الثلاثاء 2017/12/12

آخر تحديث: 12:13 (بيروت)

بشارة:العملية السياسية فشلت..والصراع مفتوح مع الاحتلال

الثلاثاء 2017/12/12
بشارة:العملية السياسية فشلت..والصراع مفتوح مع الاحتلال
المسار غطاء لشرعية نظام أبارتهيد قائم على الأرض (التلفزيون العربي)
increase حجم الخط decrease
دعا المفكر العربي الدكتورعزمي بشارة، إلى إعلان فشل العملية السلمية التي تشكل غطاءً لنظام الابارتهيد الإسرائيلي، وطالب بالخروج من العملية السياسية وبدء صراع مفتوح مع الاحتلال الإسرائيلي، على خلفية إعلان أميركا القدس عاصمة لإسرائيل.

وشدد بشارة، في برنامج "لقاء خاص" على شبكة "التلفزيون العربي"، مساء الإثنين، على أن "المسار السياسي الراهن لا يقود إلى دولة ولا إلى دولتين". بشارة أكد أن هذا "المسار غطاء لشرعية نظام أبارتهيد قائم على الأرض ولممارسات عنصرية تقوم بها إسرائيل". وأضاف أن "الفلسطينيين خارج لعبة العملية القائمة حالياً"، داعياً إلى "صراع مفتوح مع الاحتلال". فالعملية السياسية الحالية تجري من خلال كذبة تسمى "وساطة" أميركية، مشدداً على أن الإدارة الأميركية الحالية "أكثر تطرفاً من إسرائيل".


وقال بشارة: "نحن خرجنا من عملية المفاوضات، والآن هذا صراع مفتوح"، مشدداً على أنه "لو استمرت المظاهرات أياماً أكثر وصداماً أكبر، سنجد مظاهرات أكبر". وكشف أن اختيار الفلسطينيين مسار الحل السياسي شجع الإسرائيليين على الاستيطان وأنه لم يتوقف إلا في فترتي الانتفاضتين الأولى والثانية. وأشار إلى أن حل الدولتين يتضاءل شيئاً فشيئاً رغم أن قسماً كبيراً من الشعب الفلسطيني لا يزال متمسك بفكرة الدولة، فالكل يريد دولة خاصة به ومن الصعب الانتهاء منها بالنقاش الأكاديمي.

والرهان الإسرائيلي والأميركي إزاء قرار الرئيس ترامب، هو في حدوث "مظاهرات وردود فعل، تنتهي مثل غيرها، ثم يبقى القرار والاستيطان الإسرائيلي في القدس". وأوضح أن "الفلسطينيين جميعاً؛ سلطة في الضفة ومقاومة في غزة، إذا لم يجدوا معادلة جوهرية ليس فقط للوحدة وإنما لقلب الطاولة، فلن يتغير شيء في القضية الفلسطينية". وأشار إلى أن هذه المعادلة الجوهرية يجب أن تغيّر المعادلات مثل الخروج من العملية السياسية، والبحث عن "استراتيجية واقع، ليس فقط للصدام أو المواجهة العسكرية مع الاحتلال.

بشارة طالب القيادة الفلسطينية بتقرير طبيعة مشروعها الوطني، و"هل هي معنية باستثمار الحدث عبر استراتيجية لها؟"، كما أنها "مطالبة بتحديد موقفها من عملية السلام". فالمفاوضات مع الراحل ياسر عرفات، فشلت بسبب قضية القدس، رغم أن عرفات "قاوم بشراسة التنازل عن القدس، واستقبل استقبال الأبطال لا لأنه حررها بل لأنه لم يتنازل عنها".

بشارة أوضح أنه منذ العام 1948 هناك قرار أميركي بعدم التسليم بالواقع الذي فرضه الاحتلال على القدس، بسبب قرار التقسيم في العام 1947، حتى جاء ترامب. فجميع رؤساء الولايات المتحدة قاموا بتأجيل قرار نقل السفارة الذي اتخذه الكونغرس لاعتبارات غالباً ما كانت داخلية في العام 1995. كما أشار بشارة إلى أن اسحاق رابين وشمعون بيرس لم يكونا متحمسين تجاه قرار الكونغرس، لانهما اعتبرا الموضوع تشويشاً على المفاوضات، وليس له أولوية. 

إلا أن إعلان ترامب باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل هو "قرار خطير سياسياً"حسب بشارة الذي قال إنه "يجب التعامل مع كل القدس كأنها أقصى، ومع كل فلسطين كأنها قدس". مشيراً إلى أن خطاب ترامب "تضمّن كمّاً هائلاً من الحماقة والتحدي"، مؤكداً أن "ترامب لديه مشاكل نفسية ويريد إظهار غروره للعالم".

وأكد بشارة، أنّ "هذا يحصل عادة في فترات الخلافات العربية العربية، إذ يتسابق الناس لإرضاء الولايات المتحدة حتى تكون معهم ضد الخصم الآخر". ووصف قرار الرئيس الأميركي بـ"الخطير سياسياً"، مؤكداً أن "خطابه كله مغالطات حول سيادة إسرائيل على القدس".

وأوضح المفكر العربي أن ترامب "أراد أن يظهر للناخب الأميركي قوته وقدرته على تنفيذ الوعود الانتخابية"، مشيراً إلى أن "الصهاينة المحيطين بالرئيس الأميركي لا يريدون تفويت فرصة وجوده في البيت الأبيض لتنفيذ قرار نقل السفارة والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل". وشدد على أن الرئيس الأميركي "لديه مشكلة في الداخل الأميركي تتعلق بالتحقيقات الخاصة بالانتخابات"، وأن"حساباته على المدى المتوسط ستظهر سوء تقديره". وأن ترامب لا يستغل قوته إلا في القضايا التي لا يوجد لها ظهير أو لوبي ضاغط من أجلها، مثل المناخ أو فلسطين.

وقال بشارة إن الزعماء العرب يتسابقون حالياً، لنيل رضى الولايات المتحدة عبر دعم القرارات التي تصب في مصلحة إسرائيل. وأضاف أن ترامب يستغل ضعف القيادات العربية الراهنة ويضغط عليهم ويستغلهم عبر التلويح تارة بورقة الإرهاب فيركعوا جميعاً، وتارة أخرى عبر صفقات السلاح التي نجح من خلالها في كسب عقود تجاوزت قيمتها 400 مليار دولار.. مشيراً إلى أن الرئيس الأميركي لم يجد فرصة أفضل من تلك لإعلان القدس عاصمة لإسرائيل.

وأوضح أن إسرائيل تستغل ما تقوم به إيران في المنطقة في العراق وسوريا واليمن وتحاول توظيفه لمصالحها. وأشار إلى أن "إيران قوة عظمى وصاحبة تاريخ وجغرافيا بالمنطقة لا يمكن تجاهلها ومن يستطيع أن يواجهها فليواجهها.. ومن لا يستطيع فليحاورها"، وأردف: "لا سبيل إلا الحوار لحل الخلاف معها".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها