الجمعة 2017/01/20

آخر تحديث: 15:21 (بيروت)

هل تكون خربة الجوز بداية نهاية "أحرار الشام"؟

الجمعة 2017/01/20
هل تكون خربة الجوز بداية نهاية "أحرار الشام"؟
عملية "جبهة فتح الشام" كشفت وهن "حركة أحرار الشام" وانقسامها (انترنت)
increase حجم الخط decrease
هاجمت "جبهة فتح الشام" مقرات لحركة "أحرار الشام الإسلامية"، صباح الجمعة، في جبل الزاوية في ريف إدلب، وسيطرت على مواقع وقرى كانت تحت سيطرة الحركة. هجوم "فتح الشام" جاء بعدما أعلنت مع "أحرار الشام"، الخميس، توصلهما إلى صيغة اتفاق مبدئي، لوقف العمليات القتالية بينهما في ريف إدلب الغربي، بعد هجوم "فتح الشام" على حواجز ونقاط عسكرية لـ"الأحرار" في ريف جسر الشغور ومنطقة دركوش. هجوم "فتح الشام" كشف انقسامات "أحرار الشام" الداخلية، وخسارتها لأهم حلفائها على الصعيد السياسي والعسكري.

وهاجمت "جبهة فتح الشام" مقرات "الأحرار"، وسيطرت على حواجز للحركة في منطقة دركوش التابعة إدارياً لمنطقة إدلب قرب الحدود التركية، وحاجز الزعينية قرب الحدود الإدارية لمحافظة اللاذقية، ومعبر خربة الجوز، بعد اعتقال "أحرار الشام" للشرعي فيها أبو مجاهد العراقي.

مصادر في ريف إدلب الغربي، قالت لـ"المدن"، إن العراقي، وهو شرعي في "أحرار الشام"، كان قد سيطر على أحد المقرات التابعة للأحرار، وسرق سيارتين محملتين بالذخيرة، ولجأ إلى "جبهة فتح الشام"، ما دفع الحركة لاعتقاله. "جبهة فتح الشام" حاولت الإفراج عن العراقي، لكن الأحرار رفضت باعتباره أحد عناصر الحركة، ولا يحق لأي فصيل التدخل في الشؤون الداخلية لفصيل آخر. ثم وافقت "أحرار الشام" على إطلاق سراح العراقي مقابل استعادة عربتي الذخيرة. ما دعا "فتح الشام" إلى التصعيد العسكري والسيطرة على المعبر الإنساني في خربة الجوز الخاضع لسيطرة "الأحرار".

"فتح الشام" أقامت حواجز في المنطقة لاعتقال عناصر "أحرار الشام"، وبعد ساعات من الاعتقالات المتبادلة من كلا الجانبين، تشكلت لجنة لحل الخلاف مكونة من أبو الحارث المصري والشيخ عبد الرزاق المهدي. اللجنة طالبت بالافراج عن المعتقلين، مقابل تسليم أبو مجاهد العراقي إلى طرف ثالث "ضامن"، لعرض قضيته أمام "محكمة شرعية"، وإزالة الحواجز وإعادة الممتلكات والأسلحة لأصحابها.

قيادي في "أحرار الشام" قال لـ"المدن"، إن "عمليات التحقيق الأولية مع العراقي كشفت ضلوعه وأمير جبهة فتح الشام في الساحل الملقب أبوالبتار، بسرقة السلاح والذخيرة من مقرات الجيش الحر في ريف اللاذقية في وقت سابق، وتسليمها للجبهة"، في حين أشارت مصادر من "جبهة فتح الشام" إلى تخوفها من تسليم "أحرار الشام" للعراقي إلى تركيا، كبادرة حسن نية لإعادة المياه إلى مجاريها بين تركيا و"الأحرار"، بعد رفض الأخيرة المشاركة في محادثات الأستانة.

الناشط الإعلامي محمد اللاذقاني، قال لـ"المدن"، إن "جبهة فتح الشام" تحاول السيطرة على معبر خربة الجوز كونه المعبر الانساني الوحيد غربي سوريا، لكن سيطرتها على المعبر ستزيد الأمر تعقيداً، فهي مصنفة على "لائحة الإرهاب" رغم فك ارتباطها بـ"القاعدة"، ما سيؤدي إلى إغلاق المعبر الإنساني في خربة الجوز في وجه المسافرين بـ"نظام الإجازات". وكانت السلطات التركية قررت فتح المعبر الإنساني عبر "نظام الإجازات"، ليوم واحد في الأسبوع، لكن سيطرة "فتح الشام" ستؤجل إعادة فتحه إلى أجل غير مسمى، خاصة أن "فتح الشام" لا تملك مندوباً لها على المعبر، أسوة ببقية الفصائل.

وكانت "أحرار الشام" قد سيطرت على معبر خربة الجوز منذ قرابة شهرين، إثر عملية قالت إنها لـ"مكافحة الفساد" ضد "أنصار الشام"، الفصيل العسكري الذي كان يتحكم بالمعبر في وقت سابق.

عملية "جبهة فتح الشام" كشفت وهن "أحرار الشام" وانقسامها، والضغط الذي يقوده القائد العسكري السابق لها أبو صالح طحان، والقائد العام الأسبق هاشم الشيخ. انقسام يتمثل في ضغط "مجلس شورى" الحركة للعودة إلى ثوابتها والتخلي عن التيار التجديدي فيها، وتسريع عملية الاندماج مع الفصائل الجهادية. وأظهرت العملية، في الوقت ذاته، ضعف القائد العام الجديد لـ"أحرار الشام" أبو عمار العمر، في المواقف الصعبة، وأولها في قضية الاندماج، وليس آخرها موقفه من محادثات الأستانة، بعد بيان الحركة بعدم المشاركة في المفاوضات، بسبب عدم نجاح "وقف إطلاق النار" في سوريا، ورفض "الأحرار" عزل "جبهة فتح الشام".

مقاطعة "أحرار الشام" للأستانة، قد يبدو ظاهرياً، بعد تناقل تسريبات عن إيفاد "الأحرار" ممثلين عنهم إلى كازاخستان بصفة مستقلين، بالتزامن مع إعلان فصائل عسكرية منها "جيش المجاهدين" و"صقور الشام" و"جيش إدلب الحر" مشاركتهم في المفاوضات، بعدما كانوا قد أعلنوا في وقت سابق مقاطعتهم لها.

ورغم  تبريرات "أحرار الشام" عدم حضور الأستانة، بالخوف من عزل "جبهة فتح الشام" وتركها منفردة، وما سيجره ذلك من تخلي الحركة عن الحليف التركي، مقابل مكاسب على الأرض ستحققها مع "فتح الشام"، إلا أن التنظيم المنفك عن "القاعدة" لم يرَ حرجاً في مهاجمة مقرات "الأحرار". ويفسر ذلك بوجود ضوء أخضر من قيادات داخل "أحرار الشام" على استعمال العصي ضد من يحاول الخروج عن كلمة "مجلس الشورى" في الحركة. وسبق ذلك تصريحات لقائد الحركة أبو عمار تفتناز، بأن "الحركة تعاني وهناً على الصعيد الداخلي، والالتفات لمعالجة المرض خير من التظاهر بعدم وجوده".

"أحرار الشام" باتت تعاني من عزلة داخلية وخارجية، ولم تعد تلك القوة التي تخشاها "فتح الشام" وتعتبرها تهديداً يواجه حلم "إقامة الإمارة الإسلامية في الشام". وذلك بعد الحديث عن خسارة "الأحرار" الحليف التركي من جهة، وعدم قدرتها على كسب الجولاني من جهة أخرى. فجميع الفصائل العسكرية لم تبدِ أي ردة فعل على الخلاف الحاصل، أو الوقوف في صف "الأحرار" كما حصل أثناء في خلافها مع تنظيم "جند الأقصى"، وذلك بسبب الخوف من تفكك "الأحرار"، وتكرار مصير "حركة حزم" عندما وقفت إلى جانب "جبهة ثوار سوريا" في حربها ضد "جبهة النصرة"، لتتم تصفيتها لاحقاً.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها