الجمعة 2017/11/03

آخر تحديث: 16:37 (بيروت)

"أنصار الإسلام" يتبنى عملية الواحات.. ويخلط الأوراق في مصر

"أنصار الإسلام" يتبنى عملية الواحات.. ويخلط الأوراق في مصر
AFP ©
increase حجم الخط decrease

خلط جديد للأوراق على الساحة المصرية حدث، مع تبني تنظيم جهادي جديد يطلق على نفسه اسم "أنصار الإسلام" لعملية الواحات التي جرت قبل نحو 3 أسابيع وكبدت الداخلية المصرية خسائر كبيرة ونوعية في صفوة ضباطها من "القوات الخاصة والأمن الوطني".

"أنصار الإسلام" روى في بيان، تفاصيل ما جرى في عملية الواحات التي أطلق عليها اسم "عرين الأسود"، وهي رواية تتفق مع مجمل التسريبات والروايات غير الرسمية التي واكبت الحادث، باستدراج التنظيم حملة مكونة من ثلاث مدرعات، وخمس سيارات شرطة يطلق عليها المصريون اسم "بوكس" وقعت في كمين محكم.

وبحسب البيان، فإن الاشتباك بدأ بتدمير إحدى المدرعات بقذيفة "ار.بي.جي" ثم الاشتباك بالرصاص، واستسلام مجموعة من الجنود بينهم الضابط محمد الحايس، قبل أن يدعو التنظيم الجنود للتوبة لإطلاق سراحهم، لتعاود القوات المصرية بهجوم جوي، أدى إلى مقتل قائد التنظيم عماد الدين عبدالحميد.

قراءة البيان تكشف صدق الروايات المسربة حول وقوع قافلة أمنية مصرية في كمين أعده المهاجمون في 20 اكتوبر/تشرين الأول الماضي، نتيجة معلومات خاطئة سربت بعناية للأجهزة الأمنية المصرية عن وجود معسكر لحركة "حسم"، التي ينتمي عدد من أفرادها لجماعة "الإخوان المسلمين". كما يكشف البيان، لأول مرة، عن وجود تنظيم يحمل اسم "أنصار الإسلام" يعمل في منطقة الواحات البحرية، أو الصحراء الغربية المصرية، وهي منطقة كبيرة وممتدة، تبدأ من غرب وادي النيل وتمتد إلى الحدود الليبية غرباً، والسودانية جنوباً، بمساحة تتصل إلى نحو 40 في المئة من مساحة الأراضي المصرية ككل.

كما يكشف البيان انتماء التنظيم لـ"القاعدة" باستهداف الضباط فقط، وعدم استهداف الجنود واستتابتهم، كون مجندي الداخلية في مصر من الأميين وغير المتعلمين، وهو ما يعرف في أدبيات الحركات الجهادية بـ"العذر بالجهل"، بالإضافة إلى أن التجنيد في مصر إجباري لكل الذكور المستوفين لشروطه.

أسئلة عديدة يطرحها البيان، أبرزها هل ستكون مصر أمام نسخة محدثة من تنظيم "المرابطون"؟ الذي أسسه ضابط الصاعقة المفصول هشام عشماوي؛ وهل تتحول الصحراء الغربية المصرية إلى منطقة عنف موازية لنظيرتها التي في شرق البلاد في سيناء؟

إعلان التنظيم مصرع قائده عبدالحميد، يفرض الأسئلة نفسها حول قدرة التنظيم على الاستمرار والحفاظ على نفسه، خصوصاً وأن التنظيم تلقى ضربة عنيفة بمصرع قائده بعد أول عملية له.
والجدير بالذكر أن القوات الأمنية المصرية نجحت في وأد تنظيم "أجناد مصر"، بعد نجاحها في تصفية قائد التنظيم همام محمد عطية، والوصول لباقي أفراد التنظيم وإحالتهم للمحاكمة، حيث عوقبوا بالإعدام، فهل يكتب نجاح جديد للقوات المصرية في تصفية تنظيم "أنصار الإسلام" قبل أن ينشط؟

يزيد من غموض ما جرى، أن القائد الصريع عماد عبدالحميد، هو أحد أبرز مؤسسي تنظيم "المرابطون" مع عشماوي، بعد انشقاقهما سوياً عن أنصار "بيت المقدس" ومبايعتهما لـ"داعش"، كما تزامل عبدالحميد وعشماوي أثناء خدمتهما في سلاح الصاعقة المصرية "قوات النخبة" داخل الجيش المصري.

وتسببت عملية الواحات التي خلفت 16 قتيلاً، بينهم 12 ضابطاً من القوات الخاصة والأمن الوطني التابعة لوزارة الداخلية، في حملة إقالات كبرى في الوزارة، شملت إقالة رئيس قطاع الأمن الوطني في الوزارة، ومساعد الوزير لأمن الجيزة، ومدير الأمن الوطني في الجيزة، وعدداً كبيراً من الضباط متوسطي الرتب في الوزارة، كما فجرت مفاجأة كبرى بإقالة رئيس الأركان محمود حجازي، صهر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وذراعه اليمنى في وزارة الدفاع، المكلف بالعديد من الملفات أبرزها الملف الليبي وملف التسليح.

وخلال توليه رئاسة الأركان المصرية، كانت جولات رئيس الأركان الداخلية والخارجية تحظى باهتمام إعلامي أكبر من تلك التي كان يحظى بها وزير الدفاع.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها