السبت 2017/10/21

آخر تحديث: 13:15 (بيروت)

كركوك:واشنطن قلقة.. وسليماني هدد الاكراد

السبت 2017/10/21
كركوك:واشنطن قلقة.. وسليماني هدد الاكراد
طهران خيّرت الأكراد بين إلغاء الاستفتاء أو خسارة "حليف استراتيجي" (Getty)
increase حجم الخط decrease
أعربت الولايات المتحدة، عن قلقها بشأن "صدامات عنيفة" قرب ناحية "التون كوبري"، على الطريق بين كركوك وأربيل، شمالي العراق، في وقت كشف فيه مسؤولون أكراد عن الدور الكبير الذي لعبته طهران، عبر قائد "فيلق القدس" قاسم سليماني، في سيطرة القوات العراقية على كركوك، فيما دعت باريس إلى الحوار وحل الأزمة وفقاً للدستور العراقي.

وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية الأميركية، الجمعة، إن "الولايات المتحدة قلقة بشأن تقاريرعن صدامات عنيفة قرب ناحية التون كوبري، في شمالي العراق"، وأشار إلى أن الإدارة الأميركية "تراقب الوضع عن كثب وتدعو جميع الأطراف إلى وقف جميع انواع العنف والحركات الاستفزازية وتنسيق نشاطاتهم من أجل استعادة الهدوء".

وأوصى البيان، الحكومة المركزية في العراق "بتجنب أي سوء فهم أو المزيد من الصدامات"، وحث "الحكومة المركزية على تهدئة الأوضاع بالحد من تحركات القوات الاتحادية في المناطق المتنازع عليها" لتصبح حصراً بالمناطق التي يتم التنسيق بشأنها مع حكومة إقليم شمال العراق.

البيان لفت، إلى أن فرض سيطرة السلطات الاتحادية على المناطق المتنازع عليها "لا يغير بأي حال من الأحوال من وضعها، فهي تظل مناطق متنازع عليها حتى يتم حلها وفقاً للدستور العراقي، وحتى تتوصل الأحزاب إلى حل، فنحن ندعوهم إلى تنسيق أمن وإدارة هذه المناطق بالكامل".

وبالتزامن مع البيان الأميركي، قال مسؤولون أكراد أطلعوا على مضمون الاجتماعات التي عقدها قائد "فيلق القدس" في "الحرس الثوري" الإيراني قاسم سليماني، مع قادة أكراد في شمال العراق، إنه وجه لهم تحذيرات متكررة وطلب منهم الانسحاب من مدينة كركوك الغنية بالنفط أو مواجهة هجوم شرس من القوات العراقية ومقاتلين متحالفين معها تدعمهم إيران.

وزار الجنرال قاسم سليماني إقليم كردستان العراق للقاء قادة أكراد، ثلاث مرات، على الأقل في تشرين الأول/اكتوبر الحالي. وقال نائب عن حزب "الاتحاد الوطني" اطلع على مجريات الاجتماع، لـ"رويترز"، إن سليماني التقى قادة في الحزب في مدينة السليمانية قبل يوم من إصدار رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أمراً لقواته بالتقدم نحو كركوك، مشيراً إلى أن رسالة سليماني، كانت واضحة في هذا الشأن، ومفادها الانسحاب أو خسارة طهران كحليف استراتيجي.

ونقل النائب عن سليماني قوله لقيادات الحزب: "العبادي لديه كل القوى الإقليمية والغرب في صفه ولن يوقفه شيء عن إجباركم على العودة للجبال إذا ما قرر ذلك"، وقال النائب إن الجنرال الإيراني أعاد للأذهان هجوماً كاسحاً شنّه الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، ضد تمرد كردي في العام 1991، ما أجبر أغلب السكان الأكراد على الفرار إلى الجبال.

واتهم قادة من البشمركة إيران بتدبير الحملة التي شنتها الحكومة المركزية في العراق على مناطق كانت تخضع لسيطرتهم، وهو اتهام نفاه مسؤولون إيرانيون كبار. وقال مسؤول مقرب من الرئيس الإيراني حسن روحاني: "المساعدة التي يقدمها جيش طهران لم تعد سرا. يمكنك أن تجد صور الجنرال سليماني في كل مكان بالعراق". وأضاف: "حاليا.. إلى جانب الملفات السياسية.. نفط كركوك عنصر أساسي بالنسبة لإيران العضو في أوبك. سيطرة أعداء إيران على حقول النفط تلك سيكون كارثياً بالنسبة لنا. كيف نسمح لهم بدخول سوق النفط؟".

وقبل الاستفتاء قال سليماني لقادة أكراد، إن إجراء تصويت على الانفصال، الذي تخشى إيران أنه سيشجع الأكراد على أراضيها، سيمثل مخاطرة. وقال سياسي كردي عراقي بارز التقى سليماني قبل الاستفتاء الذي أجري في 25 سبتمبر/أيلول: "كان الإيرانيون واضحين جدا. كانوا واضحين جدا باحتمال نشوب صراع وفقدان السيطرة على تلك المناطق".

إلى ذلك، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في مؤتمر صحافي، الجمعة، أنه اتصل بكل من بغداد واربيل، وأنه سيعاود لاحقاً الاتصال برئيس إقليم كوردستان مسعود بارزاني، ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي. ودعا الرئيس الفرنسي الطرفين للدخول في حوار بأسرع وقت، والعمل على حل كافة المشاكل بموجب الدستور العراقي، منوهاً بأن بلاده تشجع وتدعم بحزم "الحوار الهادئ والسلمي بين الأطراف المعنية في العراق" للوصول إلى حل سياسي.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها