الجمعة 2017/02/24

آخر تحديث: 10:58 (بيروت)

الشمال السوري:إختراقات متبادلة للجبهات..والصوت المحلي قد يرتفع

الجمعة 2017/02/24
الشمال السوري:إختراقات متبادلة للجبهات..والصوت المحلي قد يرتفع
"قسد" ستنجح بسهولة نسبية في الفصل بين ديرالزور والرقة (انترنت)
increase حجم الخط decrease
حققت "قوات سوريا الديموقراطية" تقدماً جديداً في معاركها ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" في ريفي الرقة الشرقي وديرالزور الغربي، في إطار "المرحلة الثالثة" من عملية "عزل الرقة" التي تضع فصل المدينتين هدفاً من أهدافها. وأفاد ناشطون محليون أن مجموعة مقاتلة تابعة لـ"المجلس العسكري لديرالزور" بقيادة "أبو خولة"، وصلت قبل يومين إلى أطراف قرية جزرة البوحميد، واستولت على مجبل في هذه القرية. وجزرة البوحميد هي واحدة من ثلاث قرى تحمل الاسم ذاته، وتكاد تكون المدخل إلى مدينة ديرالزور من جهتها الغربية؛ جزيرة.

ومجموعة مقاتلي "المجلس العسكري لديرالزور" تنتحل اسم مجلس سابق بذات الإسم، وتتكون من مقاتلين من بقايا فصائل ومجموعات مسلحة تفككت لسبب أو لآخر، ولا يحملون كمجموعة رؤية سياسية موحدة. المجموعة كانت قد انضمت مؤخراً إلى "قسد" بعد تقدم الأخيرة في المناطق الريفية الواقعة بين محافظتي الرقة وديرالزور. ويرى ناشطون من المنطقة أن "قسد" ستنجح بسهولة نسبية في الفصل بين ديرالزور والرقة، إن استولت على منطقة الجزرة وقرية الكُبر القريبة منها، كما أنها ستكون قد تخففت من عبء مواجهات قد تكون كلفتها البشرية كبيرة في ما لو حاولت التقدم في مناطق أخرى شرقاً أم غرباً.


خريطة ديرالزور والرقة 24 شباط 2017 (LM)

تقدم "قوات سوريا الديموقراطية" تزامن مع إعلان فصائل الجيش الحر العاملة تحت مظلة "درع الفرات"، بسط سيطرتها الكاملة على مدينة الباب شرقي حلب، ما يفتح الباب واسعاً أمام السؤال عن الهدف التالي لفصائل الجيش الحر.

وليس بعيداً عن مدينة الباب، ولا عن جزرة البوحميد، كان السيناتور الأميركي الجمهوري جون ماكين، في زيارة سرية إلى بلدة عين العرب "كوباني" شمال شرقي حلب، التقى خلالها مسؤولين عسكريين أكراد، في ما يبدو أنها ترجمة لتحركاته المعلنة في كل من السعودية وتركيا. وتوافقت إشارات تلقاها مسؤولون في "جبهة ثوار الرقة" مع ذكرته وسائل إعلام أميركية من أن زيارة ماكين، تهدف إلى خلق توافق ما، حول تصور عربي-تركي لعملية استعادة الرقة، تفتح بموجبه "وحدات حماية الشعب" الكردية، المكون الرئيس لـ"قوات سوريا الديموقراطية"، طوعاً، ممراً أو أكثر لدخول قوات من الجيش الحر مدعومة بقوات تركية إلى خطوط القتال مع تنظيم "داعش" في محيط مدينة الرقة.

وقد تكون مدينة تل أبيض، التي تسيطر عليها "قسد"، هي الممر المثالي وفق هذا التصور. ما يعني الاستغناء عن أي دور للقوات الكردية في عملية تحرير الرقة، وهو مطلب عربي وتركي يتوجس من نتائج مستقبلية لتضخيم مساهمة الفصائل الكردية على حساب العرب، في الحرب على تنظيم "داعش". سيناريو كهذا، سيوجه ضربة قاصمة لحلم "روجآفا" الذي يعمل عليه قوميون أكراد، أتراك وسوريون وإيرانيون، يديرون ويقودون "وحدات حماية الشعب" الكردية و"وحدات حماية المرأة" والقوات الأمنية "آساييش"، الأجنحة العسكرية والأمنية لحزب "الاتحاد الديموقراطي"، الفرع السوري لحزب "العمال الكردستاني".

في ظل هذه الأوضاع المتحركة والمفتوحة، بدأت مجموعات مسلحة صغيرة، شكّلها "الاتحاد الديموقراطي" من عرب محليين في الريف الشمالي لمحافظة الرقة، تظهر ولاءً علنياً للنظام السوري. ونشرت إحدى تلك المجموعات، مقطعاً مصوراً، تخاطب فيه الرئيس السوري بشار الأسد، ورئيس فرع "أمن الدولة" محمد محلا، تشكرهما فيه على الدعم والرعاية، وعمدت في اليوم التالي إلى رفع علم النظام في قرية الفارس، الواقعة ضمن مناطق سيطرة "لواء ثوار الرقة"، كما أطلق عناصرها النار على مقاتلين من اللواء، ما استدعى منه رداً فورياً بتطويق القرية واعتقال عدد من مسلحي المجموعة بعد جرح اثنين منهم. واكتفى الأميركيون بمراقبة المجريات على الأرض، وتنصلت "قسد" من المجموعة وأفعالها.

الشمال السوري يبدو حتى يومنا هذا أشبه بمسرح كبير يمكن لكل من يجد سنداً خارجياً أن يؤدي دوراً فوق خشبته، إلّا أهله الممنوعين من الانتظام السياسي والعسكري الفاعل. لكن ومع بوادر عودة، يحتمل أن تكون نشطة سياسياً للدور الأميركي في سوريا، وإلى أن تتضح حدود التغيير في رؤية الإدارة الأميركية الجديدة للحال في سوريا، فإن ثمة احتمالات لخلخلة في العلاقات والمشاريع القائمة والمفروضة اليوم على سكان هذه المنطقة، يمكن أن تكون عودة الصوت المحلي إحدى نتائجها المبشرة.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها