ترامب يغضب أوروبا..وميركل وهولاند يضعان حداً له

أثارت تصريحات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب الأخيرة حول ألمانيا، وحلف شمال الأطلسي، وإمكان رفع العقوبات عن روسيا، وإشادته بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، غضباً وقلقاً في عواصم أوروبية عديدة، سارعت إلى رفض هذه التصريحات واعتبارها تدخلاً في الشؤون الأوروبية.

وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا مركل، إن مصير الأوروبيين يبقى "في أيديهم"، وذلك رداً على إشادة ترامب بقرار البريطانيين الخروج من الاتحاد الأوروبي. وأضافت "مواقفي حول المسائل الأطلسية معروفة. والرئيس المنتخب عرض مرة أخرى مواقفه. وعندما يتسلم منصبه، وهذا ما لم يحصل بعد، سنعمل بشكل طبيعي مع الإدارة الأميركية الجديدة، وسنرى ما هي الاتفاقات التي سنتوصل إليها".

ورفضت ميركل أي خلط بين "التهديد الإرهابي" وآلاف اللاجئين الذين وصولوا إلى ألمانيا هرباً من الحرب السورية، بعد أن وصف ترامب سياسة ميركل تجاه اللاجئين بأنها "كارثية".

أما وزير الخارجية الألمانية فرانك فالتر شتاينماير، فقد عبّر عقب لقاء مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، عن"قلقه" من تصريحات ترامب التي اعتبر فيها أن حلف شمال الأطلسي "تخطاه الزمن".

تصريحات ترامب الأخيرة لصحيفتي "بيلد" الألمانية و"التايمز" البريطانية، كانت قد أثارت أيضاً انتقادات داخلية في واشنطن، ووصفها وزير الخارجية الأميركية جون كيري بأنها "غير لائقة" تجاه الاتحاد الأوروبي والمستشارة الألمانية "الشجاعة".

وقال كيري في مقابلة مع شبكة "سي أن أن" الأميركية: "أعتقد بصراحة تامة أنه كان من غير اللائق لرئيس منتخب للولايات المتحدة أن يتدخل في شؤون دول أخرى بهذه الطريقة المباشرة".

فرنسا ردت بدورها على تصريحات ترامب، وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إن الاتحاد الأوروبي "ليس بحاجة لنصائح خارجية تقول له ما عليه فعله".

وأضاف هولاند خلال حفل تقليد وسام للسفيرة الأميركية في باريس جين هارتلي "أؤكد لكم أن أوروبا ستكون دائماً على استعداد لمواصلة التعاون عبر الأطلسي، لكنها ستتحرك وفق مصالحها وقيمها. وهي ليست بحاجة لنصائح خارجية تقول لها ما عليها فعله".

واعتبر وزير الخارجية الفرنسية جان مارك أيرولت، بعد وصوله بروكسل لحضور اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد، أن "أفضل رد على مقابلة الرئيس الأميركي هو وحدة الأوروبيين".