تمكنت "قوات سوريا الديموقراطية" و"مجلس ديرالزور العسكري"، ليل الخميس/الجمعة، من السيطرة على حقل التنك النفطي، في بادية ريف ديرالزور الشرقية المقابل لقرى غرانيج وأبو حمام من الجهة الشمالية، والذي يُعتبر ثاني أكبر حقول النفط في سوريا بعد حقل العمر.
سيطرة "قسد" و"مدع" على حقل التنك، جاءت بعد تقدمهما من محور حقل العمر غرباً، بدعم جوي من طيران "التحالف الدولي" الذي أمّن طريق القوات المهاجمة، واستهدف الحقل بغارات جوية قبل انسحاب عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" منه، لتدخل "قسد" و"مدع" إليه بلا قتال.
عناصر "داعش" المنسحبين من حقل التنك، توجهوا إلى بلدات غرانيج وأبو حمام، أقرب بلدات ريف ديرالزور الشرقي للحقل. وبذلك باتت قوات "قسد" و"مدع"، تُسيطر على جميع حقول النفط الرئيسية في الضفة الشمالية لنهر الفرات، ولم يتبقَ لها سوى بعض الآبار في البادية القريبة من الحدود السورية العراقية.
وتهدف "قسد"، بعد سيطرتها على حقل التنك، إلى التقدّم شرقاً للسيطرة على بقية المحطات والآبار النفطية المنتشرة بالقرب من الحدود مع العراق، خاصة بئر الملح النفطي الذي يُنتج قرابة 15 ألف برميل نفط يومياً، قبل التحرك لطرد "داعش" من القرى التي يتحصن بها مقاتلوه على ضفة نهر الفرات الشمالية.
معركة السيطرة على حقل التنك، خاضتها مجموعات تتبع لـ"مجلس ديرالزور العسكري"، وأهمها "كتيبة برق الشعيطات" المكونة من عناصر ينتمون لعشيرة الشعيطات ممن تعتمد عليهم "قسد" في تلك المناطق بسبب معرفتهم بجغرافية المنطقة، ولرغبة هؤلاء المقاتلين في القتال على تلك الجبهات القريبة من أماكن تواجد ذويهم في قرى الكشكية وأبو حمام وغرانيج.
تقدم "قسد" في ريف ديرالزور الشرقي، يقابله تقدم آخر تحرزه في ريف ديرالزور الشمالي، وتمكنت ليل الخميس/الجمعة، من السيطرة على قرية الربيضة غربي نهر الخابور، بعد معارك مع "داعش"، وما تزال الاشتباكات مستمرة بين الطرفين على أطراف بلدة جديد عكيدات.
وتشهد الجبهات بين "قسد" وقوات النظام، شمالي نهر الفرات، مناوشات مستمرة، زادت وتيرتها خلال اليومين الماضيين، بعد استهدف قوات النظام مواقع تمركز "قسد" و"مدع" في حقل الجفرة النفطي بقذائف المدفعية والدبابات.
قوات "قسد" ردت على قصف مليشيات النظام بقصف مماثل استهدف مواقع تمركزها غربي حقل الجفرة النفطي، وداخل قريتي مظلوم وخشام، كما دارت اشتباكات بين الطرفين بالقرب من حقل الجفرة استمرت ثلاث ساعات، تسببت بسقوط جرحى من الطرفين.
الناطقة باسم حملة "عاصفة الجزيرة" ليلوى العبدالله، أكدت في بيان صحافي، أن "قوات سوريا الديموقراطية" سترد على أي قوى تستهدف مقاتلي "عاصفة الجزيرة"، وأشارت إلى أن تصرفات قوات النظام تُطيل في عمر التنظيم وتخدم مصالحه.
المعارك والمناوشات بين أطراف الصراع شمالي النهر، تأتي بالتوازي مع معارك عنيفة بين مليشيات النظام و"داعش" في القسم الجنوبي لنهر الفرات، خاصة جبهتي حويجة صكر وحي الصناعة داخل مدينة ديرالزور. وتمكنت مليشيات النظام، ليل الخميس/الجمعة، من السيطرة على أجزاء واسعة من حي الصناعة ونقاط في منطقة حويجة صكر شرقي المدينة، بعد معارك عنيفة مع التنظيم الذي استهدف تجمعاً لعناصر النظام بسيارة مفخخة في الأطراف الغربية لحويجة صكر، ما تسبب بمقتل وجرح عدد من عناصر قوات النظام. وخسرت مليشيات النظام أكثر من 13 عنصراً في تلك المعارك، بينما بلغت خسائر التنظيم 8 عناصر، سقط معظمهم نتيجة القصف المكثف من الطيران الحربي والمدفعية الثقيلة على نقاط الاشتباك.
الناشط الإعلامي مصطفى العلي من مدينة ديرالزور، قال لـ"المدن"، إن "حصار مليشيات النظام لأحياء مدينة ديرالزور الخاضعة لسيطرة داعش، تسبب بأوضاع مأساوية للمدنيين، نتيجة نفاد معظم المواد الغذائية والطبية داخل تلك الأحياء، ما ينذر بكارثة إنسانية إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه". وأضاف العلي، أن ما زاد من المعاناة هو القصف الجوي والصاروخي على تلك الأحياء، وعدم وجود ممرات آمنة لخروج المدنيين الذين تُقدّر أعدادهم بالمئات، كما أن هناك تخوفاً من عمليات انتقام بحق المدنيين ستقوم بها المليشيات.
في ريف ديرالزور الشرقي، جنوبي نهر الفرات، تشهد جبهات مليشيات النظام مع تنظيم "الدولة" بالقرب من مدينتي القورية والعشارة، فتوراً منذ أيام، مع اتخاذ كل منهما مواقع دفاعية، بعد توجه مليشيات النظام مدعومة بـ"حزب الله" اللبناني و"حركة النجباء" العراقية للقتال في محور البادية الجنوبي، بهدف التقدم والسيطرة على مدينة البوكمال، بالقرب من الحدود السورية العراقية.
وتتزامن عمليات مليشيات النظام العسكرية باتجاه مدينة البوكمال، مع إطلاق "القوات الاتحادية" العراقية، عملية عسكرية تستهدف تنظيم "الدولة" في مدينة القائم، أخر معاقله على الأراضي العراقية.
مليشيات النظام المدعومة بـ"حزب الله" و"حركة النجباء"، كانت قد تمكنت ليل الخميس/الجمعة، من السيطرة على محطة T-2 جنوبي البوكمال، بعد معارك مع "داعش". وتشهد عملية التقدم إلى البوكمال دعماً إيرانياً كبيراً للقوات المهاجمة، على المستوى العسكري عبر مشاركة حليفيها اللبناني والعراقي، وعلى مستوى الدعم اللوجستي والمادي.
وتهدف إيران من خلال دعم معركة السيطرة على البوكمال، إلى ضمان فتح الطريق البري الذي يصلها بلبنان والبحر المتوسط، مروراً بسوريا والعراق، في ظل تخوف من قيام الولايات المتحدة الأميركية بدفع حليفتها "قسد" إلى البوكمال، ضمن مساعيها إلى تحجيم الدور الإيراني في سوريا.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها