الأحد 2017/02/05

آخر تحديث: 14:49 (بيروت)

ماذا بعد لقاءات "حماس" والقاهرة؟

الأحد 2017/02/05
ماذا بعد لقاءات "حماس" والقاهرة؟
عدوان لـ"المدن": اللقاءات تركزت على ترتيب الاوضاع الامنية بين الجانبين (الأوروبية)
increase حجم الخط decrease

عاد وفد حركة المقاومة الإسلامية "حماس" من القاهرة إلى غزة، في وقت متأخر السبت، وسط تكتم غير مسبوق على ما جرى من محادثات مع مسؤولي المخابرات المصرية على مدار اربعة أيام في مصر، إلا أن مصادر متطابقة أشارت لـ"المدن"، إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد تحسناً ملموساً في العلاقة بين الحركة والنظام المصري، وأن إجراء هذه المحادثات على هذا المستوى يعني أن "الثقة" المتبادلة باتت في تطور ملحوظ.

 وقال رئيس تحرير إحدى وسائل الاعلام التابعة لـ"حماس"، إنهم كجهاز إعلامي للحركة يلمسون "شُحاً" و"قلة" في المعلومات المتوافرة حول ذلك؛ ذلك أن دوائر صغيرة جداً في المستوى السياسي والأمني لـ"حماس" هي فقط على معرفة بما يجري، وذلك ضمن اتفاق متبادل مع المسؤولين المصريين الذين قرروا أيضاً التكتم على ما جرى في اروقة المباحثات لدواعٍ امنية بالدرجة الأولى، ثم سياسية ثانياً، علّ ذلك يُسهم في نجاحها.

وأقر المصدر، الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، أنها المرة الأولى التي يعجزون فيها كإعلاميين في الحركة عن الحصول على المعلومات الكافية، رغم تواصلهم مع قيادات من "الصف الأول".

وأضاف لـ"المدن"، إنه "في الحقيقة، تفاجأنا مرتين في حادثتين كنا فيهما آخر من يعلم، الأولى، عندما دار حديث عن لقاء نائب رئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل هنية خلال طريق عودته من الخارج الى قطاع غزة بالقيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان، والثانية، عندما غادر وفد حماس الامني قبل ايام من قطاع غزة الى القاهرة للقاء مسؤولين مصريين، عقب زيارة مماثلة لوفد الحركة من الجناح السياسي".

من جهة ثانية، قال القيادي في حركة "حماس" عاطف عدوان، لـ"المدن"، إنه ليس مدركاً "للهدف الرئيس من زيارة الوفد، ولكن ما أعرفه ان اللقاءات تركزت على ترتيب الاوضاع الامنية بين الجانبين، وأما القضايا الأخرى، فلا أعرفها". وأوضح أن هناك قدراً من المصالح المشتركة بين "حماس" ومصر، وتتمثل في أن كليهما معنيان بالهدوء والإستقرار "ونحن في غزة نشعر أنه يجب أن يكون هناك أمن وأمان في سيناء، التي تمر منها الطريق من غزة إلى القاهرة".

وحول ما إذا كانت المباحثات بين المسؤولين المصريين الأمنيين و"حماس" ستتطور باتجاه تسليم متهمين بأحداث أمنية في سيناء للقاهرة، قال عدوان "نحن معنيون بمنع دخول هؤلاء الى غزة، وأما تسليمهم، فهذا الأمر عُرض علينا كثيراً من مصر، ولكن نحن لسنا بصدد فعل ذلك، والأمر متروك للنقاش".

في هذا السياق، قال مصدر سياسي من غزة، إن تسليم أشخاص لمصر مسألة متروكة لطبيعة المباحثات المستمرة والتي لم تنته بعد "نظراً لوجود مزيد من الأدلة والبراهين ستقدم من الجانب المصري لحماس، والتي بدورها ربما لديها أدلة وبراهين أخرى قد تغير بعض المفاهيم والقناعات لدى المسؤولين المصريين. المهم في النتيجة أن النقاشات تتم بالتفصيل وعلى أرضية ثقة غير معهودة بين الطرفين".

وتأتي لقاءات القاهرة على وقع توتر بيت "حماس" وبعض التيارات السلفية الجهادية المتشددة في غزة. وأخذ التوتر بالتعاظم في أعقاب اعتقال أمن حماس مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي لشخصين اثنين مرتبطين بتنظيم "داعش" في سيناء، أثناء محاولتهما دخول غزة عبر أحد الأنفاق لمقابلة أفراد في غزة. واتهمت جماعات "جهادية" حركة حماس حينها بـ"اثارة ضجة اعلامية لإظهار نفسها أمام مصر واسرائيل والعالم بمحاربة ما يُسمى الارهاب السلفي".

ويتضح من لقاءات القاهرة، أنها تأتي في سياق ما يعكف عليه النظام المصري في الآونة الأخيرة، حيال بلورة رؤية جديدة للتعامل مع قطاع غزة، ابتداءً من البوابة الأمنية، بالتزامن مع منح تسهيلات حياتية واقتصادية للقطاع، وصولاً إلى أداء دور سياسي غير مفهوم الأبعاد بعد تسعى القاهرة إلى تكريسه في الحالة الفلسطينية، ارتباطاً بشكل الحل السياسي للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، خاصة وأن جهات سياسية تتحدث عن نية مصرية لتطوير دورها كوسيط للتصالح الفلسطيني-الفلسطيني في حال حُسمت المسألة الأمنية جيداً.

وفي رام الله، لا يخفى حجم الحساسية التي تنتاب السلطة الفلسطينية بقيادة رئيسها محمود عباس بسبب ما تشهده القاهرة في العام الأخير، سواء على صعيد العلاقة مع القيادي المفصول محمد دحلان، أو ما يجري هذه الأيام من حوارات بين مسؤولين مصريين و"حماس"، حول مواضيع أمنية وأخرى متعلقة بمعبر رفح وأمور حياتية للغزيين، الأمر الذي تعتبره السلطة و"منظمة التحرير" الفلسطينية استهدافاً لمكانتها ومحاولة لتهميش دورها وتكريس انفصال غزة عن الضفة الغربية.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها