الأربعاء 2017/02/22

آخر تحديث: 16:00 (بيروت)

السلاح الروسي:سوريا حقل التجربة.. والإمارات صالة العرض

الأربعاء 2017/02/22
السلاح الروسي:سوريا حقل التجربة.. والإمارات صالة العرض
RT ©
increase حجم الخط decrease

أعلن وزير التجارة والصناعة الروسي في المعرض الدولي للأسلحة والتقنيات العسكرية  في أبوظبي، عن إبرام صفقة دبابات روسية من طراز "T-90" مع إحدى دول الشرق الأوسط، من دون أن يكشف اسم الدولة.

ويقول موقع "غازيتا" الروسي شبه المستقل، الذي أورد النبأ في مقالة بعنوان "الدبابات الروسية تغزو الشرق الأوسط"، أن باكستان كانت قد عبرت خلال الأسبوع الماضي عن اهتمامها بشراء هذا النوع من الدبابات، في حين أن الهند كانت قد وافقت في تشرين الثاني/نوفومبر الماضي على شراء 464 دبابة من هذا الطراز، بلغت كلفتها 2 مليارد دولار، ما اعتبره البعض "أكبر صفقة دبابات في العالم خلال السنوات 15 الأخيرة".

وينقل الموقع عن مصادر في وزارة الدفاع الروسية، أن الدبابة "T-90" قد خاضت معمودية النار في سوريا في ربيع العام الماضي 2016. ويشير الموقع إلى أنه كان قد جرى في نهاية العام 2015 توريد دفعة كبيرة من الدبابات الروسية من طراز "Т-90А" إلى سوريا، كانت تستخدم في الجيش الروسي قبل ذلك. وقد جرى تدريب رجال الدبابات السوريين في مواقع التدريب الروسية، واستخدم الجيش السوري هذه الدبابات للمرة الأولى في محافظة حلب، على حد قول الموقع.


ومما يُكر في هذا الصدد، أن الدبابة المذكورة ليست السلاح الروسي الأول الذي يجري اختباره في سوريا. فقد كتبت صحيفة الكرملين "فزغلياد" في مطلع الشهر الحالي مقالة بعنوان "سوريا تتحول إلى حقل تجارب للأسلحة الروسية"، استعرضت فيها تطور المجمع الصناعي الحربي الروسي بعد سقوط الإتحاد السوفياتي، والدور الذي تلعبه المقتلة السورية في اختبار كل جديد في الإكتشافات العلمية الجديدة لهذا المجمع.


وتستعرض الصحيفة التجربة التي تعرض لها هذا المجمع في تسعينات القرن الماضي، حين كانت تجري محاولة لإعادة توجيه الصناعات الحربية الروسية نحو الصناعات المدنية، من أجل تلبية  الحاجات الإستهلاكية للسكان. وبلغت هذه التجربة في حينها مستويات مثيرة للسخرية، حيث كانت مصانع الطيران والدبابات والمدافع تحاول جاهدة إنتاج الغسالات والثلاجات وأدوات المطبخ التقليدية.


وتقول الصحيفة في هذا الصدد، إن وضع العلوم والإنتاج رفيع التقنية في روسيا كان يرتبط تقليدياً بوضع المجمع الصناعي-الحربي. فالقسم الأعظم من الإكتشافات والإختراعات الروسية في القرن العشرين قد تم لصالح العسكريين وسواهم من الأمنيين. وقد خلق ذلك اقوى مدارس الرياضيات وعلوم الفيزياء والتكنولوجيا، ودعم الأبحاث، ليس في العلوم التطبيقية فحسب، بل وفي العلوم الأساسية ايضاً. هذا من جان ، لكن من جانب آخر، نشأ في الإتحاد السوفياتي، حتى أواخر الثمانينات، وضع شديد المفارقة: فالبلد، الذي خلق تكنولوجيات فضائية ونووية فائقة التعقيد، تبين أنه عاجز عن توفير الكميات الضرورية من أجهزة التلفزة الطبيعية والغسالات لسكانه. والتجارب، التي تلت هذا الوضع من إعادة توجيه الصناعات الحربية وتفكيك مؤسسات البحث العلمي العسكرية أفضت إلى نقطة البداية، إذ تعلمنا "أن من الضروري أن نجيد نحن بأنفسنا القيام بكل شيء، لأنه توجد عقوبات وقيود ولا توجد سوق عالمية حرة"، على ما تقول الصحيفة.


وتشير الصحيفة إلى أن القطاع الروسي المدني في الصناعات ذات التكنولوجيات الرفيعة "لم ينهض على قدميه حتى الآن، بل هو ميت في بعض المواقع أكثر مما هو حي". ويكفي أن ننظر داخل أي شقة سكنية لنعرف من هي البلدان، التي تصنع التقنيات الكهربائية والإلكترونية الموجودة فيها. وتبين أن صانعي الرادارات الروس لم يتعلموا كيف يصنعون، مثلاً، الميكرويف، لكنهم لم ينسوا صناعة الرادارات.


وتقول الصحيفة بأن الحرب في سوريا تبقى هي الخلفية المفهومة في هذا المجال. فإلى جانب النضال ضد الإرهاب تقوم هذه الحرب بدور الحقل الهائل لإختبار التصاميم العسكرية الجديدة، الأمر الذي لا تخفيه القيادة العسكرية الروسية. والإختبار لا يتم في ظروف الصحراء فحسب، بل في ظل التفاعل مع التكنولوجيات غير الصديقة "للشركاء الغربيين"، التي تلوح من خلف ظهر أصحاب اللحى المحليين.


وتذكر الصحيفة، أن لائحة التصاميم الروسية الجديدة، أو التي تم تحديثها بشكل شبه كلي وظهرت في سوريا، هي لائحة طويلة  جداً، لاسيما في ما يتعلق بالطيران وتقنيات الصواريخ. وتعدد الصحيفة، بتباه بارز، أنواع المقاتلات الحربية التي تم تطويرها وتتوقف عند الصاروخين عاليي الدقة  "كاليبر"  و"X-110"، وتذكر "برحلتهما من بحر قزوين". وتقول إن صناعة طائرات وصواريخ جديدة هي صناعة متطورة تقليدياً في الإتحاد السوفياتي وروسيا، لكن صناعة الروبوتات العسكرية هو توجه جديد نسبياً في العالم، لم تبق الصناعات الحربية الروسية بعيدة عنه، بحسب الصحيفة.


وتنتهي الصحيفة إلى القول، إن ما يجري راهناً في المجمع الصناعي الحربي الروسي هو استمرار استعراض النتائج، التي لا تزال تتمخض عنها الإستثمارات، التي تم توظيفها في القوات المسلحة الروسية والمجمع الصناعي الحربي بعد العام 2008، حين كشفت الحرب مع جورجيا آنذاك عن مدى الوهن الذي كانت قد بلغته روسيا. ومما لا شك فيه، بحسب الصحيفة، أن الواقع الراهن يثبت، ليس بقاء القدرة العلمية والصناعية الروسية على قيد الحياة بعد سنوات التسعينات العجاف، بل وتطورها واستعادة حيويتها من جديد.


وحول الإتجاهات اللاحقة في مسيرة هذا التطور، تقول الصحيفة إنه يمكن الحكم على ذلك من خلال نتائج ما ينشر من نتائج الأبحاث، ليس في مؤسسات الأبحاث المستقبلية الكبرى فحسب، بل والصغرى أيضاً. وتأمل الصحيفة في أن ترى نتائج التصاميم العسكرية، ليس على شكل روبوتات تكشف الألغام وحسب، بل وعلى شكل روبوتات منزلية روسية.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها