الأربعاء 2017/12/13

آخر تحديث: 14:38 (بيروت)

القمة الإسلامية تدعو للاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لفلسطين

الأربعاء 2017/12/13
القمة الإسلامية تدعو للاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لفلسطين
أردوغان: الدول الإسلامية لن تتخلى عن طلبها بدولة فلسطينية عاصمتها القدس (Getty)
increase حجم الخط decrease
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن أي قرار بشأن مدينة القدس هو في الواقع "منعدم الأثر"، مشدداً على أن الدول الإسلامية لن تتخلى أبداً عن مطلبها بدولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.

وقال أردوغان خلال افتتاح قمة منظمة التعاون الإسلامي، الأربعاء، في إسطنبول: "بصفتي الرئيس الدوري لمنظمة التعاون الإسلامية أدعو الولايات المتحدة إلى التراجع عن قرارها حول القدس". وأضاف أن "الجنود الإرهابيين يعتقلون أطفالاً بعمر العشر سنوات ويزجون بهم في أقفاص حديدية"، مشدداً على أن إسرائيل دولة احتلال وإرهاب.

واعتبر أن إسرائيل حظيت بمكافأة على كافة أعمالها الإرهابية، وأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب هو من منحها هذه المكافأة، من خلال اعترافه بالقدس عاصمة لها، مضيفاً أن القرار الأميركي يعد انتهاكاً للقانون الدولي فضلاً عن كونه صفعةً على وجه الحضارة الإسلامية.

وتابع أردوغان "أعلنها مجدداً القدس خط أحمر بالنسبة لنا"، داعياً الدول التي تدافع عن القانون الدولي والحقوق إلى الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لدولة فلسطين. وطالب الدول التي لم تعترف بفلسطين القيام بذلك، وقال "هذا شرط لخلق توازن من شأنه إحقاق العدل في المنطقة".

بدوره، دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس في كلمته، قمة منظمة التعاون الإسلامي إلى تحديد علاقاتها بدول العالم على ضوء مواقفها من قضية القدس وقرار ترامب. وطالب باتخاذ مواقف سياسية واقتصادية تجاه إسرائيل، وصولا لإجبارها على إنهاء الاحتلال، كما طالب دول العالم، مراجعة اعترافها بدولة إسرائيل، بسبب خرقها قرارات الشرعية الدولية التي رفضتها جميعا‎.

وأكد عباس التزامه بالسلام والاستمرار به حتى الحصول على دولة فلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، معتبراً أن "الولايات المتحدة لم تعد أهلا للتوسط في عملية السلام" بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وشدد بهذا الخصوص، أن "فلسطين لن تقبل بأن يكون للإدارة الأميركية أي دور في العملية السياسية بعد الآن". وأضاف "نرفض القرارات الأميركية الأحادية والباطلة التي صدمتنا بها الإدارة الأميركية، في الوقت الذي كنا فيه منخرطين معها في العملية السياسية من أجل الوصول لسلام عادل".

وحذّر الرئيس الفلسطيني من أن "استمرار إسرائيل بانتهاكاتها يجعلنا في حلّ من الاتفاقيات الموقعة معها"، معتبراً أن "واشنطن حولت صفقة العصر إلى صفعة العصر، واختارت أن تفقد أهليتها كوسيط".

ووصف عباس قرار ترامب بـ"وعد بلفور جديد بعد 100 عام على الوعد البريطاني". وقال "إذا مر وعد بلفور، لا ولن يمر وعد ترامب بعد ما رأيناه من كل شعوب ومنظمات ودول العالم".

وأوضح عباس، أن الجانب الفلسطيني سبق أن اتفق مع واشنطن رسمياً على ألا تنضم فلسطين لبعض المنظمات الدولية، شريطة ألا تنقل الولايات المتحدة سفارتها. وأضاف أن الإتفاق كان يتضمن "ألا يُمس مكتب منظمة التحرير بواشنطن، وعدم وقف المساعدات ووقف الاستيطان، لكنها خرقت هذا وسنخرق التزامنا السابق".

الرئيس الإيراني حسن روحاني هاجم في كلمته إسرائيل على خلفية قرار ترامب. وقال "إن الصهاينة غرباء في الشرق الأوسط وزرعوا بذور العنف بالمنطقة"، مشيراً إلى أن الرؤوس النووية لدى إسرائيل تهدد العالم.

وتابع "علينا ان نستغل كافة الطرق والأساليب الممكنة للحيلولة دون تنفيذ هذا الإجراء الغير مشروع الذي أعلنته الإدارة الأميركية"، معرباً عن اعتقاده بأن الذي "شجع وسبب في اتخاذ هذا القرار هو محاولة البعض لإقامة العلاقة مع الكيان الصهيوني والتنسيق والتعاون معه".

وأعلن أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية على أتم الاستعداد للتعاون مع كل دولة من الدول الإسلامية للدفاع عن القدس دون أي تحفظ او شرط مسبق". وشدد على أن "وحدة العالم الإسلامي في مواجهة الكيان الصهيوني تعتبر أمراً ضروريا في الوقت الراهن ولو كانت بعض الخلافات في الآراء والرؤى لكننا يجب الا نختلف في الدفاع عن القدس والقضية الفلسطينية"، مضيفاً أن "الوحدة الإسلامية هي الطريق الوحيد الذي يُمكّننا من دعم حقوق الامة الاسلامية والقدس".

وقال إن "على الإدارة الأميركية أن تعي حقيقة وهي أن العالم الإسلامي لن يبقى متفرجاً بشأن مصير فلسطين والقدس وأن الاستهتار بالقرارات الدولية وآراء الأغلبية السّاحقة في المجتمع الدولي بخصوص القضية الفلسطينية تكون عملية مكلفة سياسيا".

بدوره، دعا الملك الأردني عبد الله الثاني إلى العمل يدا واحدة لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس والتصدي لمحاولات فرض واقع جديد. وقال في كلمته في القمة، إن المنطقة لا يمكن أن تنعم بالسلام "إلا بحل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين، ووصولا إلى قيام الدولة الفلسطينية على التراب الفلسطيني، وعاصمتها القدس الشرقية"، مشدداً على أن "القدس هي الأساس الذي لا بديل عنه لإنهاء الصراع التاريخي".

وأضاف أن "اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل قرار خطير، تهدد انعكاساته الأمن والاستقرار ويحبط الجهود لاستئناف عملية السلام"، مؤكداً أن الأردن سيواصل دوره "في التصدي لأي محاولة لتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها