الأحد 2017/02/12

آخر تحديث: 10:30 (بيروت)

مثلث الموت: عين "حزب الله" على الجنوب السوري

الأحد 2017/02/12
مثلث الموت: عين "حزب الله" على الجنوب السوري
أي عملية مقبلة لـ"القوات المشتركة"، ستكون على الأغلب نحو تل الحارة (انترنت)
increase حجم الخط decrease
المنطقة التي تربط محافظات ريف دمشق والقنيطرة ودرعا، باتت تعرف بـ"مثلث الموت"، بعدما انهارت فيها في الفترة ما بين 1 و23 شباط/فبراير 2015، مجموعة كاملة من "لواء فاطميون" من الإيرانيين والأفغان، سقطت بين قتيل وجريح في خربة سلطانة وحمريت وتل السرجة، هذا عدا عن خسائر قوات النظام و"حزب الله".

وكانت المعارضة السورية المسلحة قد سيطرت على المنطقة، أواخر العام 2014، واحتفظت بها 6 أشهر، قبل أن تستعيدها مليشيات النظام المعروفة بـ"القوات المشتركة" وتضم كلاً من "لواء فاطميون" و"حزب الله" اللبناني، و"اللواء 90" و"الفرقة السابعة" من قوات النظام، بإدارة خبراء "الحرس الثوري" الإيراني في شباط/فبراير 2015.

وتتقسم قرى "مثلث الموت" إلى محوري تماس بين المعارضة ومليشيات "حزب الله" و"فاطميون"؛ المحور الأول يمتد بين "كتيبة جدية" وتلة قرين، فيما تعتبر ظهرة حمريت والطيحة المحور الثاني. ويسود الهدوء الحذر هذين المحورين، في الغالب، لكن عمليات تسلل لـ"حزب الله" و"فاطميون" تجري أحياناً للتقدم نحو الطيحة من ظهرة حمريت، أو للتقدم من ناحية "كتيبة جدية" وقرين نحو كفر ناسج وكفر شمس. ويجري أحياناً تبادل لإطلاق النار، بالرشاشات المتوسطة، في المحاور الرئيسية، بالإضافة إلى قصف متبادل بقذائف هاون. في منطقة ظهرة حمريت، يقوم "حزب الله" بنصب كمائن لمجموعات الجيش الحر المنتمية إلى "الجبهة الجنوبية".



وبعد سريان اتفاق "وقف اطلاق النار" شهدت المنطقة هدوءًا حذراً من قبل الطرفين، تتخلله خروق واضحة من قبل "القوات المشتركة" التي تقوم بعمليات تسلل واستهداف كفرناسج وطريق المال-كفرناسج بالقذائف والرشاشات، لقطع الطريق نارياً، ومنع وصول الإمدادات إلى المعارضة في كفر ناسج. وهذا ما دفع فصائل المعارضة في المثلث إلى تعزيز مواقعها وتحصينها، والعمل على إنشاء كمائن جديدة وفتح طرق جديد بديلة عن الطرق المستهدفة، لضمان وصول الإمدادات إلى المنطقة.

وأحكمت مليشيات النظام سيطرتها، أثناء هجوم شباط 2015، على تلال مرعي والسرجة وقرين وفاطمة الزهراء وظهرة حمريت، التي تُعد مواقع حيوية للمثلث، وبالسيطرة عليها تسقط عملياً قرى وبلدات دير ماكر والدناجي والهبارية وخربة سلطانة وحمريت وسبسبا ودير العدس. هجوم المليشيات تسبب في تهجير أهل بلدات المثلث، بشكل كامل، والذين يزيد عددهم عن 30 ألف مدني. وتوجه المُهجّرون إلى المناطق المحررة في ريفي القنيطرة ودرعا.

وبعد سيطرة "القوات المشتركة" على المنطقة أحكمت طوقهاً على غرب العاصمة دمشق، وبدأت بشكل فعلي في محاصرة مواقع المعارضة القريبة من دمشق مثل كناكر وخان الشيح وداريا وزاكية، ما نتج عنه إرغام تلك البلدات والمدن على الاستسلام و"المصالحة" أو التهجير، تنفيذاً لمخطط التغيير الديمغرافي.

وبدأت بعد ذلك، مليشيا "حزب الله" في إصدار وثائق ملكية مزورة بغرض استملاك العقارات أو بيعها. وعززت "القوات المشتركة" سيطرتها على المثلث بإنشاء قواعد عسكرية في تلال فاطمة الزهراء، لتصبح ثكنة ضخمة لـ"حزب الله" يمنع دخول ضباط قوات النظام إليها، ومنها يتم توزيع عناصر الحزب على نقاط المثلث الأخرى. وتعد منطقة تلال فاطمة الزهراء، كموقع قيادة العمليات في المثلث، التي يتزعمها "الحاج أبو عبدالله"، وهو من أبرز قادة "حزب الله" في القنيطرة ودرعا. ويقوم "الحاج" بإصدار الأوامر الملزمة حتى لضباط قوات النظام في المثلث، ومنهم العقيد هلال حصيدة والرائد أسد حسين.

وخصصت منطقة دير ماكر والدناجي، لمبيت عناصر المليشيات والمؤازرت، لـ"القوات المشتركة"، وهي لا تُعتبر خط دفاع أول للمليشيات، كما هو الحال في منطقة حمريت. ويتواجد في منطقة دير ماكر والدناجي، نحو 500 مقاتل من المليشيات، خاصة من "حزب الله" و"لواء فاطميون". أما في حمريت، فتتواجد "قوات النخبة" من المليشيات، ويتجاوز تعداد أفرادها نحو 250 مقاتلاً، بزعامة "الحاج أبو عبدالله".

ويُعتبر "مثلث الموت"، حالياً، قاعدة لعمليات المليشيات الهجومية ضد مناطق المعارضة في كفر شمس وكفر ناسج والطيحة، ونحو الحارة التي تحوي أعلى تلال المنطقة وأهمها إستراتيجية. ويسيطر على كفر شمس وكفر ناسج والطيحة والحارة فصائل معارضة تابعة لـ"الجبهة الجنوبية" مثل "جبهة ثوار سوريا" و"ألوية الفرقان" و"ألوية سيف الشام".

وأي عملية مقبلة لـ"القوات المشتركة"، ستكون على الأغلب نحو تل الحارة، مروراً بكفر ناسج والطيحة، وهذا ما يعني بدء التقدم نحو كفر شمس والحارة والمال وعقربا، التي تسمى بمنطقة "جيدور حوران"، وفصلها عن ريف القنيطرة الجنوبي، ضمن خط هجومي كامل. وهذا أمر مستبعد الحدوث قبل أن تسيطر المليشيات على تل الحارة.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها