلك البلدات، بعد مضي 3 شهور على "المصالحة"، فقد بدأ باعتقال شبان ممن تمت "تسوية أوضاعهم" وانضموا إلى "فوج الحرمون"، قبل أيام، في بيت سابر وسعسع.

النظام بدا راغباً بإحكام حصار بيت جن والتعامل معها عسكرياً، في الوقت الذي بدأ فيه ارسال إشارات عن نيته بـ"المصالحة" إلى قرى ريف القنيطرة القريبة. وزار وفد من "مركز المصالحة في حميميم" برفقة عضو مجلس الشعب رئيسة "لجنة المصالحة" في محافظة القنيطرة هناء السيد، بلدة خان أرنبة الواقعة تحت سيطرة النظام، الأسبوع الماضي، وعقدوا اجتماعاً مع عدد من الوجهاء في القنيطرة، لتهيئة قاعدة شعبية لـ"المصالحة"، على تخوم هضبة الجولان المحتل.

"حزب الله" يحشد في "مثلث الموت" لمهاجمة تل الحارة شمالي درعا، ومليشيات النظام تحشد في سعسع وكناكر لمهاجمة بيت جن في جبل الشيخ، ما يشي أن التطورات في الجنوب السوري متجهة إلى المزيد من التصعيد.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها