الأحد 2017/10/22

آخر تحديث: 13:09 (بيروت)

العبادي وتيلرسون في الرياض لإطلاق "مجلس التنسيق"

الأحد 2017/10/22
العبادي وتيلرسون في الرياض لإطلاق "مجلس التنسيق"
العبادي والملك سلمان أجريا محادثات في قصر العوجا بالدرعية (Getty)
increase حجم الخط decrease

أكد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، الأحد، أن ما يربط السعودية بالعراق ليس مجرد الجوار والمصالح المشتركة وإنما أواصر الأخوة والدم والتاريخ والمصير الواحد. وقال الملك سلمان، خلال كلمة بمناسبة التوقيع على "مجلس التنسيق السعودي العراقي": "أتطلع أن تسهم اجتماعات مجلس التنسيق السعودي العراقي في المضي إلى آفاق أوسع وأرحب". وأضاف: "نبارك لأشقائنا في العراق ما تحقق من إنجازات في القضاء على الإرهاب ودحره". وتابع: "نؤكد دعمنا وتأييدنا لوحدة العراق واستقراره".

ووقع العاهل السعودي ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، على مذكرة تأسيس المجلس التنسيقي بين البلدين، الأحد، ويرأس الجانب السعودي في المجلس ماجد القصبي، والجانب العراقي سليمان الجميلي. ويهدف المجلس، الذي أقره مجلس الوزراء السعودي منتصف آب/أغسطس، إلى رفع مستوى العلاقات الاستراتيجية والاستثمارية والثقافية بين البلدين، ما يفتح بارقة جديدة أمام العراق لإنعاش اقتصاده وترميم ما خلفته الحروب داخله.

وبدأ رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، السبت، زيارة للسعودية على رأس وفد وزاري كبير، لإطلاق أعمال "مجلس التنسيق السعودي العراقي"، بالتزامن مع زيارة وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون، إلى الرياض.

ووصل العبادي إلى الرياض بعيد مشاركة استثنائية لوزير الطاقة السعودي خالد الفالح، في افتتاح "معرض بغداد الدولي" بدورته الـ44، الذي أكد حرص بلاده على "تعزيز ودعم التعاون الشامل مع العراق". وكالة أنباء "واس" الرسمية السعودية، قالت، إن المجلس يؤسس لمرحلة "طموحة من العمل التجاري والاقتصادي والاستثماري غير المحدود"، على أن يشكل "حجر الأساس في العمل والتخطيط متوسط وبعيد المدى".

من جهته، قال مدير المكتب الإعلامي لرئاسة الوزراء العراقية حيدر حمادة، لوكالة "فرانس برس"، إن "جولة رئيس الوزراء تشمل السعودية والأردن ومصر، وتهدف إلى تعزيز التعاون الثنائي بين العراق ودول المنطقة" خصوصاً في ما يتعلق "بإعادة إعمار العراق".

وكان العبادي زار السعودية في حزيران/يونيو، بُعيد زيارة لوزير الخارجية السعودي عادل الجبير، إلى بغداد، للمرة الأولى منذ 14 عاماً.

وأجرى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، السبت، محادثات مع العبادي، في مدينة الدرعية بضواحي الرياض الغربية. وقالت وكالة "واس" إن الملك سلمان، أقام مأدبة عشاء تكريماً للعبادي في إطار مراسم الاستقبال، الذي جرى في قصر العوجا بالدرعية، وذلك من دون ذكر أي تفاصيل عن مضمون اللقاء.

وكانت السعودية قد قطعت علاقاتها مع العراق عقب اجتياح الرئيس العراقي السابق صدام حسين للكويت في العام 1990. واستمر التوتر بين البلدين خصوصا خلال تولي نوري المالكي رئاسة الحكومة العراقية على مدى ثماني سنوات.

وبدأت آثار التقارب تتضح مع افتتاح منفذ عرعر الحدودي بين العراق والسعودية في آب/أغسطس، وصولاً إلى قيام شركة الرحلات السعودية الاقتصادية "طيران ناس"، مطلع الأسبوع، في أول رحلة تجارية بين الرياض وبغداد منذ العام 1990.

وتلت زيارة العبادي، زيارات رسمية أخرى لوزراء نافذين بينهم وزير النفط العراقي وشخصيات رفيعة المستوى، كان آخرها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، نهاية تموز/يوليو. واعتبر خبراء حينها أن زيارة الصدر عكست رغبة السعودية في التقارب مع العراق للحد من تأثير إيران.

وتتزامن زيارة العبادي للرياض، مع زيارة لوزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون. ومن المتوقع أن يناقش تيلرسون خلال زيارته إمكانية تجديد مسعى لإنهاء المقاطعة الديبلوماسية والاقتصادية لقطر من جانب السعودية، وعدد من الدول العربية الحليفة للولايات المتحدة رغم اعترافه بأنه غير متفائل.

ووصل وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون، إلى الرياض، السبت، لحضور فعاليات إطلاق "مجلس التنسيق العراقي السعودي المشترك"، وبحث مواجهة النفوذ الإقليمي المتنامي لإيران، فضلاً عن الأزمة الخليجية. وكان الاجتماع الرسمي الوحيد المقرر لتيلرسون، السبت، هو عشاء عمل مع وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير.

والسعودية هي المحطة الأولى للوزير الأميركي في جولة تستمر ستة أيام ستشمل قطر وباكستان والهند وسويسرا. ومن المقرر أن يهيمن تنامي النفوذ الإقليمي لإيران على أجندة محادثات تيلرسون في السعودية وقطر.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها