الثلاثاء 2016/08/30

آخر تحديث: 13:54 (بيروت)

هل تقوّضُ "درع الفرات" حلم "الاتحاد الديموقراطي"؟

الثلاثاء 2016/08/30
هل تقوّضُ "درع الفرات" حلم "الاتحاد الديموقراطي"؟
سيطرت قوات المعارضة السورية على أكثر من 30 قرية منذ بدء العملية (عدنان الحسين)
increase حجم الخط decrease
فتحت معركة "درع الفرات" التي أطلقتها فصائل المعارضة، في 24 آب/أغسطس، بدعم تركي مباشر، سيناريوهات جديدة على الأرض في الشمال السوري. وسيطرت قوات المعارضة السورية على أكثر من 30 قرية منذ بدء العملية، جنوبي وغربي جرابلس، ومعظمها كانت تحت سيطرة "قوات سوريا الديموقراطية" والتي سقط لها قتلى وجرحى تبين أن معظمهم من "وحدات حماية الشعب" الكردية.

توغل الجيش التركي داخل الأرض السورية واصطدامه المباشر مع "قوات سوريا الديموقراطية" ورأس حربتها "وحدات حماية الشعب" الكردية، والتي تتهمها أنقرة بأنها الفرع السوري لمنظمة "العمال الكردستاني"، وسيطرة المعارضة على عشرات القرى من قبضة "قسد" في محيط جرابلس، رسم واقعاً مغايراً لمخططات "قسد" في تشكيل "فيدرالية روجافا-غربي كردستان". كما أن "قسد" باتت متخبطة في محيط منبج، بالتزامن مع سيطرة المعارضة على قرى خاضعة لسيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية"، شمالي منبج.

وتضع المعارضة حالياً، مدينتي الباب ومنبج، كأهداف استراتيجية لمعركة "درع الفرات"، وباتت قواتها تبعد 24 كيلومتراً عن الباب و12 كيلومتراً عن منبج، بعد سيطرتها على قرى الظاهرية وبلدق صغير وبلدق كبير.



وامتدت المعارك بين المعارضة و"قسد" على طول نهر الساجور، على خط جبهة بطول 10 كيلومترات، من قرية الهوشرية شرقاً إلى عرب حسن والحلونجي غرباً. وأجبرت المعارضة "قسد" على الانسحاب إلى ما بعد نهر الساجور، لتشكيل خط دفاعي في حال حاولت المعارضة التقدم بشكل جدي باتجاه مدينة منبج. وركزت "وحدات الحماية" عدداً كبيراً من الآليات وحفرت خنادق ورفعت سواتر ترابية ونشرت القناصة في جبال قرية الهوشرية ومحيط قرية عون الدادات.

ويرى مراقبون أن دفع "وحدات الحماية" لمواجهة المعارضة والجيش التركي، يهدف إلى توريط تركيا في حرب استنزاف داخل سوريا. إلا أنه وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" فالمشكلة في الشمال السوري، امتدت إلى داخل الإدارة الأميركية، نتيجة الخلاف بين وزارة الدفاع "البنتاغون" الداعمة للوحدات الكردية ووكالة الاستخبارات "سي أي إيه" الداعمة لفصائل المعارضة السورية.

وكانت المعارضة قد أمهلت "سوريا الديموقراطية" مدة ثلاثة أيام للانسحاب إلى شرق نهر الفرات، إلا أن "قسد" لم تستجب لذلك. وتسعى "سوريا الديموقراطية" لوقف تقدم المعارضة المدعومة من تركيا و"التحالف الدولي" على ضفاف نهر الساجور الشمالية الشرقية. وتعتبر هذه المنطقة وصولاً إلى مدينة الباب، ذات أهمية استراتيجية لـ"قسد" لربط كانتوني عفرين وكوباني. لذا فقد تحركت "قسد" انطلاقاً من الشرق؛ في محيط قريتي حربل وأم حوش في ريف حلب الشمالي وسط تكهنات بنيتها التقدم إلى مدينة الباب، وسط تمهيد جوي من "التحالف الدولي" على مواقع "داعش" في تلك المناطق.

ويراهن حزب "الاتحاد الديموقراطي" وجناحه المسلح "وحدات حماية الشعب" على المدة الزمنية لعملية "درع الفرات" والتي لا تزال في مطلعها، كما تسعى "قسد" لايقاف تقدم المعارضة في ريف حلب الشرقي، بأي طريقة، في محاولة لربط مقاطعات "روجافا" ببعضها.

كما تسعي "قسد" إلى الابتعاد عن الحدود السورية-التركية، وحصار المعارضة في المنطقة الحدودية، عبر التقدم باتجاه مدينة الباب، من حربل وأم حوش غرباً، ومن العريمة شرقاً.

استهداف "قسد" لدبابتين تركيتين بصواريخ "تاو" أميركية، قبل يومين، سرّعَ من تطورات المعركة، فزجت تركيا بثقلها بشكل كبير، عبر القصف الجوي والمدفعي على مواقع "قسد". وتصر أنقرة على انسحاب تلك القوات إلى ضفة الفرات الشرقية، بشكل كامل، رافضة كل محاولات "وحدات الحماية" للتمويه عن وجودها غربي الفرات بتسميات "مجلس منبج العسكري" و"مجلسي" الباب وجرابلس، العسكريين.

وكانت "قسد" قد شكلت "مجلس جرابلس العسكري" قبل بدء "درع الفرات" في جرابلس، وألحقته ببيانات عن ارسالها تعزيزات لجبهات القتال في محيط جرابلس، محذرة فصائل المعارضة  من التقدم في مناطق سيطرتها. إلا أن "مجلس جرابلس العسكري" لم يصمد أمام توغل المعارضة التي أدركت أنه تشكيل وهمي، في محاولة من "قسد" لخلط الأوراق، واثارة النزاع بين فصائل الجيش الحر في الشمال.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها