الأربعاء 2016/09/28

آخر تحديث: 15:38 (بيروت)

مصر: "حياة قبور" في سجن العقرب

الأربعاء 2016/09/28
مصر: "حياة قبور" في سجن العقرب
"انتهاكات خطيرة" في سجن العقرب تسببت بوفاة 6 معتقلين على الأقل (Getty)
increase حجم الخط decrease
اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" السلطات المصرية بممارسة انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان ضد معتقلي سجن العقرب الشديد الحراسة في القاهرة، أدّت إلى وفاة 6 معتقلين، على الأقلّ، العام الماضي.

وأشارت المنظمة في تقرير من 58 صفحة، نشرته الأربعاء، تحت عنوان "حياة القبور: انتهاكات سجن العقرب في مصر"، إلى أن معتقلي السجن، وهم بأغلبيتهم معتقلون سياسيون ونشطاء، يتعرّضون للضرب المبرح من قِبَل موظفي السجن، كما يتعرّضون لـ"إجراءات تأديبية" تتمثل بالعزل في زنازين ضيقة، من دون أسرة أو مستلزمات نظافة أساسية، وتُمنع عنهم أيضاً زيارات الأهالي والمحامين والرعاية الطبية الكاملة.

واستند التقرير على شهادات 20 من أهالي المعتقلين في سجن العقرب، ومحاميَين إثنين وسجين سابق، بالإضافة إلى سجّلات طبية وصور للسجناء المرضى والمتوفين. ويشير إلى وفاة 6 من المعتقلين على الأقل، في الفترة بين مايو/أيار، وأكتوبر/تشرين الأول 2015، شُخِّص اثنان منهم بالسرطان وشخص ثالث بالسكري.

ووصف نائب مدير قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المنظمة جو ستورك، سجن العقرب، بأنه "المحطة الأخيرة للمعتقلين في مسار القمع الحكومي، ويضمن إسكات الخصوم السياسيين وقتل آمالهم. ويبدو أن الغرض منه أن يبقى مكانا ترمي فيه الحكومة منتقديها ثم تنساهم".

وبحسب التقديرات، يضمّ السجن حالياً نحو 1000 سجين، من بينهم قيادات عليا في جماعة "الإخوان المسلمين"، ومعتقلين تتهمهم السلطات المصرية بالانتساب إلى تنظيم "الدولة الإسلامية"، عوضاً عن نشطاء معارضين للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي. وبحسب شهادات الأهالي، فإن ظروف الاحتجاز في سجن العقرب تدهورت كثيرا في مارس/آذار 2015، عندما عيّن السيسي اللواء مجدي عبدالغفار وزيراً للداخلية، الذي حظَر بعدها جميع زيارات الأهالي والمحامين، وأصبح السجن معزولاً عن العالم الخارجي.

وينقل التقرير عن الأهالي قولهم إن السلطات منعت بعض المعتقلين من تلقي العلاج أو تسلم الدواء في الوقت المناسب، ورفضت النظر في أمر الإفراج المشروط عنهم لأسباب طبية، ولم تحقق في وفاتهم.

ويذكر التقرير حالة القيادي في "الجماعة الإسلامية" عصام دربالة، الذي كان مصاباً بالسكري، ورفضت وزارة الداخلية إمداده بالدواء الموصوف له، رغم أوامر من قاضٍ ومن النيابة بتوفيره، وحضر دربالة جلسة في أغسطس/آب 2015 أمام المحكمة وكان يرجف وشبه فاقد للوعي وغير قادر على وقف التبوّل، وتوفي بعد ساعات من الجلسة.

يُذكر أن سجن العقرب، المعروف رسمياً باسم "سجن طرة الشديد الحراسة"، شيّد عام 1993 بهدف احتواء "المعتقلين وقائياً في قضايا أمن الدولة".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها