الأربعاء 2017/01/25

آخر تحديث: 14:27 (بيروت)

"الشرطة" تدخل جرابلس.. وفصائل "درع الفرات" تغادرها

الأربعاء 2017/01/25
"الشرطة" تدخل جرابلس.. وفصائل "درع الفرات" تغادرها
سبق دخول "الشرطة الحرة" إلى جرابلس خروج معظم الفصائل العسكرية منها (الأنضول)
increase حجم الخط decrease
باشر عناصر الشرطة، الثلاثاء، عملهم في مدينة جرابلس في ريف حلب الشرقي، بعد افتتاح رسمي لمقر "الشرطة والأمن العام" كما أطلق عليه، وبحضور معظم قيادات فصائل "درع الفرات" ومسؤولين أتراك من بينهم والي مدينة غازي عنتاب علي ييرليكايا.

وسبق دخول الشرطة إلى جرابلس خروج معظم الفصائل العسكرية منها، بعد الضغط الشعبي المتكرر، خاصة بعد مقتل مدنيين من قبل بعض عناصر الجيش الحر، عن طريق الخطأ. وأُمهِلَت الفصائل مدة 72 ساعة، الأحد، للخروج من المدينة، بغرض تسليمها إلى إدارة مدنية وجهاز شرطة مختص.

وأقيم احتفال رسمي بمناسبة افتتاح أول مركز gلشرطة المدربة في تركيا، في جرابلس، وسلمت لهم عربات خاصة بجهاز الشرطة ذات اللون الطيني وهي مشابهة تماماً لعربات الشرطة التركية.

وتتكون الشرطة من جهازين؛ الأول "شرطة مدنية" ترتدي لباساً أزرقَ سماوياً وجعب سوداء، والثاني "قوات خاصة" مساندة لها ومهمتها "الأمن العام" وترتدي لباساً مموهاً أشبه بلباس الجيش التركي وتتميز بقبعات زرقاء اللون، ومجهزة بالعتاد العسكري الكامل.

وتلقى عناصر "الشرطة والأمن العام" الذي انتشروا بشكل فعلي في مدينة جرابلس، صباح الأربعاء، تدريباً مكثفاً في مدينة مرسين التركية، لمدة خمسة أسابيع، بعد إلتحاقهم بمعسكرات مخصصة لهذا الغرض. وكانت معظم التدريبات حول ضبط الأمن والجنايات وإلقاء القبض على السارقين والتعامل مع الهجمات المسلحة، ومكافحة الإرهاب.

وبلغ عدد العناصر الذين دخلوا مدينة جرابلس كأول دفعة من "الشرطة والأمن العام" التي دخلت مناطق "درع الفرات"، نحو 440 عنصراً، تطوعوا ضمن جهاز الشرطة بمحض إرادتهم. وكانت عملية تجنيد العناصر قد انطلقت من المخيمات، بعدما أعلنت إدارة المخيمات انطلاقاً من مخيمي "إصلاحية 1" و"إصلاحية 2" قرب مدينة كلس التركية، عن فتح باب التطوع في الشرطة منذ شهرين. ثم انتقلت عملية التجنيد إلى مخيمات أخرى، لمن يود التطوع. وعلى عكس ما أثير في الإعلام حول إجبار الشباب على التطوع في صفوف الشرطة، فقد كانت كل الدعوات للإلتحاق بالشرطة طوعية، ولايزال باب الإنتساب لها مفتوحاً حتى الآن، وفي معظم المحافظات التركية.

والي غازي عنتاب، أكد بدوره خلال حفل الإفتتاح، أن عملية تدريب شرطة مدينة جرابلس، جاءت بدعوى من فصائل الجيش الحر بعد سيطرتها على المدينة، بدعم تركي، وذلك بهدف ضبط الأمن ومكافحة الإرهاب. وأوضح الوالي خلال حديثه، بأن الوضع المدني سيتحسن باستمرار في مدينة جرابلس، وأن دخول شرطة منظمة إليها هو بصيص أمل من أجل سوريا "حرة قادرة على إدارة نفسها".

قائد الشرطة في مناطق "درع الفرات" العميد عبدالرزاق أصلان، قال لـ"المدن"، إن تشكيل جهاز "قوى الشرطة والأمن العام الوطني السوري" جاء بناءً على رغبة الأهالي والمطالب الشعبية الملحة في المناطق التي تم تحريرها ضمن عملية "درع الفرات"، إضافة إلى الضرورة القصوى لوجود جهاز أمن منظم يعمل وفق الأصول القانونية والمؤسساتية الحقيقية. ولذلك تم تقسيم عمل قوات الأمن إداريا ضمن منطقة عمليات "درع الفرات"، وكانت البداية من منطقة جرابلس التي قسمت إلى مناطق إدارية، وتم إحداث "إدارة منطقة" وأقسام شرطة ومخافر، ضمن هرمية مؤسساتية تتبع "القيادة العامة" للقوات العاملة في كل مناطق "درع الفرات" وفق الأصول المتعارف عليها في قوانين الشرطة دولياً.

وعن الأهداف الحالية لجهاز الشرطة، أوضح أصلان بأن تخطي الصعوبات الكبيرة الموجودة على الأرض والقضاء على الفوضى هو أكبر أهداف الأمن في هذه المرحلة، بالإضافة إلى الحفاظ على حياة المواطنين وأمنهم وأعراضهم وممتلكاتهم، وحصر السلاح بيد الجهات الوطنية الرسمية. ويكمل أصلان، "للأسف هناك ظاهرة خطيرة انتشرت في المناطق المحررة، وهي حالات السلب والسطو المسلح، بالإضافة إلى الجرائم التي تسجل ضد مجهول، وذلك بسبب افتقار مناطق المدنيين السوريين لجهاز مؤسساتي قوي يعمل على تطبيق القانون وينهي المنطق الذي ساد في الفترة الماضية من عدم وجود أي رادع أو حسيب للصوص، ونحن بدورنا لن نعمل على الحد من هذه الظاهرة فقط وإنما سننهيها من الوجود لأن أرواح الناس وأرزاقهم ليست ألعوبة، ومواطنينا عانوا كثيرا من التفلت الأمني، وكل شخص يعتدي على الناس كائناً من كان سوف يحاسب بشكل عادل تحت القانون".

وحول تأسيس جهاز شرطة "درع الفرات" أكد أصلان، أن العمل على تدريب القوى الشرطية جارٍ منذ شهور، وتم تدريب الدفعة الأولى على كافة التخصصات الشرطية وبأعلى مستويات التدريب النظري والعملي بدءاً من نظام خدمة الشرطة وحقوق الإنسان إلى التدريبات العملية على مكافحة الإرهاب والتدخل السريع. وتم توزيعهم وفق الاختصاصات؛ شرطة مخافر، وأقسام ومناطق، وأمن جنائي وحراسات، وقوات خاصة ومكافحة ارهاب، ووحدات هندسة لتفكيك الألغام والمخلفات الحربية والعبوات الناسفة والمفخخات، بالإضافة إلى الجمارك. وتم تجهيزهم بأحدث أنواع العتاد والادوات اللازمة لأداء مهامهم بكفاءة عالية، بشكل مهني وفقاً للقوانين النافذة.

وتضم الدفعة الأولى ما يقارب 450 عنصر شرطة، من كافة الاختصاصات، إضافة إلى الإداريين الذين سيعملون في "إدارة الشؤون المدنية" وتسيير معاملات المواطنين.

من جانبه، أكد القائد العسكري في الجيش الحر لعملية "درع الفرات" النقيب مصطفى الشيوخ، لـ"المدن"، أن التعاون بين مكونات "درع الفرات" و"جهاز الشرطة والأمن العام" سيكون على أعلى مستوى، وسيشهد تعاوناً فعالاً لأبعد الحدود. وأوضح الشيوخ، أن بعض الفصائل لم تُخرِج مقراتها بالفعل من المدينة، إلا أن القسم أكبر أصبح خارجها، وذلك لضرورات أمنية والخوف من حصول فراغ أمني، ولكن ستستكمل كافة الفصائل خروجها فور استكمال الشرطة تسلم مهامها. وأكد الشيوخ على أن المهمة الأساسية لفصائل "درع الفرات" هي طرد تنظيم "داعش" الإهابي والأحزاب الإنفصالية المتمثلة بـ"قوات سوريا الديموقراطية".

وكانت ردود أفعال مستهجنة صدرت عن ناشطين ومتابعين، حول هتافات عناصر جهاز الشرطة، حيّت تركيا ورئيسها أردوغان، وأثارت موجة غضب عارمة كونها تُمجّدُ أشخاصاً على غرار ما عمل عليه حزب "البعث العربي الإشتراكي". إلا أن العميد عبدالرزاق أصلان، أشار إلى أنها كانت من باب الشكر والامتنان للدولة التركية، لمساعدتها للسوريين، ولاتحتمل أي تفسير آخر.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها