الجمعة 2017/11/17

آخر تحديث: 12:31 (بيروت)

"قسد" تتقدم ومليشيات النظام تحاصر البوكمال..و"داعش" سيقاتل حتى النهاية

الجمعة 2017/11/17
"قسد" تتقدم ومليشيات النظام تحاصر البوكمال..و"داعش" سيقاتل حتى النهاية
نية التنظيم القتال في البوكمال حتى آخر رجل (انترنت)
increase حجم الخط decrease
تواصل "قوات سوريا الديموقراطية" و"مجلس ديرالزور العسكري" عملياتهما العسكرية في ريف ديرالزور الشرقي، شمالي نهر الفرات، وحققا تقدماً سريعاً خلال الأيام الماضية على حساب تنظيم "الدولة الإسلامية".

وتمكنت "قسد" و"مدع"، ليل الخميس/الجمعة، من السيطرة على بلدتي الحوايج وذيبان في ريف ديرالزور الشرقي، بعد معارك عنيفة مع تنظيم "الدولة" استمرت لأيام. وسبق ذلك بأيام سيطرتهما على مدينة البصيرة وبلدة الشحيل وقرية الزر أكبر التجمعات السكانية في الريف الشرقي "جزيرة"، وما تزال الاشتباكات مستمرة بين الطرفين في قرية درنج من ريف ديرالزور الشرقي.

وخسر "داعش" أكثر من 50 عنصراً بين قتيل وجريح في تلك المعارك، بينما بلغت خسائر قوات "قسد" 11 قتيلاً و20 جريحاً معظمهم من "مدع".

وتحاول "قسد" و"مدع" التقدم إلى ما تبقى من قرى ريف ديرالزور الشرقي الخاضعة لسيطرة تنظيم "الدولة"، من محورين؛ الأول بموازاة نهر الفرات باتجاه الشرق، والثاني من جهة حقل التنك النفطي في بادية ديرالزور الشمالية الشرقية باتجاه قرى غرانيج وأبو حمام والكشكية، التي تقطنها عشيرة الشعيطات.

وتهدف "قسد" من تحركاتها العسكرية إلى طرد تنظيم "الدولة" من تلك المناطق حتى الحدود السورية-العراقية، بُغية الإعلان عن انتهاء المرحلة الأخيرة من عملية "عاصفة الجزيرة"، التي باتت قريبة من تحقيق هدفها الرئيسي؛ طرد التنظيم من شرقي الفرات.

تقدم قوات "قسد" و"مدع" الأخير، جاء بدعم جوي من طيران "التحالف الدولي" الذي شّن عشرات الغارات على القرى المستهدفة، ما تسبب بتشتيت دفاعات التنظيم وتدمير جزء كبير منها، ما أتاح للقوى المهاجمة فرصة التقدم والسيطرة.

وتسبب قصف "التحالف" ليل الخميس/الجمعة بمقتل 5 مدنسسن وسقوط عشرات الجرحى، في قرية درنج في ريف ديرالزور الشرقي، وسبق ذلك حوادث مماثلة في مدينة البصيرة وبلدتي الحوايج وذيبان، راح ضحيتها العديد من المدنيين.

تقدم قوات "قسد" يقابله عمليات مكثفة تقوم بها وحدات الهندسة التابعة لها، لنزع الألغام التي زرعها "داعش" قبل انسحابه، من المناطق التي تمت السيطرة عليها.

وشهدت الأيام الماضية سماح "قسد" للمدنيين من أهالي ناحية الصور والقرى المجاورة لها في ريف ديرالزور الشمالي، بالعودة إلى منازلهم، بعد الانتهاء من عملية نزع الألغام منها وتأمينها بشكل كامل.


(المصدر: LM)

في الجهة المقابلة من نهر الفرات، تستمر قوات النظام والمليشيات المساندة لها، بمحاولة التقدم نحو مدينة البوكمال، في أقصى شرق ديرالزور بالقرب من الحدود مع العراق. وتمكنت مليشيات النظام و"حزب الله" اللبناني، ليل الخميس/الجمعة، من السيطرة على قرية الحمدان ومطار الحمدان العسكري غربي مدينة البوكمال، بعد اشتباكات عنيفة مع تنظيم "الدولة"، استمرت لساعات. وما تزال الاشتباكات مستمرة بين الطرفين على الأطراف الغربية لبلدة السكرية غربي المدينة.

تقدم مليشيات النظام الأخير، جعلها تقطع طريق الإمداد البري الوحيد بين مدينة البوكمال وبقية مناطق سيطرة التنظيم في قرى ريف ديرالزور الشرقي في مدينتي العشارة والقورية. وبذالك بات التنظيم محاصراً داخل البوكمال والقرى المحيطة بها، ولم يتبقَ له سوى ممر وحيد عبر نهر الفرات يصله بمناطق سيطرته شمالي النهر.

تقدم مليشيات النظام من الجهة الجنوبية والغربية، يأتي بعد استقدام القوات المهاجمة تعزيزات عسكرية كبيرة من "قوات النخبة" التابعة لمليشيا "حزب الله" اللبنانية و"قوات النمر" التابعة للعقيد سهيل الحسن، إلى محيط المدينة. وتلا ذلك عملية تقدم بري واسع، بغطاء جوي من طائرات حربية روسية وأخرى للنظام، شّنت عشرات الغارات على المناطق المستهدفة.

وفي الجهة الشرقية، تلاقي مليشيات "الحشد الشعبي" العراقية و"حركة النجباء" و"الحرس الثوري" الإيراني، صعوبات كبيرة في التقدم في ظل المقاومة العنيفة التي يبديها التنظيم. ولا زالت الاشتباكات بين الطرفين تدور على أطراف بلدة السويعية شرقي مدينة البوكمال.

المعارك المستمرة في ريف مدينة البوكمال تسببت خلال الساعات الـ48 الماضية، بمقتل أكثر من 60 عنصراً من القوات المهاجمة، بينهم ما لا يقل عن 20 عنصراً من "حزب الله" والمليشيات الشيعية، بينما خسر التنظيم أكثر من 30 عنصراً والعديد من الجرحى بينهم مقاتلون أجانب.

مناطق تنظيم "الدولة" جنوبي نهر الفرات باتت مقسومة إلى جزئين، بلا طرق إمداد بري بينهما؛ القسم الأول يضم مدينة البوكمال وريفها، والقسم الثاني يضم مدينتي العشارة والقورية وبعض القرى الأخرى. ويشير ذلك إلى نية التنظيم القتال في تلك المناطق حتى آخر رجل، أو الإنسحاب عبر نهر الفرات إلى مناطق سيطرته شمالي نهر الفرات التي تتقدم إليها قوات "قسد" وهو أمر مستبعد.

إذ تتوفر للتنظيم إمكانية التحصن والدفاع في مدن جنوبي نهر الفرات، بشكل أفضل من شماله، بسبب الكثافة العمرانية ووجود أسلحة ثقيلة داخل تلك المدن، بإمكان التنظيم استخدامها. في المقابل، لن تكون لديه تلك العوامل المساعدة في قرى شمالي الفرات المتباعدة، وعدم قدرته على نقل الأسلحة إليها من الجنوب لعدم وجود طرق برية ولا نهرية.

كما أن قتال التنظيم في مدن وبلدات جنوبي النهر تجعله عرضة لقصف الطيران الروسي وطيران النظام، والذي يعتبر أخف ضرراً على التنظيم بالمقارنة مع قصف طيران "التحالف الدولي" الأكثر دقة، والعامل في مناطق شمالي النهر.

تمسك التنظيم بجبهاته جنوبي نهر الفرات، يبدو أمراً ضرورياً، إذا ما أراد إطالة عمر المعركة، وإدخال أحد أطرافها بحرب استنزاف. ويعلم "داعش" أن هذه المعركة، مهما طال أمدها، فهي محسومة لصالح أعدائه، ولكن يتوجب عليه خوضها من باب حفظ ماء الوجه، بعد غياب أي خيار آخر.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها