السبت 2017/10/21

آخر تحديث: 13:11 (بيروت)

ما علاقة "المرابطون" بعملية الواحات؟

ما علاقة "المرابطون" بعملية الواحات؟
بيان الداخلية لم يرق لمستوى وحجم العملية العنيفة (Getty)
increase حجم الخط decrease
عاش تنظيم "المرابطون"، فترة كمون كبيرة، وهو الذي يضم وفق تقارير إعلامية عدداً كبيراً من ضباط الجيش والشرطة، قبل أن يعود بعملية كبرى بهذا الحجم متسبباً بخسائر كبرى لوزارة الداخلية المصرية. فللمرة الأولى منذ نشأة الوزارة، يلقى 6 ضباط من "الأمن الوطني" مصرعهم، في يوم واحد. فهل هو تطور نوعي في العمليات الإرهابية؟ أم تراجع لقدرات الأجهزة المصرية؟

حتى الآن لا يمكن الحديث بصورة قطعية ويقينية عما جرى، لغياب المعلومات الحقيقية من مصادرها، سواء من أجهزة الأمن المصرية أو من "الجماعات الإرهابية" التي لم تصدر أي منها بياناً تتبنى فيه العملية.

وسائل الإعلام المصرية نقلت عن مصادرها تقديرات مختلفة لعدد ضحايا العملية. "المصري اليوم" نقلت ان عدد الضحايا وصل إلى 30 من قوات الشرطة المصرية، فيما اتفقت "جريدة الأهرام" و"جريدة الوطن" على أن عدد الضحايا 14 فقط. فيما لم يُشر بيان وزارة الداخلية المصرية إلى عدد الضحايا أو حقيقة ما جرى. بالإضافة إلى وجود إحصائيات وتقارير تتحدث عن مقتل أكثر من 50، بينهم ضباط من "الأمن الوطني" و"العمليات الخاصة"، وهي "قوات النخبة" في الداخلية المصرية، وكذلك ضباط من "الأمن المركزي".

بيان الداخلية لم يرقَ الى مستوى وحجم العملية العنيفة بالنظر إلى طول مدة الاشتباكات وعدد الضحايا ورتبهم الوظيفية داخل الشرطة. وتحدث البيان التقليدي جداً عن ورود معلومات لقطاع "الأمن الوطني" باتخاذ عناصر إرهابية من عمق الصحراء مكاناً لاختبائهم، وعند اقتراب مأمورية منهم أطلق العناصر الأعيرة النارية وتبادلوا اطلاق النيران مع الشرطة، ما أسفر عن استشهاد وإصابة عدد من رجالها، ومصرع عدد من هذه العناصر.

طريق الواحات حيث وقعت الاشتباكات يُعد أحد الطرق الرئيسية التي تربط القاهرة الكبرى بمحافظات الصعيد عبر عدد من الوصلات، بطول يتجاوز 500 كيلومتر، وسبق أن شهد العديد من العمليات الارهابية، نظراً لتمتعه بظهير صحراوي كبير وواسع ودروب ومتاهات جبلية، وبعده عن مناطق العمران، وهي بيئة خصبة لنشاط الجماعات الارهابية وممارسة تدريباتها.

خصائص طريق الواحات جعلت منه مسرحاً للعديد من الاشتباكات والعمليات الارهابية والمداهمات الأمنية، أبرزها في سبتمبر/أيلول 2015، وآخرها في يونيو/حزيران 2017، بين قوات الأمن، وعدد من عناصر "حركة حسم"، وفق بيان رسمي للداخلية المصرية آنذاك.
كما وقع حادث السياح المكسيكيين الذين لقي 12 منهم مصرعهم، وأصيب 10 آخرون، في 13 سبتمبر/أيلول 2015، إثر ضربة جوية مصرية، وفقا للخارجية المكسيكية، أثناء مطاردة قوات الأمن من الجيش والشرطة لعناصر متطرفة تستخدم سيارات دفع رباعي في تلك المنطقة، ليتم قصفهم بالخطأ.

حجم ومكان العملية والتسريبات التي صاحبتها، يرسمان صورة تقريبية لطبيعة ما جرى، فالقافلة الأمنية استُدرِجَت لكمين أُعدّ لها، عن طريق معلومات خاطئة تم تزويدهم بها. والعمليات الأمنية المخصصة لمداهمة أوكار الإرهابيين تتضمن العديد من الإسنادات الأمنية والاستعدادات الخاصة سواء في حجم أو عدد القوات المشاركة في العملية أو طبيعة السيارات المستخدمة وعددها. وهو ما لم يكن متوفراً في الحادثة الأخيرة، خصوصاً مع الحديث عن "َضعف شبكة" الاتصالات بين مسرح العملية ومركز القيادة. وهو ما يتنافى مع وجود شبكات ودوائر اتصالات ومعدات "لاسلكي" خاصة بالشرطة.

أغلب الترجيحات تشير إلى تورط تنظيم "المرابطون"، الذي أسسه ضابط الصاعقة المنشق هشام عشماوي، في العملية، خاصة أن الصحراء الغربية التي يقطعها طريق الواحات، تعد مسرحاً مهماً لعمليات العشماوي، بعد خروجه من سيناء لرفضه بيعة تنظيم "أنصار بيت المقدس" لـ"الدولة الإسلامية".

في 10 نوفمبر/تشرين ثاني 2014، أعلن تنظيم "أنصار بيت المقدس" في سيناء مبايعة أبو بكر البغدادي، وانضمامه إلى "ولايات الدولة الإسلامية"، وهو ما رفضه العشماوي، مقرراً الخروج من سيناء والتوجه إلى ليبيا، لأسباب تتعلق بالخلاف حول الولاء لـ"القاعدة" أو "الدولة الإسلامية".

وظهر العشماوي للعلن أول مرة في 20 يوليو/تموز 2015، في رسالة صوتية دعا فيها إلى قتال الجيش والشرطة، ومهاجماً السيسي وداعياً إلى الجهاد ضده، باعتباره فرض عين على كل مسلم، مطلقا على نفسه اسم "أبو عمر المهاجر، أمير جماعة المرابطين"، مدشناً بذلك بداية لجماعة جديدة حملت السلاح ضد السلطات المصرية.

وتتهم السلطات المصرية عشماوي، بالمشاركة في اغتيال النائب العام السابق هشام بركات، ومحاولة اغتيال وزير الداخلية الأسبق محمد إبراهيم، والمشاركة في مذبحة كمين الفرافرة، في يوليو/تموز 2015، والتي لقي فيها 22 شرطياً مصرعهم، والمشاركة في ما أطلق عليه اعلامياً "مذبحة العريش الثالثة"، في فبراير/شباط 2015، التي استهدفت "الكتيبة 101"؛ المقر الرئيسي لقوات الجيش في العريش، وخلفت 30 قتيلاً من عناصر الجيش المصري.

في 24 يوليو/تموز 2013 وفي أول خطاب مباشر له عقب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، طلب السيسي أثناء كلمته في الاحتفال بتخريج دفعتين من كليتي الدفاع الجوي والبحرية، من المصريين أن يعطوه تفويضاً وأمراً لمواجهة الإرهاب المحتمل. وقتها كانت العمليات الإرهابية والصدامات المسلحة محصورة في سيناء بين مسلحي "أنصار بيت المقدس" وقوات الشرطة المصرية، وبعد أكثر من 3 أعوام من وصوله للسلطة رسمياً، وصلت التفجيرات إلى قلب القاهرة والاسكندرية وطنطا، بعد تفجير ثلاث كنائس على التوالي.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها