الإثنين 2017/10/09

آخر تحديث: 12:04 (بيروت)

أبو دالي في قبضة "تحرير الشام"

الإثنين 2017/10/09
أبو دالي في قبضة "تحرير الشام"
مثّلت قرية أبو دالي، سابقاً، منطقة استراتيجية كمعبر تجاري (انترنت)
increase حجم الخط decrease
أعلنت "هيئة تحرير الشام"، ليل الاحد/ الإثنين، سيطرتها على قرى أبو دالي وتل المقطع والمشيرفة وتل الأسود، في ريف إدلب الجنوبي، وانتزاعها من سيطرة عشائر مسلحة تابعة لقوات النظام. وتواصل "هيئة تحرير الشام" هجومها جنوباً على قرى القاهرة وأم تريكية والزغبة في ريف حماة الشرقي، وتخوض معارك عنيفة وسط  تمهيد مدفعي وصاروخي. وتستهدف الطائرات الحربية التابعة لقوات النظام محاور الاشتباكات بقصف جوي مكثف على مدار الساعة.

وبعدما تمكنت "هيئة تحرير الشام" من السيطرة على قرية المشيرفة، الجمعة، استطاعت أن تطبق الحصار على قرية أبو دالي وتل المقطع، ليومين متتالين، قبل إعلان سيطرتها عليهما ليل الإثنين. ويأتي ذلك بعد هجوم بواسطة عربة مفخخة، استطاع سائقها ركنها بالقرب من آخر تجمّع لقوات النظام في تل المقطع، ومن ثم تفجيرها عن بعد.

"الهيئة" أعلنت عن خسائر فادحة في صفوف قوات النظام، وعن مقتل وأسر العشرات منهم خلال عملياتها الأخيرة في المنطقة، وبثت صوراً متعلقة بذلك، بالإضافة إلى صور لمنزل ومكتب عضو مجلس الشعب أحمد درويش، متزعم العشائر المسلحة الموالية للنظام في المنطقة. ونعت مليشيا "الدفاع الوطني" التابعة للنظام 6 من عناصرها، ممن كانوا قد انضموا إليها سابقاً من مدينة التل خلال عمليات "المصالحة" التي تمت في ريف دمشق، وقالت إنهم لقوا حتفهم شمالي سوريا "أثناء أداء واجبهم الوطني".

ومثّلت قرية أبو دالي، سابقاً، منطقة استراتيجية كمعبر تجاري، يتم خلاله تبادل السلع والمحروقات والمواد الغذائية بين مناطق سيطرة النظام والمناطق التابعة لسيطرة المعارضة.
وفرّ معظم المتنفذين من أل درويش، بعدما كانوا مسيطرين عسكرياً على أبو دالي، والمشرفين على إدارة العمليات التجارية مع المعارضة، باتجاه مناطق سيطرة النظام جنوباً. وتضاربت الأنباء حول مقتل أو أسر أو فرار أحمد درويش.

وبدا منزل أحمد درويش الذي يضم مكتباً فاخراً، أشبه بفيلا صغيرة، لكنه أقرب إلى نقطة عسكرية استناداً إلى كمية الذخائر والأسلحة الخفيفة والمتوسطة التي وجدت فيه، ونظراً لمسلحي المليشيات الذين وجدت جثثهم خلف دشم وتحصينات نصبت في محيطه وعلى سطحه العلوي.

وتدور تكهنات بأن النظام لم يكترث بحماية آل درويش، فتبادلات العشيرة التجارية لم تكن تصب في مصلحة النظام مباشرة. ويسوق أصحاب هذا الرأي دليلاً بعدم وجود أي اسناد جوي روسي للقوات في أبو دالي، وعدم محاولة قوات النظام فك الحصار عن المنطقة، قبيل سقوطها بيد "تحرير الشام". إلا أن النقص العددي في قوات النظام، ومشاركتها في أكثر من جبهة على امتداد مساحات البادية السورية المترامية، تجعل من خوض معركة كهذه، في هذا التوقيت، أمراً غير وارد.

المناطق المحررة قد تكون بدورها هي الخاسر الأكبر من معركة أبو دالي، بعد توقف تدفق المحروقات والمواد الغذائية نحوها. ويبدو هذا الأمر خارج حسابات "هيئة تحرير الشام" التي تعجر عن تأمين بديل حتى اللحظة. وارتفعت أسعار أغلب المواد في الأسواق المحلية لمحافظة إدلب وأهمها المحروقات، التي لا يمكن استيرادها من تركيا عبر منفذ باب الهوى الحدودي.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها