الإثنين 2016/09/19

آخر تحديث: 15:41 (بيروت)

النظام يتقدم إلى داعل لتشتيت المعارضة في "مثلث الموت"

الإثنين 2016/09/19
النظام يتقدم إلى داعل لتشتيت المعارضة في "مثلث الموت"
تحرك قوات النظام باتجاه بلدتي ابطع وداعل، كان بالتوازي مع تحرك المعارضة باتجاه ريف القنيطرة الغربي (SMO)
increase حجم الخط decrease
لم تمنع موافقة النظام الشكلية على "وقف إطلاق النار" من حشد قواته العسكرية والمدرعات وتدعيم خطوط الدفاع المتقدمة شرقي بلدتي ابطع وداعل، بكيلومتر واحد، بعدما سيطرت على "الكتيبة المهجورة" وبعض المزارع القريبة من البلدتين منذ أسبوعين.

تحركات قوات النظام الأخيرة، تُنذِرُ بعملية عسكرية قريبة، نحو بلدة داعل ذات الموقع الاستراتيجي على طريق دمشق-درعا القديم. وفي حال سيطرت قوات النظام على داعل، تُصبح بلدة ابطع المحررة منذ ثلاثة أعوام، ساقطة عسكرياً، ومحاصرة من الشمال والشرق والجنوب، فهي تقع بالقرب من طريق امداد النظام الوحيد لقواته المتواجدة داخل مركز مدينة درعا.



مدير المكتب الاعلامي لـ"ألوية الفرقان" صهيب الرحيل قال لـ"المدن"، إنه على الصعيد العسكري، فالسيناريو ذاته يتكرر منذ سنتين؛ فعندما أحس النظام بالخطر من دخول المعارضة إلى ريف دمشق الغربي، من بوابة "مثلث الموت" التي لا يمكن اغلاقها، حينها عمد إلى تنفيذ اقتحامات ربما كانت شبه وهمية في بداية الأمر، لتتحول بعد سنة إلى حملة كانت الأعنف منذ تاريخ الثورة في درعا. فالنظام حوّل أنظار المعارضة إلى مدينة الشيخ مسكين، واغرقها في حرب استنزاف دامت شهوراً، قبل أن يحقق السيطرة على مناطق في "مثلث الموت" ويغلق البوابة إلى ريف دمشق.

واليوم تفتعل قوات النظام اقتحامات وقصفاً بربرياً على المدنيين، بحسب الرحيل، لتوقف معركتي "قادسية الجنوب" و"مجاهدون حتى النصر" الراميتين إلى وصل مناطق سيطرة المعارضة في درعا والقنيطرة وريف دمشق الغربي وفك الحصار عن بلدات الغوطة الغربية، عبر تشتيت المعارضة وتوجيه قواتها نحو ابطع وداعل للدفاع عنهما. فتحرك قوات النظام والمليشيات، بشكل متسارع، باتجاه بلدتي ابطع وداعل، كان بالتوازي مع تحرك قوات المعارضة باتجاه ريف القنيطرة الغربي.

وعلى الرغم من حالة الركود التي مرت بها "الجبهة الجنوبية" خلال الشهور السابقة، إلا أن تحركات حثيثة بدأت خلال الأيام الماضية؛ وتم الإعلان عن انطلاق معركتين في أسبوع واحد، حققتا مكاسب على الأرض في القطاع الغربي من حوران. وتصاعدت أعداد قتلى قوات النظام والمليشيات خلال أيلول/سبتمبر فقط، لتصل إلى 250 قتيلاً، بحسب احصائيات "ألوية الفرقان".

مصادر الجيش الحر في درعا، أشارت إلى وعي المعارضة بخطط النظام، وأنها ستتابع معاركها في القنيطرة و"مثلث الموت"، بعدما اتخذت كافة التدابير في مواجهة أي حملة عسكرية قد تطلقها قوات النظام نحو بلدتي ابطع وداعل.

كما أشار ناشطون إلى رصد تعزيزات كبيرة لقوات النظام، تشمل آليات وقوات عسكرية، نحو مدينة درعا، بالاضافة للتعزيزات العسكرية التي تمركزت في "الكتيبة المهجورة" في محيط بلدتي ابطع وداعل. وتشير تلك التعزيزات إلى أن قوات النظام قد تبدأ بعملية عسكرية لتعزيز خطوط الدفاع عن مدينتي الشيخ مسكين وازرع، عبر السيطرة على بلدتي ابطع وداعل.

بالسيطرة على بلدة داعل وعلى نقاط جديدة داخل مدينة درعا، ستتمكن قوات النظام من فصل كامل ريف درعا الغربي عن ريفها الشرقي، والوصول إلى الحدود السورية-الأردنية عن طريق معبر درعا القديم. وبذلك يصبح الريف الغربي لدرعا محاصراً بشكل كامل، ما يُسهل السيطرة لاحقاً على كامل قراه وتلاله الاستراتيجية التي انسحبت منها قوات النظام سابقاً، وأهمها تل الحارة.

قائد غرفة عمليات "جيش اليرموك" حمزة أبو أنس، قال لـ"المدن"، إن النظام يسعى من خلال التقدم في إبطع وداعل إلى تدعيم حماية طريق الإمداد الإستراتيجي بين دمشق ودرعا، وفتح طريق إمداد بديل في حال تم استهداف الطريق القديم المار من إزرع-الشيخ مسكين.

أبو أنس قال إن أسباب ركود الجبهات في الجبهة الجنوبية عديدة؛ ففي حين يزداد الدعم العسكري المُقدم لقوات النظام، يغيب الدعم العسكري الإستراتيجي عن فصائل المعارضة الأساسية، بل يتم تقديم معظم الدعم العسكري، كمضادات الدروع، لفصائل ترتبط بـ"غرفة عمليات الموك"، من دون إجازة إستخدامه في معارك الصدّ. وخير دليل على ذلك، بحسب أبو أنس، ما شاهدناه في معارك الشيخ مسكين وعتمان، والمعارك التي تجري الآن في إبطع وداعل.

كما أشار أبو أنس إلى أن حالة التشتت في الجبهة الجنوبية تعود أيضاً إلى تعدد مصادر الدعم وتنوع المشاريع والمصالح للدول الداعمة، وعدم قدرة فصائل الجيش الحر على إيجاد مصدر دعم موحد، يؤمن متطلبات هذه الحرب التي أصبحت تقوم بها دول متعددة بالوكالة عن النظام.

عضو "الهيئة السورية للإعلام" المقربة من "الجبهة الجنوبية" وليد السليمان، قال لـ"المدن"، إن النظام لا يلتزم بالقانون الدولي، فكيف له بالالتزام بهدنة رعتها روسيا وهي شريكته الرئيسية في قتل السوريين. وأشار السليمان إلى أن قوات النظام وبدل أن تواجه الاعتداءات الخارجية عليها من الطائرات الاسرائيلية أو طائرات "التحالف الدولي"، تقوم باستهداف المدنيين العزل في المناطق الخارجة عن سيطرتها، كأفعال انتقامية. واستهداف مدينة داعل هي محاولة من أجل تهجير أهلها، بعدما تمكنت القوى الثورية من إعادة تآهيلها وجعلها مركزاً حيوياً بعيداً عن سيطرة النظام.

ويشير البعض إلى أن أحد أهداف قوات النظام من عمليتها العسكرية المحتملة ضد ابطع وداعل، هو ابعاد المعارضة عن مدينة ازرع، التي إن تمكنت المعارضة من السيطرة عليها، فقد تضع نهاية لتواجد قوات النظام في درعا، والوصول إلى مشارف العاصمة دمشق، عبر الطريق الدولي.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها