الجمعة 2017/11/03

آخر تحديث: 15:41 (بيروت)

اسرائيل تدخل على خط الاشتباكات السورية في الجولان

الجمعة 2017/11/03
اسرائيل تدخل على خط الاشتباكات السورية في الجولان
قع قارص النفل بين حضر والسياج الحدودي الفاصل مع الجولان المحتل (انترنت)
increase حجم الخط decrease
قال الجيش الإسرائيلي، الجمعة، إنه "مستعد لحماية قرية حضر الدرزية" الواقعة على الجانب السوري من مرتفعات الجولان، مع تصاعد حدة القتال في المنطقة بين المعارضة وقوات النظام.

وقال المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي في بيان: "إن الجيش الإسرائيلي جاهز لمنع تعرض حضر للأذى أو الاحتلال كجزء من التزامنا إزاء المجتمع الدرزي". وأضاف أنه جرى إطلاق نار من الجانب السوري بأسلحة خفيفة باتجاه الجولان المحتل، وأن "هذه نيران طائشة نتيجة القتال الداخلي الشديد الدائر في منطقة هضبة الجولان السورية. والجيش الإسرائيلي يتابع التطورات في منطقة حضر". وتابع بالقول: "تدور في السنوات الست الأخيرة حرب داخلية في سوريا. والسياسة الإسرائيلية بهذا الخصوص واضحة جداً، نحن لا نتدخل في القتال ولا نساعد أي طرف، ومن الجهة الأخرى نمنح مساعدات إنسانية وطبية لسكان الجولان السوري من أجل تخفيف معاناتهم".

وأكد المتحدث: "نحن لا نقدم العون ولا نساعد بأية صورة التنظيمات الإرهابية في الجولان. ويدور قتال كبير في قرية حضر في الساعات الأخيرة، وخلافاً للأكاذيب التي تروجها جهات لها مصالح، إسرائيل لا تقدم العون، لا تساعد ولن تساعد أية جهة إرهابية على المس بسكان القرية. على العكس، سنستمر بالوقوف إلى جانب الدروز في هضبة الجولان".

وكانت المعارضة قد أعلنت اطلاق معركة "كسر القيود عن الحرمون"، فجر الجمعة، وتمكنت من كسر الحصار عن بلدة بيت جن، بعدما تقدمت عبر محور "السرية الرابعة" التابعة لـ"اللواء 90" في قوات النظام، على أطراف بلدة حضر. وضربت سيارة مفخخة مسيرة عن بعد، موقعاً لمليشيات النظام في "السرية الرابعة"، قبل أن تتقدم المعارضة وتكسر الحصار عن بيت جن.

وسائل إعلام النظام، قالت إن 9 قتلى مدنيين سقطوا في "التفجير الانتحاري"، إلا أن المعارضة أكدت أن التفجير كان بسيارة مسيرة عن بعد، واستهدف موقعاً عسكرياً.

وقالت وكالة "سانا": "المئات من أهلنا في الجولان تظاهروا داخل الأراضي المحتلة قبالة بلدة حضر التي تتعرض منذ فجر اليوم لهجوم إرهابي عنيف من تنظيم جبهة النصرة بدعم من كيان الاحتلال الإسرائيلي انطلاقا من التلول الحمر والأراضي المحتلة". وأكدت أن: "العربة المفخخة جاءت من منطقة التلول الحمر المتاخمة للأراضي المحتلة".



الشرطة الإسرائيلية أعلنت أن مواطناً من قرية مجدل شمس، في الجولان المحتل، أصيب بجروح جراء إطلاق النار في الأراضي السورية، وأنها نشرت قوات تابعة لها في شمال الجولان، ورفعت حالة استنفار قواتها في عدد من الشوارع في منطقة شمال إسرائيل.

وكانت المعارضة قد أصدرت بياناً، فجر الجمعة، دعت فيه دروز حضر إلى الحياد، إن لم يكن الثورة على النظام. وأكدت أنها لن تستهدف حضر، ولا أهلها ولا ممتلكاتهم. وخاطب البيان أهالي بلدة حضر: "أن يقفوا موقفاً بطولياً ومشرفاً ضد النظام العميل الذي اضطهد وظلم كل الشعب السوري بجميع مكوناته، ونحثّهم أن يسحبوا أبناءهم من اللجان التي تشارك النظام في عدوانه على الضعفاء، وإلا فقد أعذر من أنذر". وأكد البيان على "حرصنا على سلامة المدنيين وسلامة قراهم من أي أضرار قد تقع نتيجة ايوائهم أو مساعدتهم مليشيات النظام وحزب الله.. ونطمئن أهل حضر على أملاكهم وأنفسهم.. فإننا لا نتعرض بسوء لمن اعتزل قتالنا ولم يشارك النظام في العدوان علينا".

وتخضع بلدات بيت جن ومزارعها ومغر المير لحصار مطبق من مليشيات النظام، منذ أكثر من عام، بعدما دخلت البلدات في محيطها في اتفاق "مصالحة" مع النظام. وتقع بلدة حضر جنوب غربي بيت جن، وتكاد أطراف حضر الغربية أن تكون الممر الوحيد المتبقي للمعارضة  في أي محاولة منها لكسر الحصار عن بيت جن. ويجبر ذلك المعارضة على الالتفاف غربي حضر، على سفوح جبل الشيخ الشرقية، في منطقة قارص النفل، وهو ما حدث صباح الجمعة. وتقع قارص النفل بين حضر والسياج الحدودي الفاصل مع الجولان المحتل.

وتواردت أنباء غير مؤكدة، عن استعادة "اللجان الشعبية" وقوات النظام، بعد ظهر الجمعة، السيطرة على موقع قارص النفل، شمال غربي حضر، بعدما تمكنت المعارضة من الاستيلاء عليه لساعات.

وفد المعارضة المفاوض في "أستانة-7" كان قد حاول إدخال منطقة بيت جن في اتفاقيات "خفض التصعيد"، بعدما زادت محاولات النظام مؤخراً لاقتحامها، وسط استدعائها لوحدات عسكرية جديدة تابعة لـ"الفرقة الرابعة". الوفد الأردني إلى "أستانة-7"، بحسب مراسل "المدن"، "بدا مصمماً على أن تكون بيت جن ضمن مناطق وقف إطلاق النار"، إلا أن معارضة روسية-إيرانية عطلت الاتفاق. 

ويشارك في عمليات المعارضة لكسر الحصار عن بيت جن "هيئة تحرير الشام". وسرت اشاعات في البلدات الدرزية ضمن الجولان المحتل، المقابلة لبلدة حضر، بأن "النصرة" سترتكب مجزرة في حضر. وبدأ توافد الناس من قرى الجولان وفلسطين إلى "خط وقف اطلاق النار" على الجانب الإسرائيلي المطل على الحدود، بالقرب من حضر، وسط محاولات لخرق الحدود، والتقدم إلى حضر. ويسود توتر شديد في القرى الدرزية في الجولان المحتل، وتمكن عشرات الشباب من تجاوز السياج الأمني، عبر بوابة فيه، ودخول الأراضي السورية، إلا أن قوات من الجيش الإسرائيلي أعادتهم من هناك.

مراسل "المدن" في الجولان، قال إن الجيش والشرطة في إسرائيل أقاما حواجز لمواجهة تدفق الناس، وإن عدداً من قيادات الطائفة الدرزية حاولت التوجه إلى الجولان، للوقوف على تطورات الأوضاع في حضر، لكن القوات الاسرائيلية منعتها.

رئيس "لجنة التواصل الدرزية في إسرائيل" علي معدي، دعا الجنود الدروز في وحدات الجيش الإسرائيلي إلى ترك مواقعهم والتوجه إلى الجولان للدفاع عن بلدة حضر. وأكد معدي أنه طلب من الجنود الدروز "مساندة أهل حضر رغم أن أهلها قادرون على الدفاع عن أنفسهم"، كما اعتبر اعتراض القوات الإسرائيلية طريق القيادات الدرزية ومنعهم من التوجه للجولان "سيخلق أزمة بين الدروز وإسرائيل".

النائب وليد جنبلاط، قال لابناء حضر في "تويتر": "اياكم التصديق بأن اسرائيل ومن يناديها قد تساعدكم.. توحدوا واتكلوا على انفسكم فقط وعلى كل دعم عربي مخلص متجرد". وأضاف: "يا لها من لعبة إسرائيلية خبيثة بفتح السياج الفاصل مع سوريا وتسهيل مهمة مجموعات مسلحة سورية لمهاجمة قرية حضر وأهاليها".

صفحة "السويداء 24" في "فيسبوك" قالت إن "مؤازرات من الفصائل المحلية في محافظة السويداء انطلقت لمساندة بلدة حضر"، وأضافت إن "فصائل أخرى من المحافظة تتجهز للانطلاق إلى حضر". وقالت الصفحة إن من قتل في عملية التفجير، هم: مجد عادل كبول، وابن فهد ركاب، وحمد جميل حسون، وحسن فرحات حسون، ومنهال احمد حسون، وباسل احمد بدرية، وجميعهم من دروز حضر.

رئيس "الحزب الديموقراطي اللبناني" طلال أرسلان، قال في بيان: "إننا على تنسيق متواصل لحظة بلحظة مع أهلنا في حضر ومع القيادة السورية ومع قيادة الجيش العربي السوري الباسل، وأهم ما في الأمر أن معنويات مشايخنا وأهلنا في حضر مرتفعة إلى أقصى الحدود، ولا خوف عليهم، إذ نصرهم حتمي ومؤكد".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها