الثلاثاء 2017/12/12

آخر تحديث: 14:32 (بيروت)

أنقرة تشكك بالانسحاب الروسي من سوريا

الثلاثاء 2017/12/12
أنقرة تشكك بالانسحاب الروسي من سوريا
Getty ©
increase حجم الخط decrease
قلل وزير الخارجية التركية مولود جاوش أوغلو، من جدية الإعلان الروسي عن بدء سحب القوات العسكرية من سوريا، في أعقاب الزيارة الخاطفة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى قاعدة حميميم في اللاذقية.

وذكّر جاوش أوغلو بأن روسيا سبق وأن أعلنت عن سحب قوات لها من سوريا، ولكن ما حصل لاحقاً أنها أرسلت جنوداً بأعداد أكبر، مع احتدام الاشتباكات.

وأضاف جاوش اوغلو في مقابلة بثتها قناة "إن تي في" التركية، أن روسيا والولايات المتحدة تمتلكان قواعد عسكرية في المنطقة، ولذلك "فإنه في حال خلق انطباع يوحي بالإنسحاب من هناك، فإن ذلك ليس صحيحاً وواقعياً". وأشار إلى أن روسيا لديها بالأساس قاعدتان في سوريا، فضلا عن انتشار جنودها في مناطق عديدة هناك.

التشكيك التركي بالإعلان الروسي لم يكن الوحيد، إذ قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركي روبرت مانينغ، الاثنين، إن "تعليقات الروس حول سحب قواتهم من سوريا يخالف الخفض الحقيقي للقوات"، مضيفاً أن "هذا القرار لن يؤثر على أولويات الولايات المتحدة في سوريا".

وأشار إلى أن "التحالف سيواصل العمل في سوريا دعماً للقوات المحلية على الأرض من أجل إستكمال الهزيمة العسكرية لداعش وإعادة الاستقرار للمناطق المحررة، والسماح للسوريين المهجرين واللاجئين بالعودة".

وكان بوتين أمر، الإثنين، خلال زيارة خاطفة إلى قاعدة حميميم في سوريا إلتقى خلالها الرئيس السوري بشار الأسد، ببدء سحب القوات الروسية المقاتلة، مؤكداً الإبقاء على قاعدة حميميم وقاعدة طرطوس البحرية.

وزارة الدفاع الروسية أعلنت، الثلاثاء، عن بدء عودة القاذفات الاستراتيجية "تو-22" إلى قواعدها الدائمة، حيث نشرت هناك لتسهيل إغارتها على "مواقع الإرهابيين" في سوريا.

وذكرت وزارة الدفاع أن "القاذفات تقلع تباعاً من مطاراتها المؤقتة جنوبي البلاد في جمهورية أوسيتيا الشمالية قاصدة قواعدها الدائمة في باقي المناطق الروسية"، من دون أن تشير إلى عدد هذه الطائرات.

كما اعلنت الدفاع الروسية عودة نحو 200 من أفرادها إلى روسيا. وأوضحت في بيان "حطت طائرتا نقل عسكري اليوم قدمتا من سوريا في مطار محج قلعة في جمهورية داغستان الروسية، وعلى متنهما مئتا فرد من رجال الشرطة العسكرية التابعين للدائرة العسكرية الجنوبية".

من جهته، أوضح الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، قرار سحب قوات روسية من سوريا بالقول إن "عملية إنقاذ سوريا انتهت، ولا حاجة للإبقاء على قوة عسكرية كبيرة هناك". واستبعد بيسكوف احتمال هجوم مضاد لتنظيم "داعش" مثلما حدث في تدمر قبل عام، مشيرا إلى أن "الوضع في سوريا تغير جذريا".

ورفض بيسكوف تأويل زيارة بوتين إلى سوريا ومصر وتركيا، الاثنين، بأنها محاولة لـ"ملء الفراغ" في المنطقة وتعزيز مواقع بلاده هناك.

وكان بوتين جال على البلدان الثلاثة حيث اختتم جولته بلقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وأكد من هناك أن "الأراضي السورية بالكامل نُظفت من الإرهابيين، وفي حال ظهرت نقاط ومناطق مقاومة من الإرهابيين، سنقوم بالرد المناسب عليها". وأضاف "بحثنا الاستعدادات حول عقد مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي سيتم مطلع العام المقبل".

بدوره، تعهد أردوغان بتقديم بلاده مساهمات كبيرة للعملية المتواصلة في جنيف السويسرية بهدف إيجاد حل سياسي دائم للصراع السوري، وذلك بصفتهما بلدين ضامنين، مشيراً إلى أنه سيلتقي بوتين في مدينة سوتشي الروسية في وقت لاحق.

ولا يزال الخلاف قائماً بين روسيا وتركيا حول مشاركة منظمات كردية في الحوار الذي ترعاه روسيا في سوتشي، وفي مفاوضات جنيف الجارية حاليا.

وجدد جاوش أوغلو التأكيد على الموقف التركي الرافض لمشاركة تنظيم "ب ي د/ ي ب ك" (الذراع السوري لمنظمة بي كا كا) في "مؤتمر الحوار السوري" الذي تعتزم روسيا استضافته.

ولفت إلى أن هذا التنظيم ليس الممثل الوحيد للأكراد، بل يمثل قسماً ضئيلاً جداً منهم، وأكد أن هناك جهات سياسية كثيرة مؤهلة لتمثيل الأكراد مثل المجلس الوطني الكردي السوري، وغيره من التكتلات الكردية.

وحول موقف تركيا من الأسد، شدد جاوش أوغلو على عدم وجود أي تغير في الموقف التركي. وأضاف "من المهم في هذه النقطة، توصل النظام ومجموعات المعارضة إلى وفاق حول الحكومة الانتقالية، وموقفنا في هذا الموضوع واضح".

وتابع "نعتقد أن الأسد لن يتمكن من توحيد سوريا حتى لو تشكلت حكومة انتقالية، بل على العكس سيفتتها"، مضيفاً إنه لا يمكن التحضير بشفافية لانتخابات نزيهة في سوريا، مع حكومة انتقالية بوجود الأسد".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها