الجمعة 2017/02/10

آخر تحديث: 07:20 (بيروت)

الطيب يُتعب السيسي.. خصمٌ صعب قرر المواجهة

الطيب يُتعب السيسي.. خصمٌ صعب قرر المواجهة
Almodon.com
increase حجم الخط decrease

أثار غياب شيخ الأزهر أحمد الطيب، ومسؤولي الأزهر ودار الإفتاء عن ندوة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الخميس، الحديث عن التوتر الحاد بين الشيخ الطيب والسيسي، والذي تعود بدايته إلى نحو 4 سنوات، وبالتحديد عقب مذبحة فض اعتصامي رابعة العدوية وميدان النهضة.

الندوة التي خلت من ممثلي المؤسسات الدينية المصرية، ما عدا وزير الأوقاف مختار جمعة، اعتبرها كثيرون أنها تكشف اختيار السيسي الذهاب نحو التصعيد مع الأزهر، إذ بدا الرئيس المصري وكأنه يوجه الرسائل إلى الطيب.


ومن ضمن ما قال "لو ناس ليها توجه كده، ولا كده، هو هيقف مع توجهه.. اللي ليه توجه يخليه بعيداً عن الجيش والشرطة.. يخليه بعيداً عن الدولة حتى.. ليه.. لو فيه توجه داخل أي مؤسسة من مؤسسات الدولة.. بيقى غصب عنه يميل لتوجهه، ما بيشوفش المصلحة الوطنية، يبيشوف مصلحة الفئة أو التوجه الذي يعتقد بسلامته (..) فيه ناس ليها توجهات داخل المؤسسات، وده شيء سيء لبلدنا وشعبنا".


ويشكل شيخ الأزهر رقماً صعباً يتعامل السيسي معه بحذر، إذ رفض الطيب طلباً بإقالة رئيس مجمع اللغة العربية الشيخ حسن الشافعي، ورئيس تحرير "مجلة الأزهر" الرسمية الدكتور محمد عمارة، لموقفهما من رفض قرارات السيسي في 3 يوليو/تموز 2013 واعتبار ما حصل انقلاباً عسكرياً، وهي معركة خرج منها الطيب رابحاً.


وفي محاولة لتحجيم دور شيخ الأزهر، لجأ السيسي إلى الاستعانة بوزير الأوقاف محمد مختار جمعة، لكن ذلك لم يُحدث أي خلل يذكر في معسكر الأزهر. وكانت إجراءات وزير الأوقاف قد تمحورت حول إقالة عدد من قيادات الأزهر العاملين في الوزارة، بينهم عباس شومان، وكيل شيخ الأزهر، ومحمود مهنا مستشار شيخ الأزهر، ما دفع مشيخة الأزهر إلى سحب كل رجالها من لجان وزارة الأوقاف، كما امتنع الطيب عن حضور المؤتمر السنوي الذي تقيمه الوزارة سنوياً، وتستضيف خلاله وفوداً من كل دول العالم.


تجدد الخلاف بين الطرفين مرة أخرى في مشروع الخطبة الموحدة، الذي رعاه وزير الأوقاف بناء على توصية السيسي، حيث اعترض عليه شيخ الأزهر، وهيئة كبار العلماء، محققين انتصارهما في جولة أخرى على وزارة الأوقاف ومؤسسة الرئاسة، التي اضطرت إلى التراجع عن قرار الخطبة الموحدة، وإلقاء اللوم على وزير الأوقاف "المتحمس مع نظرة محدودة" بحسب ما قال السيسي آنذاك.


ومؤخراً، زاد طلب السيسي، خلال كلمته بمناسبة عيد الشرطة في 24 يناير/كانون الثاني، بإصدار قانون بعدم وقوع الطلاق إلا "أمام مأذون" وحظر الطلاق الشفهي، من حدة الخلاف بين الرجلين. وتوجّه السيسي في ختام كلمته إلى الشيخ الطيب بالقول "إنت تعبتني يا مولانا".


بعد أيام من طلب السيسي تنظيم الطلاق، ترأس الشيخ الطيب هيئة كبار العلماء لدراسة طلب السيسي، إلا أن المجتمعين توصلوا في إلى رفض رغبة الرئيس المصري، من دون أن يغفلوا عن توجيه رسالة إلى السيسي في بيانهم. وجاء في البيان "تتمنَّى هيئةُ كبار العلماء على مَن يتساهلون في فتاوى الطلاق، على خلاف إجماع الفقهاء وما استقرَّ عليه المسلمون (..) أن يَصرِفوا جُهودَهم إلى ما ينفعُ الناس ويُسهم في حل مشكلاتهم على أرض الواقع؛ فليس الناس الآن في حاجةٍ إلى تغيير أحكام الطلاق، بقدر ما هم في حاجةٍ إلى البحث عن وسائل تُيسِّرُ سُبُلَ العيش الكريم".


وتبدو معركة السيسي مع الأزهر طويلة جداً، وصعبة، إذ طبقاً للدستور المصري لا يستطيع الرئيس عزل شيخ الأزهر من منصبه الذي يخلو بوفاة شاغله، أو استقالته، أو تقاعده. ويبلغ سن التقاعد 80 عاماً، وهو ما يعني أن أمام الطيب نظرياً نحو عقدين في المشيخة، ما يجعل خيارات السيسي محدودة في التعامل مع الشيخ الطيب، الذي اختار بدوره المواجهة أيضاً.


خلال مشهد عزل مرسي، وفض اعتصامي رابعة والنهضة، أصدر شيخ الأزهر بياناً حذر فيه من استخدام العنف وإراقة الدماء، ونتيجة لعدم سماع صوته، ترك الشيخ الطيب القاهرة متوجهاً إلى ديوان عائلته المعروف بـ"الساحة الطيبية" في محافظة الأقصر، معتزلاً المشهد برمته؛ لكن هذه المرة يبدو أن شيخ الأزهر لن ينسحب من المواجهة التي فرضها السيسي عليه، ولهجته التصعيدية واجتماعاته تظهر أنه استعد لها جيداً. 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها