الخميس 2017/11/23

آخر تحديث: 11:12 (بيروت)

لماذا سرّح "التحالف" عناصر "مغاوير الثورة"؟

الخميس 2017/11/23
لماذا سرّح "التحالف" عناصر "مغاوير الثورة"؟
مشروع "مغاوير الثورة" كان من الممكن أن ينافس مشروع "قسد" (انترنت)
increase حجم الخط decrease
سرّحت قوات "التحالف الدولي" ما يقارب 180 مقاتلاً من "جيش مغاوير الثورة"، قبل أيام، بعد خدمة عسكرية في صفوفه زادت عن سنتين. ويضم "جيش مغاوير الثورة" قرابة 220 مقاتلاً في صفوفه، وفق ما قالته مصادر خاصة لـ"المدن".

وتأتي عملية التسريح بعد انتهاء المعارك والعمليات العسكرية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" في محيط قاعدة التنف العسكرية على مثلث الحدود السورية-العراقية-الأردنية، وبالتزامن مع الحديث عن اتفاق أميركي-روسي في الجنوب السوري.

وأكدت مصادر "المدن" أن التسريح جاء بعد فشل المساعي الأميركية  في إيجاد أي دور لـ"جيش مغاوير الثورة" بعدما رفض التعامل مع "قوات سوريا الديموقراطية" في المنطقة الشرقية من سوريا.

وانبثق "جيش مغاوير الثورة"، الذي أعلن عن تشكيله مطلع العام 2017، عن "جيش سوريا الجديد" الذي شُكّل في أواخر العام 2015، بهدف قتال تنظيم "الدولة الإسلامية". و"جيش سوريا الجديد" كان الفصيل المعارض الوحيد الذي دخل مدينة البوكمال، بدعم جوي وبري من قوات "التحالف الدولي"، وبسط سيطرته على مواقع عديدة فيها ووصل أسوار مطار الحمدان العسكري، نهاية حزيران/يونيو 2016.

وكان قائد الجيش المقدم مهند الطلاع، قد أكد في أكثر من مناسبة رفضه التام للتعاون مع "قسد" التي تشكل "وحدات حماية الشعب" الكردية عمودها الفقري وقوتها الضاربة.
وأشار المصدر إلى رفض الجانب الأميركي خلال الاجتماعات مع الجانب الروسي، في مناسبات متعددة كان أخرها اجتماع عمان، تسليم الحدود السورية لقوات النظام رغم التعهدات الروسية بعدم تواجد المليشيات الإيرانية فيها.

وقالت المصادر إن قوات "التحالف" بقيادة الولايات المتحدة لا تنوي في الوقت الحالي مغادرة قاعدة التنف العسكرية، ولكنها في صدد تقليل عدد المستشارين العسكريين الأوروبيين والأميركيين فيها.

واعتبر المصدر أن القاعدة العسكرية في التنف تبقى ورقة إستراتيجية بيد قوات "التحالف الدولي" نظراً لموقعها الحساس والإستراتيجي. فقوات "التحالف" ستبقى في القاعدة، لكنها ستخفض عديدها، وستمارس منها بعض النشاطات الثانوية "لتمكين السوريين".

وأكد المصدر أن قوات "التحالف" لا ترى مانعاً في إعادة هيكلة مشروع "مغاوير الثورة" في المستقبل القريب، في حال فشل المفاوضات السياسة، وترى إنه من الممكن إعادة التعاون مع "مغاوير الثورة"، إذ لا تعتبر تسريح مقاتليه إنهاءً للمشروع، مؤكدة إنه ما جرى هو تجميد مؤقت للمشروع.

وتعتبر المصادر أن مشروع "مغاوير الثورة" كان من الممكن أن ينافس مشروع "قسد"، وكان متوقعاً أن يكون المشروع الأنجح لولا تعامل الفصائل معه بـ"مصالح سوداء"، وكان من الممكن أن يأخذ دوراً ريادياً حقيقياً في مستقبل سوريا، إذ كان الجانب الأميركي يُعوّل عليه أكثر من المشاريع التي قامت في الشمال السوري، في إشارة إلى "اللواء 51" و"قوات الحمزة" و"لواء المعتصم". وبحسب المصادر، فإن قوات "التحالف" كانت تطمح لتوحيد أكبر قدر من الفصائل تحت رعاية "جيش مغاوير الثورة"، وترتيبها وفق آلية عسكرية حقيقية.

في المقابل، يرى مراقبون بأن الجانب الأميركي سعى إلى تعطيل دور فصائل المعارضة السورية في البادية، ومنها "مغاوير الثورة"، مفضلاً عليها دعم "قسد"، وحتى التعامل مع "الحشد الشعبي" العراقي. ويسوق ناشطون أمثلة عن سرعة تخلي "الحليف" الأميركي عن فصائل المعارضة في البادية بعدما تمكنت من طرد "داعش" مطلع العام 2017، وتركها لتواجه مليشيات النظام المدعومة إيرانياً وروسياً. 

وقالت مصادر "المدن" إن "التحالف" سحب كافة الأسلحة من العناصر الذين قام بتسريحهم، وتم تسليمهم مبلغ 2000 دولار أميركي كتعويض نهاية الخدمة، وأبقى على مجموعة صغيرة منهم.

وتواصلت "المدن" مع مصادر رسمية من "مغاوير الثورة" لسماع رأيها حول الحادثة، إلا أن التصريحات أظهرت تناقضات مع ما حصل، وحاولت الحديث عن دخول "الجيش" في مرحلة جديدة.

وقالت مصادر خاصة من "مغاوير الثورة"، لـ"المدن"، إن قيادة المغاوير قامت بفصل العناصر المسيئين وغير المنضبطين، بعد تسليم كل شخص فيهم مبلغ 2000 دولار أميركي. وقالت المصادر إن قرار التسريح كان من قيادة "مغاوير الثورة" لا من "التحالف الدولي"، مؤكدة أن العلاقة مع "التحالف" هي مجرد "شراكة"، وأن القرار جاء "لتنظيف المغاوير وإعادة تنظيم صفوفه".

ورفضت المصادر الكشف عن أعداد مقاتلي "المغاوير"، معتبرة ذلك أمراً أمنياً لا يمكن التعليق عليه، بأي شكل من الأشكال.

"لواء شهداء القريتين" كان قد توصل في وقت سابق مع قيادة "التحالف الدولي" في قاعدة التنف العسكرية، إلى اتفاق حول تسليم أسلحة اللواء الثقيلة، بعد مفاوضات بين الطرفين. ويعتبر "لواء شهداء القريتين" ثاني فصيل من المعارضة المسلحة في البادية السورية بعد "مغاوير الثورة"، قامت قوات "التحالف" بتدريبه وتسليحه بالأسلحة الثقيلة، قبل أن تقوم بسحب المعدات والسلاح منه مرة أخرى.

ولا يزال "لواء شهداء القريتين" يحتفظ ببعض الأسلحة الخفيفة، ويقوم بمهام لحماية قاعدة التنف الدولية من أي خطر من تنظيم "داعش" أو المليشيات الإيرانية، إلى جانب المجموعة المتبقية من "جيش مغاوير الثورة".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها