الثلاثاء 2017/11/21

آخر تحديث: 13:00 (بيروت)

بوتين يبلغ الأسد: حان موعد "العملية السياسية"

الثلاثاء 2017/11/21
بوتين يبلغ الأسد: حان موعد "العملية السياسية"
الرئيسان بحثا المبادئ الأساسية لتنظيم العملية السياسية لتسوية الأزمة السورية (روسيا اليوم)
increase حجم الخط decrease
استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مساء الإثنين، الرئيس السوري بشار الأسد، الذي وصل منتجع سوتشي في زيارة غير معلن عنها، وتبادلا الحوار لساعتين تقريباً، قبل أن يعقدا اجتماعاً آخر بحضور قادة عسكريين روس. واستغرقت الزيارة أربع ساعات، بحسب وكالة الإعلام الروسية.

وقال بيان من الكرملين إن بوتين والأسد "بحثا المبادئ الأساسية لتنظيم العملية السياسية لتسوية الأزمة السورية". وأفاد الكرملين بأن وزارة الدفاع الروسية وهيئة الأركان العامة للقوات الروسية قد شاركتا في هذا اللقاء.

وأضاف البيان، إن "بوتين، هنّأ الأسد، بالنتائج، التي حققتها سوريا في الحرب ضد الإرهاب"، مضيفاً أن "الشعب السوري يقترب تدريجياً من هزيمة الإرهابيين، التي هي نتيجة حتمية". وأكد بوتين أنه "بات من المهم الآن التوصل إلى تسوية سياسية في سوريا"، مشيراً إلى أن "الأسد مستعد للعمل مع كل من يريد السلام، والاستقرار في سوريا".

وقال بوتين في تصريحات نقلها التلفزيون الروسي "ما زال أمامنا طريق طويل قبل أن نحقق نصراً كاملاً على الإرهابيين. لكن بالنسبة لجهودنا المشتركة لمحاربة الإرهاب على الأرض في سوريا فإن العملية العسكرية في نهايتها بالفعل".

وأضاف "أنتم تعرفون أنه من المقرر أن التقي في سوتشي بعد غد (الأربعاء)، بنظيريّ، الرئيس التركي والرئيس الإيراني. وأن نجري نحن أيضاً مشاورات إضافية، خلال اجتماعنا. المسألة الأهم، هي مسألة ما بعد هزيمة الإرهابيين، وهي مسألة التسوية السياسية، التسوية طويلة الأمد للوضع في سوريا".

وتابع "بالإضافة إلى الشركاء الذين ذكرتهم (تركيا وإيران)، أنتم تعرفون، أننا نعمل كذلك من دول أخرى؛ كالعراق، والولايات المتحدة، ومصر، والسعودية، والأردن، ونحن على تواصل مستمر مع شركائنا".

وأردف "أود أن أناقش معكم المبادئ الأساسية لتنظيم العملية السياسية، ومؤتمر الحوار السوري، الذي تساندوه. أود أن استمع إلى تقييمكم للحالة الراهنة، وآفاق تطور الوضع، بما في ذلك رؤيتكم للتسوية السياسية، التي حسب ما تبدو لنا، ودون شك، في نهاية الأمر ينبغي أن تتم تحت إشراف منظمة الأمم المتحدة. نحن نعوّل على مشاركة نشطة لمنظمة الأمم المتحدة في المسار نفسه وكذلك في المرحلة النهائية".

بدوره، قال الأسد، إن "العملية العسكرية الروسية الداعمة للجيش السوري في مواجهة الإرهاب، التي بدأت قبل عامين وبضعة أسابيع، حققت نتائج كبيرة عسكرية، وسياسية، وإنسانية"، مشيراً إلى أن "تراجع الإرهابيين في كثير من المناطق أدى إلى عودة الكثير من المواطنين السوريين إلى مدنهم وقراهم وباتوا يعيشون حياتهم الطبيعية".

وأكد على "اهتمام دمشق بتقدم العملية السياسية، بعد أن تحقق الانتصار على الإرهاب". وأشار إلى أن "الحكومة السورية تعوّل على دعم روسيا لضمان عدم تدخل اللاعبين الخارجيين في العملية السياسية، وأن يدعموا فقط المسار السياسي، الذي سيقوده السوريون أنفسهم". كما قال "أغتنم هذه الفرصة لأنقل إليكم، السيد الرئيس، تهاني وامتنان الشعب السوري على تمكننا من الحفاظ على وحدة أراضي البلاد واستقلالها".

وهذه هي الزيارة الثانية التي يقوم بها الرئيس السوري إلى الخارج، منذ اندلاع الثورة السورية في مارس/آذار 2011. وكان بوتين قد التقى الأسد في 20 تشرين الأول/أكتوبر 2015، في موسكو بعد أسابيع قليلة من بدء التدخل الروسي العسكري المباشر في سوريا، منعاً لانهيار النظام السوري.

ورعى بوتين، بعد لقائه الثنائي، لقاءً آخر جمع الأسد وقيادة وزارة الدفاع والأركان العامة للقوات المسلحة الروسية. وفي مستهل اللقاء توجه بوتين للرئيس السوري قائلاً: "أريد أن أعرفكم بالأشخاص الذين لعبوا دوراً حاسماً في إنقاذ سوريا". وأضاف بوتين متحدثاً لوزير دفاعه سيرغي شويغو، وكبار الجنرالات الذين حضروا اللقاء: "بطبيعة الحال، السيد الأسد يعرف العديد منكم شخصياً. لقد قال لي اليوم خلال محادثاتنا إنه بفضل الجيش الروسي، أنقذت سوريا كدولة. وقد تم القيام بالكثير لتحقيق الاستقرار فيها . آمل أن نضع في المستقبل القريب نقطة النهاية في مكافحة الإرهاب في سوريا، على الرغم من أنه من الواضح أن بعض الجيوب ما زالت قائمة، وأخرى قد تنشأ".

وتابع بوتين قائلاً "لذلك لا يزال هناك ما يكفي من المشاكل مع الإرهاب في العالم، وفي الشرق الأوسط، وفي سوريا على وجه الخصوص. ولكن المهمة الرئيسية على وشك الانتهاء بالفعل، وسيكون من الممكن القول في المستقبل القريب جدا أننا قد نفذنا المهمة بالفعل".
وأوضح "لقد أجرينا اليوم محادثات مفصلة جدا مع رئيس الجمهورية السورية بشأن جميع الجوانب المتعلقة بتطبيع الأوضاع، بما في ذلك الخطوات التالية على المسار السياسي".

وأضاف "لكنني أود أن أقول أنه من دون جهود القوات المسلحة، وجهودكم، وجهود مرؤوسيكم، وكذلك بطولاتكم، لن يكون من دونها شيء ولن تتاح الفرص للنهوض بالعملية السياسية. وقد بذلت هذه الجهود بفضل القوات المسلحة للاتحاد الروسي مع أصدقائنا السوريين في ساحة المعركة. شكرا جزيلا لكم".

من جهته، قال الأسد "تحدثت للتو مع السيد الرئيس فلاديمير بوتين. لقد نقلت إليه تحيات الشعب السوري إلى الشعب الروسي كله، وشكره للجهود التي بذلتها روسيا لإنقاذ بلدنا. وأود أن أشير بوجه خاص إلى الدور الذي قامت به القوات المسلحة للاتحاد الروسي والتضحيات التي قدمتها لتحقيق هذا الهدف. أنا سعيد جداً بالتعرف على كل واحد منكم هنا اليوم معنا، وعلى أولئك الذين شاركوا مباشرة وأمروا وأداروا عمليات القوات المسلحة الروسية في سوريا".

وأضاف "قبل عامين، عندما التقيت بالرئيس بوتين في موسكو، كان القتال قد بدأ للتو. خلال هذين العامين، كانت النجاحات التي تحققت بفضل مساعدة القوات الجوية والفضائية التابعة للاتحاد الروسي والجيش السوري واضحة. والآن لا يمكن لأحد أن ينكر هذه النجاحات في مكافحة الإرهاب. وبفضل أفعالكم وتضحياتكم، فضلا عن أعمال الجيش السوري وحلفائنا، تمكن العديد من السوريين من العودة إلى ديارهم. والآن، بالنيابة عن الشعب السوري بأسره، أعرب لكم اليوم عن امتناني لما فعلتموه. لن ننسى هذا. وأود أيضا أن أشكر شخصياً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ووزير الدفاع السيد شويغو، ورئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية السيد غيراسيموف على المشاركة المباشرة في هذه العملية".

وبحث بوتين وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في اتصال هاتفي مساء الاثنين، الوضع في منطقة الشرق الأوسط ومنطقة الخليج والأزمة السورية "في ضوء النجاحات الحالية في مكافحة الإرهاب"، بحسب بيان للكرملين. وقال البيان إن بوتين أطلع أمير قطر على سير التحضيرات للقمة الروسية التركية الإيرانية بشأن سوريا والتي ستعقد في 22 نوفمبر/تشرين الثاني في منتجع سوتشي. وأضاف بيان الكرملين أن الزعيمين أثنيا على مستوى التنسيق والتعاون بين روسيا وقطر في السنوات الأخيرة، وأكدا على الرغبة في تطوير العلاقات بين البلدين على مختلف الأصعدة.

وكالة الأنباء القطرية "قنا" قالت إنه جرى خلال الاتصال استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وسبل دعمها وتعزيزها. كما جرى بحث آخر التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية.

في السياق، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: "اليوم ستكون هناك محادثة هاتفية لبوتين والعاهل السعودي ويمكن للمرء أن يتوقع بالتأكيد أن يطلع بوتين العاهل السعودي على اجتماع الأمس (بين بوتين ولأسد)".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها