خسرت مليشيات النظام أكثر من 20 عنصراً، في الساعات الـ48 الماضية، خلال معاركها مع المعارضة المسلحة على جبهات ريف حماة الشمالي الشرقي وريف حلب الجنوبي، شرقي سكة حديد الحجاز، بحسب مراسل "المدن" خالد الخطيب.
وتمكنت المعارضة من تدمير 4 دبابات ومدرعتين، وعدداً من السيارات رباعية الدفع التابعة للمليشيات في محاور السعن–الرهجان والبليل–أبو دالة وخناصر–الرشادية، التي شهدت قتالاً عنيفاً بين الطرفين.
وحققت مليشيات النظام تقدماً ملحوظاً في محور السعن شمال شرقي حماة، وسيطرت على قرية شخيتر، واشتبكت مع المعارضة في قرى وبلدات كسور ومستريحة وخربة الرهجان ودوش وحسيوات، ورصدت نارياً الطرق المؤدية إلى بلدتي الرهجان وأم ميال. تقدم مليشيات النظام بدأ فجر الأحد، بعدما مهدت لها بالمدفعية والصواريخ، مستهدفة القرى التي تتمركز فيها المعارضة، كما شنت المقاتلات الحربية غاراتها على الأهداف ذاتها.
ولم تتمكن مليشيات النظام من الاحتفاظ بمواقعها طويلاً في محور السعن، وانتقلت مضطرة من الهجوم إلى الدفاع للتصدي للمعارضة المسلحة التي باغتتها في أكثر من محور بالهجوم البري، وقصفت مواقعها بالهاون وصواريخ الغراد. وقالت المعارضة إنها حققت إصابات بالغة في صفوف المليشيات، وأجبرتها على الانسحاب نحو مواقعها الخلفية في حسناوي وسرحا شمالي السعن.
وفي ناحية الحمراء، وفي محور البليل–أبو دالة، تمكنت المليشيات من السيطرة على تلة البليل بعد معارك عنيفة شهدتها المنطقة بين الطرفين، واستهدافها مواقع المعارضة بوابل من القذائف المدفعية والصاروخية. المليشيات لم تكن قادرة على الصمود في التل الذي رصدته المعارضة بأسلحتها المتوسطة والثقيلة، ما أجبرها على الانسحاب ليلاً نحو مواقعها القديمة.
الصواريخ الأميركية المضادة للدروع "تاو"، والتي تمتلكها فصائل "جيش النصر" و"جيش العزة" و"جيش ادلب الحر" و"الفرقة 23"، كان لها فضل كبير في وقف زحف المليشيات المدججة بالدبابات والمدرعات، مع فارق النيران الثقيلة التي تتمتع بها المليشيات أثناء المعركة. وباتت المليشيات تخشى التقدم بعتادها المدرع بعدما أمسى صيداً سهلاً للصواريخ المضادة للدروع خلال اليومين الماضيين.
الناطق الإعلامي باسم "جيش النصر" محمد رشيد، أكد لـ"المدن"، أن "جيش النصر" دمر ثلاث دبابات لمليشيات النظام خلال الساعات الـ72 الماضية في جبهات ريف حماة الشمالي الشرقي، وأجبر المليشيات على التراجع من مواقعها المتقدمة في أطراف تلة البليل، بعد مقتل عدد كبير من عناصرها أثناء الهجوم المعاكس للمعارضة.
وفي منطقة جبل الحص في ريف حلب الجنوبي لم يكن وضع المليشيات ميدانياً أفضل من جبهات ريف حماة الشمالي الشرقي. وخسرت المليشيات 10 عناصر، السبت، في كمين للمعارضة في المنطقة الواقعة بين محمية الغزلان وقرية الرشادية. كما خسرت المليشيات دبابة واغتنمت المعارضة آليات وأسلحة. وعاودت المليشيات الهجوم نحو الرشادية، الأحد، بعدما قصفتها بالمدفعية والصواريخ واستهدفها الطيران الحربي بالغارات الجوية. وعلى الرغم من هذا التمهيد لم تتمكن المليشيات من التقدم نحو القرية.
وشهدت جبهات منطقة جبل الحص في ريف حلب الجنوبي، خلال الأيام القليلة الماضية، حشداً لمقاتلين من أبناء العشائر قالوا إنهم سيشاركون في معارك التصدي للمليشيات التي تحاول السيطرة على قراهم في المنطقة. ويعتبر أولئك المقاتلون رأس الحربة الذي عرقل تقدم المليشيات في المنطقة حتى الآن.
وعلى الرغم من أن المعارضة المسلحة ما تزال تبدو متماسكة في مناطق شرقي سكة الحجاز، وتكبد المليشيات خسائر كبيرة في صفوفها وعتادها بشكل يومي، إلا أنها خسرت خلال أسبوع عدداً من القرى والبلدات، وباتت المليشيات أقرب من أهدافها الأولية، أي الوصول إلى الرهجان وأبو دالة، وكسر الحائط الدفاعي للمعارضة غربي خناصر.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها