الخميس 2017/10/26

آخر تحديث: 14:46 (بيروت)

"مخيم ديرالزور"قرب قاعدة التنف:موجة النازحين الجديدة

الخميس 2017/10/26
"مخيم ديرالزور"قرب قاعدة التنف:موجة النازحين الجديدة
يقع المخيم الجديد على مسافة 900 متراً عن الحدود السورية-الأردنية (انترنت)
increase حجم الخط decrease
بعد إخلاء مخيم الحدلات في عمق البادية السورية، لجأت فصائل من الجيش الحر، إلى إنشاء مخيم جديد للنازحين بالقرب من الحدود السورية الإردنية. وكانت فصائل المعارضة السورية في البادية، قد أخلت مخيم الحدلات، في وقت سابق، مع اقتراب قوات النظام منه، ونقلت العائلات القاطنة فيه إلى مخيم الركبان. ويقع المخيم الجديد ضمن ما يسمى بـ"المنطقة 55" بالقرب من قاعدة التنف العسكرية، بسبب "الحماية الدولية" التي توفرها قوات "التحالف الدولي".

وجاء إنشاء المخيم الجديد عقب اجتماعات بين قادة "قوات الشهيد أحمد العبدو" و"جيش أسود الشرقية" والجانب الأردني، الذي وافق على إنشاء المخيم على بعد مئات الأمتار من الشريط الحدودي. وأبدى الجانب الأردني استعداده لتقديم الدعم، في "بادرة إنسانية من حرس الحدود"، مؤكداً على "ضرورة اليقظة الأمنية" لدى الفصائل، والانتباه من عدم دخول "خلايا أمنية لداعش" إلى المخيم الجديد.

ويضم المخيم الجديد عائلات مقاتلي "جيش أسود الشرقية" الذين ينحدر معظمهم من ديرالزور، بالإضافة إلى نازحين من مخيم الحدلات الذي تم إخلاؤه مؤخراً، إلى جانب النازحين الذين يصلون تباعاً في موجة النزوح المستمرة من محافظة ديرالزور، نتيجة تفاقم المواجهات والنزاع هناك بين الأطراف الثلاثة: "قوات سوريا الديموقراطية" وتنظيم "الدولة" وقوات النظام.

ويقع المخيم  الجديد على مسافة 900 متر عن الحدود السورية-الأردنية، ويبعد نحو 3 كيلومترات عن مخيم الركبان، الذي يحتضن عشرات آلاف النازحين السوريين.

وقال مصدر مطلع من "أسود الشرقية"، لـ"المدن"، إن المخيم يُعد حالياً لاستقبال ما يزيد عن 10 آلاف نازح من محافظة ديرالزور، ويتم بناء الغرف والخيام، وإعداد بنيته التحتية. وأضاف المصدر: "نقوم بالعمل على المشروع بمجهود فردي من الفصائل"، مؤكداً أنه "حتى الآن لم تقدم غرفة العمليات الدولية الموك الدعم وإنما وعدت بتقديمه خلال الشهور المقبلة، وننتظر توفير الدعم، للعمل بشكل أسرع وإنجازه خلال وقت قريب".

ومن المتوقع أن تقوم "غرفة العمليات الدولية/الموك" بتوفير دعمها للفصائل من أجل المخيم الجديد، مطلع تشرين الثاني/نوفمبر، كحد أقصى.

وقال أحمد الديري، الذي نزح حديثاً إلى المخيم الجديد قادماً من محافظة ديرالزور، لـ"المدن": "عندما حدثني أحد أقاربي حول الخروج إلى البادية السورية، وافقت من دون تردد، وقمت بالتنسيق مع مُهرِّب حدثني عن إمكانية الخروج إلى مخيم الركبان في البادية، وأوضح لي أن الرحلة ستكون طويلة وخطرة بعض الشيء. فهو يسلك طرقاً صحراوية فارغة ويُنسّق مع بعض الجهات، بما فيها المعارضة".

واستغرقت رحلة الديري وعائلته برفقة المُهرِّب 12 ساعة، في الصحراء ضمن مناطق يتبع بعضها لسيطرة التنظيم، حتى وصلوا المخيم الجديد، الذي يميل قاطنوه إلى تسميته بمخيم "ديرالزور".

وعندما وصل الديري، أجرى "المكتب الأمني" التابع للفصائل، تحقيقاً معه استمر لساعات. ثمّ أحاله "المكتب الأمني" إلى مكتب الإغاثة، وقدموا له بعض المساعدة. يقول أحمد: "الظروف صعبة جداً من ناحية الخيام والمنازل المؤقتة والحمامات والنقاط الطبية، والأجواء الصحراوية".

وقال مصدر مطلع من "قوات الشهيد أحمد العبدو"، لـ"المدن"، إن الفصائل بدأت بالعمل على تأسيس لجان محلية للإشراف على المخيم، وأن الشخصيات التي سيتم اختيارها ستكون من عشائر محافظة ديرالزور. وأضاف المصدر أن الفصائل تقوم بالعمل على إنشاء "لجنة أمنية" للحافظ على أمن المخيم وعدم دخول أي خلايا تتبع لتنظيم "الدولة" إليه، بحسب ما اتفقت عليه مع الجانب الأردني، الذي شدد على ضرورة الإجراءات الأمنية.

وتحاول الفصائل الحصول على الدعم من المنظمات الخارجية كـ"الأمم المتحدة" و"أطباء بلا حدود"، للبدء بإنشاء نقاط طبية و"نقاط طوارئ" للحالات الإسعافية، لكن من دون نتيجة تذكر حتى الآن، وفق ما أكدته مصادر "المدن". وستقوم جهات كـ"الهلال الأحمر الإماراتي" و"الهلال الأحمر السعودي" أو عبر "مركز الملك سلمان بن عبدالعزيز"، بتقديم مساعدات إغاثية، على شكل سلسل غذائية شهرية، وفق ما أكدته مصادر "المدن".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها