الإثنين 2017/01/16

آخر تحديث: 14:56 (بيروت)

تعثر "درع الفرات".. و"داعش" يستقدم أسلحة من تدمر

الإثنين 2017/01/16
تعثر "درع الفرات".. و"داعش" يستقدم أسلحة من تدمر
"داعش" حصل أيضاً على أسلحة كيماوية، استخدمها مرات متعددة في قذائف المدفعية ضد "درع الفرات" (انترنت)
increase حجم الخط decrease
على الرغم من تكثيف سوية العمليات العسكرية، خلال الأسبوع الماضي، في محيط مدينة الباب، إلا أن ذلك لم يترجم عملياً بتقدم على الأرض. وكان الجيش التركي قد زجّ بـ8 آلاف عنصر من القوات الخاصة، إلا أنها لم تشارك، حتى الآن، بشكل فعلي في الهجوم على مدينة الباب.

وتمكن مقاتلو الجيش الحر من تحقيق إلتفاف واسع في محيط بلدة قباسين، بعد سيطرتهم على قرية السفلانية جنوبيها. وجاء ذلك بعد تقسيم القطاعات العسكرية بين الجيش التركي والجيش الحر، بحيث تسلم الحر زمام المعارك في محيط قباسين وبزاعة وأصبحت مهمته السيطرة عليهما، بينما أضحت مهمة الجيش التركي السيطرة على الباب بعد تنفيذه إلتفافاً مشابهاً على المدينة من الجهة الغربية الجنوبية.

وتواصل غرفة عمليات "درع الفرات" التابعة للجيش الحر، مدعومة بقوات خاصة تركية، للشهر الثاني على التوالي، عملياتها العسكرية في محيط مدينة الباب السورية شمال شرقي حلب، ضد تنظيم "الدولة الإسلامية".

ورغم التعزيزات العسكرية الضخمة للجيش التركي، والمحاولات المكثفة منذ بداية العام 2017، لم تستطع "درع الفرات" إحراز أي تقدم عسكري واضح، في مرحلتها الثالثة الهادفة إلى السيطرة على مدينة الباب. وفي ظل التعثر، الأول من نوعه، الذي يواجه العملية، فإن تحدياً حقيقياً بات يواجه العملية العسكرية التركية الداعمة للجيش الحر.

القيادي في غرفة عمليات "درع الفرات" النقيب مصطفى الشيوخ، قال لـ"المدن"، إن السبب الأبرز لبطء سير المعارك في محيط الباب، يعود إلى الدعم الذي تلقته "الدولة الإسلامية" من نظام الأسد وروسيا، بعد سيطرته على أسلحة متطورة في تدمر، من بينها مضادات للدروع، باتت تعيق تقدم قوات "درع الفرات". وأوضح الشيوخ، أن "داعش" حصل أيضاً على أسلحة كيماوية، استخدمها مرات متعددة في قذائف المدفعية ضد "درع الفرات" أدت إلى حالات اختناق بين عناصر الجيش الحر في محيط الباب.

المنسق الإعلامي للجيش الحر شمالي سوريا، يحيى مايو، قال لـ"المدن"، إن سبب التعثر في السيطرة على الباب، يعود إلى أن أسلوب تنظيم "داعش" بات معلوماً؛ و"منذ أوائل معاركنا معه في تحرير الريف الشمالي، في العام 2014، يعتمد التنظيم على الانسحابات السريعة، وإعادة التموضع، وهذا ما حصل حينها أثناء انسحابه من أعزاز وريفها ومدينة حلب قبلها".

وأوضح مايو، أن كافة قوات "داعش" التي انسحبت من المنطقة الممتدة من جرابلس وصولاً إلى الراعي، انتقلت إلى الباب، و"لم تكن في استراحة إنما في ظرف إعادة تموضع". انتشال التنظيم للافتة الطرقية لبلدة دابق، ووضعها في مدينة الباب، هو شحن عقائدي جديد لمقاتليه، بأن الملحمة في الباب، هذا بعيداً عن المعارك السياسية ووضع العصي في عجلات "درع الفرات من قبل أطراف دولية باتت معلومة".

ويضيف مايو، أن معارك المدن ليست سهلة، خاصة أن فصائل الحر منذ أول عملياتها في "درع الفرات" اتبعت أسلوب الجيوش النظامية لا العصابات، فالمدرعات والطائرات التابعة للجيش التركي، لايمكنها ردع مجموعة من التنظيم تتمركز في كتل من المباني الملغمة. فالمعركة بحاجة إلى الوقت، والفصائل تحاول رسم استراتيجيات جديدة مناسبة تجدي نفعاً.

في المقابل، يبدو أن تنظيم "داعش" وضع كل ثقله من أجل عدم خسارة مدينة الباب، والتشبث بها، لاعتبارات عسكرية وجغرافية، فهي بوابة الشرق، وعقدة المواصلات. واستقدم التنظيم مدرعات وسلاحاً ثقيلاً من مدينة تدمر، من بينها دروع ودبابات وعربات مصفحة وصواريخ مضادة للطيران من طراز "سام" وغيرها من الذخائر. ولم يكتف التنظيم بجلب السلاح، بل زج بـ"قوات النخبة"، وهي لواء من "القوات الخاصة" بقيادة ضابط الاستخبارات السابق عمر الطاجيكي، بهدف تعزيز دفاعات التنظيم في المدينة. كما دفع التنظيم بتعزيزات بشرية، رافقها شحن عقائدي من قبل القائد العسكري للمعركة في الباب، الأمير العسكري أبو عمر الكردي، الذي رسّخ في ذهن مقاتليه بأنه من المستحيل الانسحاب من المدينة، إذ يجوز الانسحاب أمام "التحالف الدولي" وغيره كونه من الـ"كفار"، ولا يجوز الانسحاب أمام الجيش التركي والجيش الحر، كونهم "مرتدين"، كما أن العودة إلى "الملحمة الكبرى" في دابق، يستلزم الحفاظ على مدينة الباب.

الأهمية العسكرية والعقائدية للمعركة، توازيها أهمية معنوية؛ فمعظم قادة التنظيم البارزين يقطنون في مدينة الباب، كما أن معظمهم تزوجوا نساءً من المدينة، من بينهم البغدادي. ولا يزال التنظيم يمنع خروج أي مدني من المدينة، ومن مناطق سيطرته عموماً، باتجاه مناطق سيطرة الجيش الحر. ولقي الأحد نحو 11 مدنياً مصرعهم وأصيب العشرات، نتيجة تفجير التنظيم سيارة مفخخة في قرية جب الرازي شمال شرقي الباب، وهي قرية قريبة من نقاط عبور الفارين من مناطق سيطرة التنظيم.

من جهتها، مليشيات النظام استغلت القتال المستمر بين "داعش" و"درع الفرات" لتنفيذ عمليات قصف مكثفة على بلدتي مسكنة ودير حافر في ريف حلب الشرقي، واللتين تشكلان بوابة الرقة عاصمة التنظيم، ما تسبب في نزوح نحو 40 ألف مدني منهما، وسقوط عشرات القتلى والجرحى.

والواضح أن مليشيات النظام تسعى إلى وقف تقدم الدور التركي مستقبلاً، وذلك عبر قطع الطريق عليه في بلدتي ديرحافر ومسكنة، والتي تبدو عملية السيطرة عليهما سهلة نوعاً ما في حال قررت المليشيات شنّ هجمات برية.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها