الأربعاء 2017/11/15

آخر تحديث: 14:47 (بيروت)

مكافحة "الفساد": ضائقة سعودية اقتصادية

الأربعاء 2017/11/15
مكافحة "الفساد": ضائقة سعودية اقتصادية
Getty ©
increase حجم الخط decrease
كشفت مصادر دبلوماسية عن رفض المغرب طلباً سعودياً بتجميد أموال الأمراء الذين تم إيقافهم في إطار حملة "مكافحة الفساد"، ومن بينهم الوليد بن طلال الذي يملك سلسلة فنادق في المغرب. وأكدت المصادر أن المغرب طلب أن يكون هذا الإجراء مبنياً على أحكام قضائية واضحة.


وفقاً لصحيفة "الصباح المغربية"، فإن الطلب السعودي من المغرب إصدار أمر للمصارف بتجميد حسابات أولئك، جاء بعدما تجاوبت مصارف لبنانية وإماراتية وبحرينية مع طلب الرياض، في حين جاءت مواقف دول مثل الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا والأردن مخالفة لهذا التوجه ما لم تكن هناك مبررات قضائية.

ويرى محللون أن السعودية تحاول تدارك أزمة اقتصادية كبيرة تمر بها، وما عملية "مكافحة الفساد" التي صدمت السعوديين والعالم، إلا خطة طوارىء للتعامل مع الوضع السيء وجمع أموال من كبار الأمراء والشخصيات السعودية.

في هذا السياق، نقلت مجلة "بروفيل" الروسية الأسبوعية عن كبير الباحثين في مركز الدراسات العربية والإسلامية التابع لمعهد الدراسات الشرقية غورغن غوكاسيان قوله، إن الإجراءات التي تقوم بها السعودية تعود إلى حد كبير إلى أسباب اقتصادية. لأنه "أولا وقبل كل شيء، ترتبط مكافحة الفساد بحالة اقتصادية صعبة، وهي حاجة ملحة للقيام بإصلاحات ترمي إلى توفير الأموال العامة".

وأضاف غوكاسيان "بطبيعة الحال، هناك أيضاً عنصر سياسي. فالحكومة مضطرة الآن إلى إجراء إصلاحات لا تحظى بشعبية. وعلى وجه الخصوص، يحتاج المصلحون، في سياق زيادة مصادر الإيرادات غير النفطية، إلى فرض ضرائب لم تكن معروفة في المملكة العربية السعودية في السابق. لذلك، فمن وجهة النظر السياسية، سيكون من المهم للملك وابنه محمد بن سلمان أن يظهرا للناس أنهما يكافحان الفساد بنشاط".

صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية تناولت هذه المسألة أيضاً، وقالت إن السعودية بلد قائم على مبدأ الرشوة، فكل بئر نفط فيها يفجر نبعاً للرشوة، ووصفت العائلة المالكة في السعودية بأنها "فساد له مملكة".

واعتبرت الصحيفة أن السعودية تسعى لأن تصبح دولة عظمى، تنقضّ على أهداف داخل وخارج أسوار المملكة. واعتبرت أن التقارب الإسرائيلي مع السعودية أصبح "مثيراً للاشمئزاز". فبينما ينتقد مسؤولون إسرائيليون ظواهر عدوة للديموقراطية لدى جهات فلسطينية، يقوم أولئك بالارتماء في حضن "أم المظالم".

وتقول "هآرتس"، إن النفط في السعودي، كان وسيلة في غاية الأهمية للرياض من أجل قمع أي محاولات للتقدم، وكان الأساس في منع تقدم مكانة المرأة، ودعم التوجهات المتطرفة في المنطقة.. والأسوأ من كل ذلك، أن تلك الأمور حصلت والغرب المتنور يصفق لها.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها