الثلاثاء 2017/12/05

آخر تحديث: 12:39 (بيروت)

الجنوب السوري: الغارات الإسرائيلية لا تردع إيران؟

الثلاثاء 2017/12/05
الجنوب السوري: الغارات الإسرائيلية لا تردع إيران؟
تواتر القصف الإسرائيلي ازداد بشكل ملحوظ خلال الأيام القليلة الماضية (انترنت)
increase حجم الخط decrease
استهدفت مقاتلات إسرائيلية، بـ6 غارات جوية، ليل الإثنين/الثلاثاء، مركزاً للبحوث العلمية في جمريا، شمال غربي العاصمة دمشق، عبر الأجواء اللبنانية. وقال التلفزيون الرسمي السوري إن إسرائيل أطلقت صواريخ على منشأة عسكرية في ريف دمشق، وأضاف أن الدفاع الجوي السوري اعترض ثلاثة من الصواريخ. وسمع دوي ثلاثة انفجارات قوية، وتصاعد دخان كثيف فوق المنطقة.

وتيرة القصف الإسرائيلي ازدادت بشكل ملحوظ خلال الأيام القليلة الماضية، فقبل يومين، في 2 كانون الأول/ديسمبر، أغار الطيران الإسرائيلي على موقع عسكري إيراني قرب مدينة الكسوة جنوب غربي دمشق، ومواقع عسكرية تابعة لقوات النظام و"حزب الله" في ريف القنيطرة وريف دمشق الغربي. وعلى خلفية استهداف قاعدة الكسوة زار وفد ضمّ 5 مسؤولين ومستشارين من "الحرس الثوري الإيراني"، صباح الإثنين، قاعدة الكسوة لاستعراض الأضرار. كما زار الوفد جبل كوكب الذي تنتشر فيه منصات صاروخية ووحدة عسكرية من "لواء فاطميون" الأفغاني. الوفد انطلق في زيارته من قاعدة لـ"الفرقة السابعة" التابعة لقوات النظام في مدينة زاكية في ريف دمشق الغربي.

وتتألف وحدة "لواء فاطميون" العسكرية المتواجدة في نقطة "التوجيه الجوي" في جبل كوكب، من مجموعة صغيرة من المقاتلين الأفغان الشيعة بقيادة مستشار من "الحرس الثوري الإيراني". وبنى "الحرس الثوري" قاعدة الكسوة وجهزها للإقامة الدائمة بأبنية سكنية محصنة بسواتر ترابية ومواقع للرصد وطرق فرعية خاصة بعيدة عن مدينة الكسوة.

وقالت مصادر "المدن" إن اسرائيل استهدفت قاعدة الكسوة بصواريخ دمرت 4 مبانٍ سكنية بشكل كامل، من بينها 3 مبانٍ حديثة الانشاء، والرابع كانت قد اتخذته قوات "الحرس الثوري" برفقة مليشيا "فاطميون" مقراً لهما. وتسبب القصف الإسرائيلي بمقتل 11 عنصراً أغلبهم من "لواء فاطميون"، وبينهم 3 مقاتلين من "الحرس الثوري".

وبحسب مصادر "المدن"، فإن المنطقة المستهدفة في قاعدة الكسوة تقع بالقرب من منشأة عسكرية لـ"الفرقة الأولى" التابعة لقوات النظام. وقالت مصادر "المدن" إن وحدات الدفاع الجوي في مطار المزة العسكري التابعة لقوات النظام أطلقت 5 صواريخ من "منظومة بوك" الروسية لإيقاف الصواريخ الإسرائيلية، من دون أن تحقق أي نتيجة. وأضاف المصدر: "اطلاق نيران الدفاعات الجوية لم يكن جدياً، إنما عبارة عن إطلاق في الهواء، ونظام بوك هو نظام قديم من الحقبة السوفياتية، وسلمت روسيا النظام 8 بطاريات منه في العام 2011".

وبعد مضي أقل من 48 ساعة على قصف قاعدة الكسوة، استهدف الطيران الإسرائيلي، عصر الإثنين، "كتيبة الرادار" التابعة لمطار الضمير العسكري، التابع لقوات النظام، إسمياً. ويُعتبر ذلك، تصعيداً إسرائيلياً جديداً ضد تعزيز التواجد الإيراني العسكري في سوريا. إذ أنه ومنذ شهور عززت مليشيا "الحرس الثوري" تواجدها في مطاري الضمير والسين العسكريين شرقي دمشق. ولكنها ركزت وجودها في مطار الضمير عبر مستشارين عسكريين من "الحرس الثوري". وعُقِدت في منطقة قريبة من المطار، مؤخراً، اجتماعات بين المليشيات الإيرانية، بالقرب من القصر الإماراتي الذي تتخذه المليشيات أيضاً قاعدةً عسكرية لها، وسبق وأن استهدفته فصائل المعارضة السورية في البادية بعشرات صواريخ الغراد.

وقالت مصادر "المدن" إن التواجد الإيراني في مطار الضمير العسكري "أصبح واقعة إيرانية غير مقبولة دولياً". فالحضور الإيراني ازداد منذ أيار/مايو 2017 بشكل غير مسبوق، وبات يتواجد في المطار خبراء عسكريون من "فيلق القدس"، بالإضافة إلى أفراد من قوات الدعم اللوجستي في قوات "الحرس الثوري" التي تقوم بتجهيز أفراد المليشيات الإيرانية والعراقية في مزرعة الاماراتي والبادية السورية. ويرتبط خبراء "فيلق القدس" مع العميد رضا، المسؤول في التجهيز العسكري لـ"الحرس الثوري".

وأكدت مصادر "المدن" أن مطار الضمير ومحيطه بات يُعتبر قاعدة لإطلاق طائرات التجسس الإيرانية باتجاه دول الجوار وتحديداً المملكة الأردنية. وتُسيّر تلك الطائرات من دون طيار من قبل "الحرس الثوري".

وترفض إسرائيل والأردن أي تواجد عسكري دائم للقوات الإيرانية على حدودهما، بمختلف تسمياتها. ودائماً ما تعمل إسرائيل على عرقلة أي محاولات لذلك، عبر الاستهداف المباشر لمقرات المليشيات الإيرانية.

التواجد الإيراني ازداد بشكل ملحوظ في مواقع عديدة داخل منطقة الـ14 كيلومتر التي عرضتها روسيا على إسرائيل، وقوبلت بالرفض المباشر، إذ تصر إسرائيل على إبعاد المليشيات الإيرانية لمسافة 40 كيلومتراً عن الحدود مع الجولان المحتل. ولا يبدو أن الجانب الإيراني يبالي بالرفض الإسرائيلي، ولا حتى بحدود المنطقة المقترحة روسياً. وما زالت المليشيات الإيرانية تعمل بشكل كثيف على تعزيز حضورها في الجنوب الغربي من سوريا، في مناطق أبرزها؛ مثلث الموت عبر تعزيزات وصلت إلى تلول فاطمة، وفي منطقة الصنمين بالقرب من "الفرقة التاسعة" والتي وصلها منذ أيام قليلة رتل مشترك من قوات النظام و"حزب الله".

مصادر "المدن" أكدت أن الرتل ضمّ سيارات دفع رباعي وعربات مدرعة ودبابات، واتخذ من "كتيبة جدية" مقراً له، وسارع إلى تحصين النقاط ورفع السواتر الترابية ونشر مرابض المدفعية، بالقرب من تل غرين في مثلث الموت من جهة درعا.

واعتبرت المصادر أن "الخطر الإيرانية الأكبر تجلى في نشر الحرس الثوري منصتي صواريخ من نوع زلزال، منذ عام تقريباً، قرب مدينة أزرع". واستغربت المصادر أن "تلك المنصات لم تتعرض للقصف الإسرائيلي حتى اللحظة، رغم أن صواريخها قادرة على استهداف العمق الإسرائيلي، بشكل واضح". وتابعت المصادر بأن "منصتي زلزال تقعان ضمن المنطقة 40 كيلومتر المحظورة إسرائيلياً على المليشيات الإيرانية، إذا لا تبعدان عن الحدود السورية مع الجولان المحتل سوى 36 كيلومتراً".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها