الخميس 2017/01/26

آخر تحديث: 14:14 (بيروت)

هجوم "فتح الشام" يدفع الفصائل للإنضمام إلى "أحرار الشام"

الخميس 2017/01/26
هجوم "فتح الشام" يدفع الفصائل للإنضمام إلى "أحرار الشام"
حدة المعارك ازدات عصر الأربعاء، مع محاولة تقدم "صقور الشام" باتجاه بلدة احسم (المدن)
increase حجم الخط decrease
أصدرت "حركة أحرار الشام الإسلامية"، الخميس، بياناً، أكدت فيه انضمام "ألوية صقور الشام" و"جيش الإسلام/قطاع ادلب" و"جيش المجاهدين" و"تجمع فاستقم كما أمرت" و"الجبهة الشامية/قطاع ريف حلب الغربي" إليها. وأكدت "الحركة" أن "أي اعتداء على أحد أبناء الحركة المنضمين لها أو مقراتها هو بمثابة إعلان قتال لن تتوانى حركة أحرار الشام في التصدي له وايقافه مهما تطلب من قوة".

وكانت تلك الفصائل المتحاربة مع "جبهة فتح الشام"، في ريفي إدلب وحلب، قد أعلنت الأربعاء، انضمامها إلى "أحرار الشام"، في بيان مشترك. وجاء في البيان، أن الانضمام كان "استجابة لنداء أهل العلم، وتأكيداً على التزامنا بأهداف ثورتنا، والتزامنا بحمايتها وحماية أهلنا، وانطلاقا من حرصنا بما يمليه علينا الواجب الشرعي والثوري".

بيان الفصائل جاء بعد إطلاق "مبادرة انقاذ الشمال السوري"، موقعة من 22 شرعياً وداعية من "مبادرة أهل العلم في الشام"، وتدعو إلى وحدة الصف والاندماج في جسم عسكري وسياسي واحد مع "حركة أحرار الشام" بعد الهجمات الأخيرة لـ"فتح الشام" على مواقعهم في ريفي دلب وحلب. ووضعت المبادرة نقاطاً أهمها؛ مطالبة الفصائل المتحاربة مع "فتح الشام" بالانضمام إلى صفوف "حركة أحرار الشام"، كما طالبت المبادرة "أحرار الشام" بحماية من ينضم إليها والحفاظ على ثوابت الثورة، ومطالبة "الاحرار" بتوسعة "مجلس الشورى" لتمثيل الفصائل المنضمة لها، وألا تتخذ أي قرار قبل الرجوع إلى "المجلس"، وتشكيل لجنة تقييم ومتابعة لهذا الانضمام، تتألف من أعضاء "مبادرة أهل العلم" عبد المنعم زين الدين، وأيمن هاروش، وماهر علوش.

مصدر مقرب من الهاروش، أكد لـ"المدن"، أن هدف المبادرة، بشكل رئيس، هو "التصدي لاعتداءات فتح الشام المتكررة، وفضلا عن ذلك قد تكون في هذا الوقت أنجح من مبادرات ومحاولات الاندماج السابقة". إعلان الانضمام الذي تم الاتفاق عليه في ساعات متأخرة من ليل الأربعاء/الخميس، جاء بعد ارتفاع حدة المواجهات بين الفصائل المنضمة لـ"الأحرار" و"جبهة فتح الشام"، واحتمال تصاعد وتيرتها، وبشكل خاص بعد وصول أرتال تابعة لـ"فتح الشام" من "قطاع البادية"، تصدى له أهالي مدينة سراقب، وحاولوا إيقافه، ومنع وصوله لمناطق الاشتباك في محيط بلدة احسم في جبل الزاوية، التي شهدت معارك ومحاولات تقدم "صقور الشام" باتجاه مقر رئيسي لـ"فتح الشام" على أطراف البلدة.

الناشط عبد الرزاق فضل، قال لـ"المدن"، إن حدة المعارك ازدادت عصر الأربعاء، مع محاولة تقدم "صقور الشام" باتجاه بلدة احسم، بهدف السيطرة على مقر المغارة الذي يعتبر من أقوى تحصينات "فتح الشام" في المنطقة. وأضاف فضل أن "صقور الشام" انتقلت من مرحلة الدفاع إلى الهجوم، وأن تقدمها باتجاه احسم يعني ميلان الكفة لصالحها.

تقدم "صقور الشام" في جبل الزاوية، قابله تقدم "فتح الشام" في محيط مدينة إدلب، حيث اندلعت المواجهات الأعنف على أطراف السجن المركزي غربي المدينة. وشنّت "فتح الشام" هجوماً بالأسلحة الثقيلة وقذائف المدفعية والدبابات على السجن الذي تديره "صقور الشام".

مصدر إعلامي من "صقور الشام" أكد، لـ"المدن"، حصول الهجوم ووصفه بـ"الهمجي"، وقال إن هدفه تأمين هروب سجناء "جند الأقصى" و"فتح الشام". وتابع المصدر، إن اتفاقاً تم التوصل إليه يقضي بتسليم السجن لإدارة "جيش الفتح"، تفادياً لإصابة أي سجين في ظل التصعيد الحاصل من قبل "فتح الشام".

المواجهات المرتبطة بـ"فتح الشام" لم تغب عن ريف حلب الشمالي، فقد أكدت مصادر محلية لـ"المدن"، أن "فتح الشام" حاصرت بلدة حيان التي يتواجد فيها فصيلا "فيلق الشام" و"الجبهة الشامية"، في محاولة لاقتحامها والسيطرة عليها بعد سيطرتها خلال الساعات الـ48 الماضية على عندان وكفر حمرة وخان العسل وحريتان وكفرناها وأورم الكبرى في ريفي حلب الشمالي والغربي.

من جهتها، أكدت "حركة نور الدين زنكي" في بيان صادر عنها، أنها تأخذ موقف الحياد مما يحصل، معتبرة أن القتال الحاصل بين "أخوة الثورة والجهاد من الفصائل"، هو "استنزاف للقوة، ويصب في مصلحة نظام الأسد"، واستهجن البيان ما وصفه "اشاعات" حول مناصرة طرف معين. ودعت الحركة الأطراف المتنازعة "لتحكيم شرع الله، وتذكر المجريات التي حدثت في افغانستان والعراق والجزائر".

وتعرضت "الزنكي" في الآونة الأخيرة لانتقادات حول مواقفها الموالية لـ"فتح الشام" واتُهِمَت بمؤازرة "فتح الشام" في اقتحام مقرات "الجبهة الشامية" و"جيش المجاهدين".

في موازاة ذلك، شنّت فصائل "درع الفرات" في ريف حلب الشمالي، حملة عسكرية شاركت فيها "الجبهة الشامية" و"فرقة الحمزة" و"اللواء 51"، على مناصري وأعضاء "فتح الشام" في أعزاز ودابق وحتيملات ولغوز.

القيادي في "فرقة الحمزة" النقيب محمد عثمان، قال لـ"المدن"، إن أغلب القوات الموجودة في ريف حلب الشمالي، والمشاركة في "درع الفرات"، تعرضت لغدر "جبهة النصرة" وأُخرجت من مناطق مختلفة على يدها. وأضاف: "لن نسمح لفتح الشام بالتوسع في الشمال، وخاصة بعد هجومها الأخير على باقي الفصائل الثورية".

قائد "الفرقة 13" المقدم أحمد سعود، قال لـ"المدن": "لم تترك فتح الشام سبلاً للعيش المشترك معها في ظل اعتداءاتها المتكررة وبغيها على الثورة وفصائلها وشعبها"، وأضاف: "ما حذرنا منه منذ أكثر من عام يحصل الآن، وهو نتيجة طبيعية لسكوتنا عن ممارسات فتح الشام المتسترة باسم الدين". وتوجه السعود إلى أهل عناصر "فتح الشام" من السوريين، بالقول: "ابعدوا ابنائكم عن فتح الشام، وجنبوهم التورط في دماء أبناء بلدهم".

التطورات الأخيرة فتحت أبواب سيناريوهات محتملة في الشمال السوري، قد تحقق اندماج كبرى الفصائل مع "أحرار الشام" التي قد تجد نفسها في مواجهة مباشرة مع "فتح الشام". مصدر مقرب من قيادة "الأحرار"، قال لـ"المدن"، إن تحذيرات وجهّت لـ"فتح الشام"، وأعطيت مهلة للخروج من المقرات التي استولت عليها مؤخراً، وإلا فإن "أحرار الشام" ستبدأ مواجهة عسكرية معها.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها