السبت 2017/10/14

آخر تحديث: 12:23 (بيروت)

لماذا انسحبت فصائل البادية إلى "المنطقة 55"؟

السبت 2017/10/14
لماذا انسحبت فصائل البادية إلى "المنطقة 55"؟
تتواجد حالياً جميع الفصائل العسكرية في منطقة دائرية نصف قطرها 55 كيلومتراً (انترنت)
increase حجم الخط decrease
انسحبت فصائل المعارضة العاملة في البادية السورية من مواقعها، خلال الأسابيع الستة الماضية، بشكل تدريجي، إلى داخل "المنطقة 55" التي يسيطر عليها "التحالف الدولي" وتتواجد فيها قاعدة التنف الدولية، ومخيم الركبان للنازحين.

وتتواجد حالياً جميع الفصائل العسكرية في منطقة دائرية نصف قطرها 55 كيلومتراً، وتعتبر إحدى مناطق "خفض التصعيد" التي تم التوصل إليها باتفاق روسي–أميركي. وتخضع المنطقة لحماية جوية من طيران "التحالف الدولي" نظراً لوجود قوات دولية داخل قاعدة التنف، إلى جانب "جيش مغاوير الثورة" المدعوم أميركياً.

فصائل المعارضة أنهت عمليات الانسحاب الأخيرة، الأربعاء، وفق ما أكده قيادي عسكري من "قوات الشهيد أحمد العبدو" لـ"المدن". وأكد القيادي، أن عمليات الانسحاب بدأت قبل 6 أسابيع باتجاه "المنطقة 55"، وأن "الانسحاب لم يكن مفاجئاً إنما كان على مراحل بدأت من شرق السويداء، وانتهى الأربعاء".

وعقب هذه الانسحابات التدريجية بدأت قوات النظام بالتقدم وتمشيط المنطقة، وأعلن "الإعلام الحربي المركزي"، أن قوات النظام السوري سيطرت، الخميس، على ما يقدر بـ"13 ألف كيلومتراً مربعاً" من البادية، بعد انسحاب فصائل المعارضة من منطقة الحدود السورية الأردنية، مشيراً إلى أن قوات النظام "أنهت وجود الإرهابيين" في البادية.


(المصدر: LM)

وأكد القيادي العسكري المعارض، لـ"المدن"، ما قاله "الإعلام الحربي المركزي"، عن تقدم قوات النظام وسيطرتها على المنطقة، موضحاً أن ذلك تم في "إطار اتفاقية دولية حول مستقبل فصائل البادية السورية، والتي لم يعلن عنها حتى الآن".

واعتبر القيادي، أن ما جرى هو "عملية لإعادة تموضع الفصائل في المنطقة المتفق عليها كخفض تصعيد، وهي منطقة التنف وما حولها، وتضم أجزاءً من ريف حمص وريف دمشق، وتخضع لحماية جوية من قبل قوات التحالف الدولي". وقال القيادي، أنه "ليس هناك أي مهام جديدة حتى الآن، ونحن بانتظار الانتهاء من عمليات التحضير العسكري، والتي يتبعها بكل تأكيد عمليات عسكرية للتوجه إلى ديرالزور".

ونفى القيادي سحب قواتهم إلى داخل الحدود الأردنية على غرار ما حصل مع "جيش العشائر"، الذي انسحب من مواقعه شرقي السويداء إلى داخل الحدود الأردنية في آب/أغسطس. واعتبر القيادي أن "الانسحاب كان من نقاط حدودية ومخافر وتلال، وأنها مناطق صحراوية لا أهمية لها، ولا تستطيع أي جهة فرض سلطتها المطلقة فيها بشكل كامل أو تثبيت نقاطها"، مشيراً إلى أن ما يهمهم الآن هو "منطقة خفض تصعيد، ونركز في جهودنا على النقاط الإستراتيجية والمستقبل القادم".

وختم القيادي "لا يوجد أي اتفاق دولي بشأن تسليم المنطقة لقوات النظام، وأن ما جرى هو تراجع لتأمين المخيمات والتحضير العسكري للعمليات القادمة"، مؤكداً أن "المخيمات حالياً مؤمنة بقوس دائري نصف قطره 55 كيلومتراً، ولن نسمح لقوات النظام بالتوغل في أي نقطة داخل نقاط عملياتنا".

مصدر إعلامي من "جيش أسود الشرقية"، قال لـ"المدن"، إن روسيا وأميركا فشلتا في التوصل لاتفاق على إنشاء منطقة "خفض تصعيد" في كامل البادية السورية، على غرار ما حصل في الغوطة الشرقية وريف حمص والجنوب السوري، نظراً لعدم التزام المليشيات الشيعية وقوات النظام باحترام الاتفاقيات الدولية. وأضاف المصدر، أن قواته إلى جانب "أحمد العبدو"، عملت خلال الفترة الماضية، على صدّ كافة محاولات تقدم قوات النظام والمليشيات الشيعية في البادية، التي يدعمها غطاء جوي روسي. وأكد المصدر الانسحاب إلى "المنطقة 55" المحمية من "التحالف الدولي".

الناطق باسم "جيش مغاوير الثورة" محمد الجراح، أكد لـ"المدن"، انسحاب "أسود الشرقية" و"قوات الشهيد أحمد العبدو" إلى داخل حدود "المنطقة 55"، التي باتت منطقة "خفض تصعيد" ومنطقة دولية، تنتشر فيها كافة فصائل البادية. وأكد الجراح، أن "مغاوير الثورة" ما زال يقوم بمهامه في تمشيط الحماد الشامي من فلول تنظيم "الدولة الإسلامية"، وكذلك في تمشيط الحدود الإدارية لمعسكر التنف، بدائرة نصف قطرها 50 كيلومتراً.

واعتبر الجراح، أن أهم عملياتهم حالياً هي حماية 80 ألف مدني في الركبان، في ظل انتشار الفقر والمرض والخوف من المليشيات الإيرانية والنظام و"داعش". وأشار إلى أن "تواجد النظام شمالي التنف، لا يشكل أي خطر علينا، كون المنطقة 55 محمية بغطاء جوي عالمي لا يستطيع النظام استهدافها بأية وسيلة". وتابع "حاول النظام التعدي سابقاً مرتين بأرتال عسكرية إلى الحرم العسكري للتنف وتم التعامل معه بالقوة النارية وتراجع".

وتؤكد الانسحابات الأخيرة في البادية أن تقدم النظام إلى مساحات واسعة من دون قتال هو مقياس لتحول كبير في موازين القوى العسكرية شرقي سوريا.

وأكد مصدر مطلع، لـ"المدن"، أنه ومع نهاية تشرين الأول/أكتوبر، ستبدأ غرفتا العمليات الدولية التي يتزعمها أصدقاء الشعب السوري "الموك" و"الموم"، بوقف كافة أشكال الدعم لفصائل الجيش السوري الحر، سواء في الجنوب أو الشمال السوري. وأضاف المصدر أن الأمر تم "من دون أي اخطار يذكر لفصائل الجيش السوري الحر، حول مستقبلها، وما قد يطرأ عليها. وتحاول الفصائل عبر بوابتيها شمالاً وجنوباً توحيد صفوفها".

وأشار المصدر إلى أن "المشروع الجديد لم يُحسم بعد بالنسبة لدول أصدقاء سوريا، ولم يُعط بعد القرار النهائي القاضي بإعادة هيكلية غرف العمليات الدولية والفصائل، وفق نظام ضيق ومحدود عسكرياً". وتؤكد المصادر المطلعة وجود مشروع جديد قيد الانشاء والتوافق، كما تؤكد عدم وجود نيّة للتخلي عن فصائل الجيش السوري الحر، وإنما تغيير السياسة والإستراتيجيات والآليات المتبعة حول الملف السوري.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها