الجمعة 2017/10/06

آخر تحديث: 10:26 (بيروت)

متى تبدأ معركة إدلب..وهل تتفاهم تركيا مع تحرير الشام؟

الجمعة 2017/10/06
متى تبدأ معركة إدلب..وهل تتفاهم تركيا مع تحرير الشام؟
الشارع في إدلب وريفي حلب وحماة، يبدو مرحباً بدخول القوات التركية (انترنت)
increase حجم الخط decrease
أتمّت فصائل المعارضة المسلحة في منطقة "درع الفرات"، شمال شرقي حلب، تحضيراتها الجمعة، لدخول تركيا ومنها باتجاه الحدود مع إدلب للمشاركة في العملية العسكرية المقرر البدء بها خلال الأيام القليلة القادمة، وذلك بدعم من القوات التركية التي حشدت مزيداً من قواتها المدرعة، الخميس، قبالة معبر باب الهوى على الجانب التركي من الحدود.

مصدر عسكري معارض، أكد لـ"المدن"، أن القوات التركية أبلغت فصائل المعارضة في منطقة "درع الفرات"، الخميس، ضرورة استعجال تحضيراتها اللازمة للمغادرة، في أسرع وقت ممكن. ويتوجب على كل فصيل اختيار 50 عنصراً كحد أدنى للمشاركة في المعركة، ويُفضل أن يكونوا من أبناء محافظة إدلب وريفي حلب الغربي والجنوبي، وريف حماة. وهي المناطق التي تسيطر على الجزء الأكبر منها "هيئة تحرير الشام"، ومن ثم فصائل معارضة أخرى أبرزها "حركة نور الدين الزنكي" و"فيلق الشام" و"جيش إدلب الحر" و"جيش العزة" و"جيش النصر".

ومن المتوقع أن ترسل فصائل المعارضة في "درع الفرات" قرابة 1000 عنصر، سيتم نقلهم عبر الأراضي التركية في حافلات من معبر حوار كيليس في البداية، وانتهاءً بمعبري باب الهوى وأطمة، وسيستغرق الطريق قرابة 4 ساعات، بينما يتم نقل السيارات العسكرية رباعية الدفع والأسلحة الخاصة بالفصائل في ناقلات عسكرية تركية.

ولم يصدر عن "هيئة تحرير الشام" أو فصائل أخرى أي تصريحات أو مواقف معلنة حول العملية، التي لم تعلن عنها القوات التركية بشكل رسمي حتى الآن. وفي الوقت ذاته، لم تشهد المناطق الحدودية على الجانب السوري في إدلب أي تحركات عسكرية لـ"هيئة تحرير الشام" أو فصائل معارضة أخرى. وقد يشير ذلك، إلى احتمال صحة الأخبار المتداولة في إدلب عن تفاهم جرى بين "هيئة تحرير الشام" والقوات التركية، حول دخول الأخيرة، ولكن بشروط.

الشارع في إدلب وريفي حلب وحماة، يبدو مرحباً بدخول القوات التركية، متحفظاً في الوقت ذاته على دخول قوات تابعة لفصائل "درع الفرات". ويعوّل الشارع كثيراً على أن تكون المعركة شكلية تنهي وجود "الهيئة" بأقل كلفة ممكنة من دون دماء أو قصف جوي، بعد الحملة الجوية الروسية التي فتكت بمئات المدنيين.

وتحدثت "المدن" مع عدد من القادة العسكريين في ريف حلب الغربي وإدلب، ممن رجّحوا وصول القوات التركية و"هيئة تحرير الشام" إلى اتفاق يقضي بالسيطرة على المنطقة من دون معارك تذكر، لكنهم في الوقت نفسه أبدوا خشيتهم من أن تؤثر الانقسامات داخل "الهيئة" على التفاهم، إن صحّ وجوده، وتؤدي إلى اشتعال الميدان بالمعارك.

مصدر عسكري في ادلب، أكد لـ"المدن"، أن وفداً من "هيئة تحرير الشام" زار أنقرة، خلال الأسبوع الماضي، كما جرت لقاءات بين قادة عسكريين أتراك وقادة من "الهيئة" في معبر باب الهوى للتباحث حول تفاصيل دخول المنطقة.

وستكشف الساعات أو الأيام القليلة القادمة توجهات المعركة التي حسمت قيامها تركيا، بعد زيارة الرئيس التركي إلى طهران، وقبلها لقاءه الرئيس الروسي. وللطرفين؛ "الهيئة" وتركيا، مصلحة في عدم نشوب معركة في إدلب، في هذا التوقيت. فتركيا غير مستعدة لخوض معركة غير معروفة النهاية والتكلفة، وكذلك "الهيئة" التي جربت كثيراً تقديم نفسها بشكل مغاير عبر طروحات ومشاريع شراكة، لكنها فشلت ولم تتغلب على سلوكياتها المعتادة كتنظيم متشدد، وظلت تنظيماً يرتبط بـ"القاعدة" من وجهة نظر دولية. وربما يعتبر دخول القوات التركية إلى المنطقة بمثابة إنقاذ للمنطقة التي تتوعدها القوى الدولية بكارثة في حال بقيت "الهيئة" متسلطة في وضعها الحالي.

زعيم "الهيئة" أبو محمد الجولاني، أصبح بدوره متحكماً بمعظم مفاصل "الهيئة" بعد اخماد حركات تمرد طفت على السطح، كان آخرها الخميس، مع مجموعة سابقة من "جند الاقصى" في سرمين. كما تم اخماد تمرد من "كتائب ابن تيمية" في دارة عزة في ريف حلب الغربي، الثلاثاء والاربعاء.

ولا يعرف إلى الآن متى يحين موعد ساعة الصفر لبدء عملية السيطرة على ادلب، ولم تبلغ فصائل المعارضة المسلحة بالتفاصيل حتى اللحظة. تفاصيل كثيرة غائبة ستتضح قريباً، من بينها وضع بلدتي كفريا والفوعة الشيعيتين في ريف ادلب، وكيف سيتم التعامل معهما؟ هل اتفقت إيران مع تركيا حولهما بالفعل خلال زيارة الرئيس التركي؟

وما هو شبه مؤكد، أن المعركة قادمة هذه المرة، بتفاهم مع "هيئة تحرير الشام" أو من دونه. وفي الغالب لن يكون لروسيا أي دور في العمليات العسكرية على الأرض، أو تقديم الدعم الجوي. فالطيران التركي بدأ طلعاته فعلياً في سماء المنطقة بعد منتصف ليل الخميس/الجمعة.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها