و"الاتحاد الشعبي" هو تنظيم شعبي ترعاه "حركة نور الدين الزنكي"، ولم تتبنه بشكل رسمي. وتحاول "الحركة" الإيحاء بأن لا علاقة لها بـ"الاتحاد الشعبي". وتناقل نشطاء تسجيلاً مصوراً، الثلاثاء، يظهر فيه شرعي "الزنكي" حسام الأطرش، قرب أحد الحواجز التي أقامها "الاتحاد الشعبي" بالقرب من قبتان الجبل، يلتف حوله عدد من الأشخاص بنية الاعتقال!
ويجمع "الاتحاد الشعبي" عدداً كبيراً من الشخصيات التي تنتمي لعائلات كبيرة وعريقة في ريف حلب الغربي، وبيدها سلطة عشائرية واجتماعية واسعة، تمكنها من حشد الآلاف في صفوفها. وتحدث القائمون على "الاتحاد الشعبي"، من وجهاء المنطقة، في تسجيل مصور تناقله ناشطون، الأحد، عن ضرورة التنسيق معهم، إذا ما أرادت القوات التركية التمدد أكثر في المنطقة، والتمركز في نقاط جديدة لا تقع تحت سيطرة "الهيئة".
وبعض ما جاء في فيديو "الاتحاد الشعبي"، والذي اعتبر بمثابة بيان رسمي، يتبنى بشكل غير مباشر وجهة نظر "الزنكي": "إذا كان الهدف من الدخول التركي إلى سوريا هو إعادة المناطق إلى حظيرة بشار الأسد، فيجب على جميع المناطق أن ترفض ذلك وأن تقف في وجهه، وعدم السماح لهذا الأمر بالمرور بأي طريقة أو ذريعة. وسيتم إرسال وفد للقاء القوات التركية ممثلاً عن الاتحاد الشعبي وفي جعبته شروط، من بينها، أن يكون دخول القوات التركية إلى نقاط ومناطق محددة، وتوقيع عقد بين وجهاء المنطقة مع تركيا، يجب تجديده بشكل سنوي. وعدم السماح بصناعة وإنشاء فصيل عسكري في المنطقة. ورفض البقاء بشكل دائم في المنطقة. ورفض القبول بدخول فصائل من ريف حلب الشمالي (درع الفرات) إلى مناطق الاتحاد الشعبي".
المئات من المدنيين التابعين لـ"الاتحاد الشعبي"، انتشروا في حواجز عسكرية تابعة لـ"حركة الزنكي"، الثلاثاء، وتم قطع عدد من الطرقات القريبة من جبل الشيخ عقيل قرب بلدة قبتان الجبل. في حين أكد مصدر عسكري أن هناك مشاورات تجري بين "حركة الزنكي" والقوات التركية من أجل إكمال مهمة تحديد المواقع، ومن ثم الانتشار التركي في مرحلته الثانية.
المصدر العسكري أكد لـ"المدن"، حدوث اتصالات ولقاءات بين "الزنكي" و"تحرير الشام"، مطلع تشرين الأول/أكتوبر، تهدف للبحث عن بدائل محتملة للتشكيلات العسكرية التي قد يفرضها واقع التدخل التركي في المنطقة. ومن بين الاحتمالات المطروحة؛ حلّ "هيئة تحرير الشام" واندماجها في فصيل جديد، بمسمى آخر، وقد تدخل فصائل أخرى في التشكيل ومن بينها "الزنكي". المصدر أوضح أن زعيم "تحرير الشام" الجولاني، ما زال يواجه معارضة البيت الداخلي لـ"الهيئة"، وأن الاجتماعات لم تسفر عن أي نتائج حتى اللحظة.
لن تكون مهمة "حركة الزنكي" سهلة، لفرض وجودها كشريك قوي، له رؤيته، في ظل احتكار "الهيئة" تمثيل المنطقة برمتها مع تركيا. لكن "الزنكي"، في الوقت ذاته، لن توفر أي محاولة في سبيل تحقيق غايتها، ولو تطلب ذلك صداماً مباشراً مع "الهيئة"، أو بطرق غير مباشرة، لطالما كانت "الحركة" بارعة فيها.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها