الخميس 2017/02/23

آخر تحديث: 13:52 (بيروت)

ترامب ليس معنياً ببناء دولة في سوريا

الخميس 2017/02/23
ترامب ليس معنياً ببناء دولة في سوريا
استراتيجية ترامب في سوريا: تصويب التركيز الأميركي على "داعش" (أرشيف Getty)
increase حجم الخط decrease
كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، نقلاً عن مسؤولين أميركيين، أن الخطة التي تبلورها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لهزيمة تنظيم "داعش"، قد تؤدي إلى إحداث تغيّرات كبيرة في الاستراتيجية الأميركية في سوريا، التي ورثها ترامب عن إدارة سلفه باراك أوباما، بما يشمل خفض، أو حتى إلغاء، المساعدات الأميركية للمعارضة السورية، والتخلي عن استعمال المقاتلين السوريين الأكراد كواجهة أميركية في القتال ضد التنظيم.

وكان ترامب، قد أمر وزارة الدفاع الأميركية بإعداد خطة شاملة لهزيمة التنظيم بحلول نهاية شهر شباط/فبراير، وأعرب في أكثر من تصريح عن حماسته لزيادة الضربات العسكرية ضد مسلحي "داعش"، مقارنة مع استراتيجية أوباما التي وضعت "سقفاً" لعدد ونوعية الضربات الجوية، للتخفيف من سقوط ضحايا مدنيين.

ولم يخفِ ترامب، عبر دعوته لتشكيل "حلفاء جدد"، استعداده للتنسيق مع روسيا في سوريا، ورفع عدد الجنود الأميركيين الموجودين في سوريا بصفة "مستشارين" إلى أكثر من 500.

في هذا الإطار، نقلت "واشنطن بوست" في تقرير، نُشر الأربعاء، عن مسؤول مطلع على الملف قوله، إن الهدف بشكل عام هو "تصويب" التركيز الأميركي على "داعش" والتنظيمات الإرهابية الأخرى، "من دون الالتهاء بالحرب الأهلية السورية"، أو الحاجة إلى بناء دولة، أو "الدعوة لإرساء الديموقراطية" في البلاد.

وستحدّد استراتيجية ترامب المنتظرة، مصير برنامج أطلقته وكالة المخابرات المركزية الأميركية، قبل 3 سنوات، لتدريب وتسليح "المعارضة السورية المعتدلة" في قتالها ضد قوات الرئيس السوري بشار الأسد والمليشيات الموجودة في سوريا. وكان ترامب قد عبّر في السابق عن رفضه دعم المعارضين في سوريا، قائلاً "لا نعرف من هم هؤلاء"، معتبراً أنه يجب على واشنطن التركيز على مكافحة "داعش".

تقرير "واشنطن بوست" يأتي بعد أيام من تقرير لوكالة "رويترز"، نقل عن مصادر في المعارضة السورية قولها إن المساعدات العسكرية التي كانت تنسقها وكالة المخابرات المركزية الأميركية لمقاتلي المعارضة في شمال غرب سوريا، قد جمّدت بعد تعرض المعارضة لهجوم كبير من جهاديين الشهر الماضي.

ونقلت "رويترز" تساؤلات مسؤولين في المعارضة عن سبب هذا التجميد، فيما رجّح البعض أن يكون مؤقتاً، ويعود ذلك إلى تخوف واشنطن من سقوط السلاح والمال المقدم للمعارضة المسلحة في أيدي جهاديين. وقال مسؤول في أحد الفصائل الـ5 التي تأثرت بتجميد الدعم "الحقيقة أن هناك تغيرات في المنطقة وهذه التغيرات لا بد أن تكون لها تداعيات". وأضاف "لا يمكن أن يدخل شيء قبل ترتيب الأمور. هناك ترتيب جديد ولكن لم يتبلور بعد"، فيما قال مسؤولان أميركيان مطلعان على البرنامج، إن التجميد جاء رداً على هجمات الجهاديين ولا علاقة له بوصول ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها